أوباما يطلق الرصاصة الأخيرة على العراق!
بقلم : علي حسين
العودة الى صفحة المقالات

قبل أيام سألت احد البرلمانيين سؤالاً مباشرا: ما هو تفسيرك  لما يحدث الآن هل هو سوء تقدير من المالكي، أم شيء مخطط له بعناية فائقة؟،  هذا البرلماني الذي ازعم انه على اطلاع بدهاليز السياسة قال: انه يعتقد إن  الأمر أشبه بزلزال لم يكن يتوقعه احد من الساسة باستثناء الحلقة الضيقة  والقريبة من رئيس الوزراء، فكرت في إجابته وراجعت تداعيات ما حدث فوجدت أن  الأمر اكبر من سوء تقدير لرئيس الوزراء أو من اتهامات توجه لهذا السياسي أو  ذاك المسؤول، فمهما حاول أصحاب المقولات البراقة،



ومهما حاول المتفائلون أن يخففوا من وطأة ما يحدث على الساحة السياسية، ومهما حاول أصحاب النظريات المتوازنة أن يؤكدوا بأن الأمور تسير بالاتجاه الصحيح.. بصراحة شديدة، الوطن في خطر والمحرقة التي أشعلها رئيس الوزراء تمتد وتتوسع لتطول كل شيء، مستقبل البلاد معلق بخيط رفيع لا احد يعرف متى سيتم قطعه، وإذا ما تم قطعه، ما الذي سيحدث؟، هل نعود إلى عصور الدكتاتورية، أم يتم الترويج لمشروع بايدن في تقسيم البلاد، اليوم حين يخرج علينا عضو مجلس الشيوخ الأميركي جون ماكين ليقول "ربما نشهد تفكك العراق مما قد يؤدي في نهاية المطاف إلى تكوين ثلاث دول مختلفة في داخله". فإننا ندرك أننا نعيش المرحلة الأخطر في تاريخ العراق وهي مرحلة الانقلاب على التغيير الذي حصل بعد عام 2003 حيث توقع العراقيون بأنهم سيعيشون أجمل أيام حياتهم فرحا وزهوا وأملا وتفاؤلا، صحيح كان هناك كارهون وخصوم للتغيير يعانون ألما وإحباطا لسقوط تمثال كبيرهم، لكنهم كانوا قلة أمام موج السعادة المفرط الذي كان يلف الناس، حتى اطل السياسيون برؤوسهم، فانفصمت عرى البلاد وتفرق الناس شيعا وأشياعا بفضل حكمة وحنكة العديد من الساسة الذين لم يتوقفوا عن تقديم كل ما هو فاشل ومزيف وعشوائي، وإشاعة كل ما يمت إلى القسوة والعنف، بعد ثماني سنوات من التغيير بات المشهد أكثر سوداوية وقتامة، فالمالكي يسعى بكل ما أوتي من سلطات لكسر شوكة منافسيه ونزع مخالب البعض منهم، وتمهيد الأجواء أمام شكل سياسي جديد للحكم تصبح مناقشة أفعاله وقراراته نوعا من التجديف، ومعارضته نوعا من الخيانة الوطنية، والمطالبة بتنفيذ التزاماته اقرب إلى الزندقة والكفر، سيتهمني البعض بأنني أحاول أن انسج سيناريو من الخيال، ولكن الحقيقة تقول إن السيناريوهات التي يضعها المقربون من الحكومة تثبت بالدليل القاطع أننا امام معالجات درامية استطاع أصحابها وبمهارة أن يواروا ملفات مهمة مقابل انشغال الناس بملف الهاشمي والمطلك، والإصرار على أن تستغرق الناس في الحديث الصاخب عن الانقلابات العسكرية والمؤامرات التي تحاك في الظلام طبعا مع غلق كامل لكل ملفات البناء والتنمية وتطوير قدرات الناس وتأسيس دولة المواطنة؟.
بعد 2003 تبنى العراقيون أسلوب التحول الديمقراطي بطريقة سلمية تحفظ الأمن والهدوء والاستقرار، وتحفظهم من المخاطر والأهوال، لكن الأمور جاءت عكس ما تمنوا ولم تعرف البلاد هدوءاً منذ أن اطل السياسيون وهم يهتفون الواحد ضد الآخر، العراقيون انحازوا للديمقراطية، والساسة انحازوا لمصالحهم الشخصية، فخلطوا شعارات مصلحة الوطن بأطماعهم السياسية، كنا نسعى جميعا إلى عراق الإخاء والمساواة، ولكن السياسيين ارادوه عراقاً مكبلاً مريضاً فاسداً ، لا مكان فيه لأي شيء حقيقي، بل السطوة والنفوذ لكل مزيف ومزور ومنافق وفاسد.
اليوم حين يحاول البعض يفسر ما حدث بأنه سوء تقدير فذلك إنما دفاع عن مشاريع سياسية غير ناضجة كما أنه يعنى أن الكوارث قابلة للتكرار وخصوصا أنها صارت تستنسخ نفسها يوما بعد آخر.
الخوف كل الخوف والخطورة الحقيقية أن يكون سوء التقدير سببا في مآسٍ جديدة، وقد يكلفنا ثمنا غاليا.
والخوف الأكبر من أن يكون المستر أوباما قرر في لحظة سوء تقدير أيضا أن يطلق الرصاصة الاخيرة على العراق.

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 10-01-2012     عدد القراء :  1679       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced