المرأة العراقية غارقة في زحمة الاعمال المنزلية
بقلم : صابرين فالح
العودة الى صفحة المقالات

رغم زيادة نسبة النساء العاملات اللواتي خضن جميع مجالات العمل تقريبا جنبا الى جنب مع الرجل في مجتمعنا، الا ان هناك عددا لا يستهان به من ربات البيوت لم يسعفهن الحظ بالحصول على مؤهلات تؤهلهن للعمل، كالشهادة او غيرها، او ممن فضلن رغم المؤهلات والشهادة أن يكن ربات بيوت فقط. ويعتقد كثيرون ان للمرأة التي لا تعمل اوقات فراغ تساعدها على الاهتمام بنفسها والالتفات لاحتياجاتها الأخرى، بعيدا عن متطلبات الزوج والأولاد. ولكن احيانا الواقع خلاف ذلك حيث ان مسؤولية الزوج والبيت والأولاد لا تترك للمرأة الفرصة للاهتمام باحتياجاتها وممارسة هواياتها او الالتفات لشؤونها الخاصة او تثقيف نفسها.. الخ. حول هذا الأمر دار استطلاعنا مع عدد من ربات البيوت:
اول المؤيدات لهذا الرأي وسن عبد الصاحب اذ تقول: لا أجد الوقت الكافي ابدا للإهتمام بنفسي او القيام بأي أمر يخصني بعيدا عن الزوج والأولاد. لدي طفلان لا يتجاوز عمر اكبرهما الثلاث سنوات، لذلك اجد نفسي ما بين متطلباتهم والاهتمام بشؤون البيت والاعمال المنزلية، ولا اصدق متى ينتهي اليوم حتى أأوي الى فراشي متعبة لدرجة الإعياء.
* بينما تقول سهاد العبيدي: لدي الكثير من الوقت للاهتمام بشؤوني الخاصة وممارسة الكثير مما أرغب فيه، بعيدا عن احتياجات زوجي وأولادي، لان اولادي في اعمار تؤهلهم للاهتمام بأنفسهم بدون متابعة دقيقة مني، لذلك كثيرا ما أمارس هواية القراءة بعد الإنتهاء من أعمال البيت والإشراف على كل الأمور التي تتطلب متابعتي، او اشاهد التلفزيون واختار مايعجبني من القنوات وانا سعيدة لاني اعتبر نفسي من المحظوظات حيت لا عجلة ولا لهاث لانهي اعمالي او اقصر بواجب من واجباتي.
* وتعزز ريم احمد مع هذا الرأي فتقول: اعتقد أن التنظيم في كل شيء هو اساس حصولنا على اوقات فراغ للإهتمام بأنفسنا وممارسة هوايتنا بعيدا عن الزوج والأولاد، ومهما كانت الاعمال عديدة والمسؤوليات كبيرة الا أننا نستطيع بقليل من التنظيم وتقسيم اوقاتنا ان نحظى بالوقت الكافي لممارسة كل ما نريده.
* لكن لدلال عبد الرحمن رأياً آخر: اعتقد ان المرأة، خصوصا، ربة البيت لا تجد وقتاً لنفسها ولا تحب شيئا آخر غير اهتمامات البيت والزوج والأولاد. والكثيرات، وانا منهم، أجد كل المتعة بالاشراف على شؤون بيتي ومتطلبات زوجي واطفالي، لذلك لا أشعر بأنني محرومة من وقت إضافي أقضيه لنفسي فقط، فكل ما أحب القيام به واعتبره شأناً من شؤوني، هو بيتي وأولادي.
* نوال شاكر، تشكو من أنها أهملت نفسها كثيرا، في سبيل الإيفاء بحاجات البيت ومتطلبات عائلتها، حيث لا وقت لديها للخروج وزيارة اقاربها او صديقاتها الا في الضرورات والمناسبات المهمة، حتى انها اهملت نفسها ولم تعد تهتم بشكلها ولا بإحتياجاتها الا فيما ندر. وترى نوال بأن خطأ المرأة هو انجاب اكثر من طفلين في أوقات متقاربة، حيث ان قوة المرأة الأن وتحملها لم يعد كما كان في عهد جداتنا وأمهاتنا. وتستغرب كثيرا من واقع النساء العاملات وكيف يجدن الوقت الكافي للعمل والاهتمام بالمنزل والعائلة.
* رواء عادل تقول: انا على العكس من العديدات اشكو من كثرة أوقات الفراغ. لدي طفل واحد لا يتطلب كل وقتي وعمل زوجي يتطلب منه البقاء خارج المنزل لأوقات طويلة، لذلك لدي الكثير من الوقت الذي اقضيه في ممارسة كل ما أرغب فيه، وافكر كثيرا بالحصول على وظيفة رغم عدم حاجتنا المادية لذلك، فقط لأملأ اوقات الفراغ.
* تقول ام محمد، ربة بيت، وهي زوجة وأم لأربعة اطفال تحمل الشهادة المتوسطة، انها لم تعمل في وظيفة لأنها تركت الدراسة وتزوجت مبكرا، وزوجها اعتاد على تفرغها ويكره فكرة انشغالها عنه وعن الأطفال. وتعتقد ان ربة البيت تتابع طلبات زوجها وأطفالها أكثر من الزوجة العاملة التي تطلب من الرجل التنازل عن بعض حقوقه من اجلها.. وتؤكد ام محمد انها سعيدة لكونها ربة بيت، ولانها قادرة على توفير وقت فراغ لها برغم عملها المتواصل، لتمارس فيه هواياتها ومنها المطالعة.
*  اما السيدة ليلى العبيدي وهي ام لثلاثة اطفال وتحمل شهادة بكالوريوس فتقول ان زوجها طلب منها البقاء في المنزل، وبالرغم من انشغالها طوال اليوم فهي تشعر بوجود فراغ كبير لديها ولا تجد ما تفعله سوى تغيير ديكورات المنزل بين فترة واخرى لتغيير روتين حياتها!
ويرى الكثير من المتخصصين بعلم الاجتماع بأن ربات البيوت يعانين الكثير من الكآبة بسبب عدم اختلاطهن بالمجتمع والناس لمكوثهن في المنزل. وتزيد الكآبة لدى الكثير ممن لديهن ميل العمل ولكن لعدم توفر الظروف الملائمة (التعيين، بعد المسافات، وجود اطفال صغار،....) فضلن البقاء في المنزل. ويتفاقم هذا الوضع اذا لم يجدن الوقت الكافي للاهتمام بأنفسهن ومزاولة هواياتهن، لذلك يجب ان تسعى كل ربة بيت ان تحظى بالوقت الكافي تخصصه لاهتماماتها ومزاولة أشياء تخصها وحدها وتحبها.
من هنا نجد ان لكل امرأة، سواء كانت ربة بيت ام امرأة عاملة، ظروفها ومشاغلها التي تختلف عن غيرها، وليس بالضرورة ان كل ربة بيت لها اوقات فراغ كثيرة والمرأة العاملة لا تجد مثل هذه الأوقات، فلكل امرأة اولويات وإهتمامات مختلفة عن غيرها، المهم ان تعرف كيف تنظم وقتها وتجد السبيل اللازم للإهتمام بنفسها ومتطلباتها، بجانب الإهتمام بزوجها وأولادها حتى لا تشعر بالغبن او الظلم اذا ما أهملت نفسها واهتماماتها.

  كتب بتأريخ :  الإثنين 19-12-2011     عدد القراء :  1785       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced