وفقًا لدراسة سويدية جديدة، يختلف خطر الإصابة بداء السكري من النوع الأول اختلافًا كبيرًا تبعًا لمكان سكن الشخص في السويد في طفولته. وهي دراسة قد فاجأت نتائجها الباحثين الذين اكتشفوا عدة مدن في البلاد تتميز عن غيرها.

تسجل السويد، بعد فنلندا، أعلى معدل انتشار مُبلّغ عنه لداء السكري من النوع الأول في العالم. هذا المرض، الذي يُسببه مهاجمة الجهاز المناعي للخلايا المُنتجة للأنسولين عن طريق الخطأ، وهو مرض مزمن ويُصيب الأطفال والشباب بشكل رئيسي.

وأجرى باحثون من جامعة يوتيبوري، غرب السويد، تحقيقًا حول وجود صلة بين الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الأول ومكان سكنهم خلال السنوات الأولى من حياتهم. واستخدموا السجل الوطني للسكري لإنتاج بيانات عن الأشخاص الذين شُخّصوا بداء السكري من النوع الأول بين عامي 2005 و2022، والذين بلغ عددهم الإجمالي ما يزيد قليلاً عن 21,800 شخص.

وعند المقارنة، لاحظوا وجود مناطق ذات خطر أعلى وأخرى أقل. وتم تحديد أربع مناطق عالية الخطورة، تقع جميعها في المناطق الريفية، وخاصة في الأجزاء الشمالية من السويد.

انخفاض خطر الإصابة في فيكخو

كان الخطر النسبي للإصابة بداء السكري من النوع الأول أعلى بنسبة تتراوح بين 30% و80% مقارنةً بالمتوسط. ولم تُعثر الدراسة على أي تجمعات عالية الخطورة في المدن الكبرى.

أما في المدن الكبرى مثل ستوكهولم ومالمو ويوتيبوري، كان خطر الإصابة بالمرض أقل بنسبة تتراوح بين 20% و50% مقارنةً بالمتوسط.

وقالت صوفيا غودبيورنسدوتير، الأستاذة بجامعة يوتيبوري وإحدى الباحثات المشاركات في الدراسة: “كان من المدهش أن يكون النمط واضحًا للغاية، والأهم من ذلك، مرتبطًا بمكان عيش الناس في السنوات الأولى من حياتهم”.

في المناطق قليلة السكان في شمال السويد، كان الخطر أعلى. بينما وُجد أقل خطر في مدن جنوب السويد مثل فيكخو ونورشوبينغ وهالمستاد.

لا يعرف الباحثون سبب ذلك، لكنهم يُشيرون إلى أن أحد التفسيرات المحتملة قد يكون أن العدوى الفيروسية أكثر شيوعًا بين الأطفال في المدن الكبرى. وأنه قد يكون لذلك تأثير وقائي ضد أمراض المناعة الذاتية بينها السكري، كما أن الأطفال في المناطق الريفية يتعرضون لمزيد من المبيدات الحشرية.

وقالت غودبيورنسدوتير: “لا نعرف سبب إصابة بعض الأشخاص بمرض السكري من النوع الأول، ولكن لدينا الآن أساسًا يُمكننا من خلاله المضي قدمًا،” .

وستُعرض النتائج في مؤتمر أوروبي لمرض السكري في سبتمبر، ولم تُنشر بعد في أي مجلة علمية.