هل سيعيد الجمهوريون قواتهم إلى العراق؟
بقلم : ماجد طوفان
العودة الى صفحة المقالات

بعد تسع سنوات قضاها الاميركان في العراق، وكان نتيجة ذلك الإطاحة بنظام  صدام، وبرغم كل التعقيد والاعتراض والرضا الذي صدر عن هذا الوجود، وبعد  رحلة حفلت بالأحداث الدامية، تمكن العراقيون من عقد اتفاقية انسحبت بموجبها  جميع القوات،



واحتفل العراقيون بهذا اليوم باعتباره أصبح رمزا للسيادة، ولكن يبدو أن العراق ما زال وحتى هذه اللحظة ورقة رابحة وضاغطة بيد هذه الدولة أو تلك، بل أصبح مادة دعائية للرؤساء الاميركان، فالرئيس اوباما كان شعاره الرئيس هو سحب القوات من العراق، تحت شعار اكبر هو (التغيير)،
الآن وبشكل يدعو للدهشة والاستغراب خرج المرشح للرئاسة الأميركية السيناتور الجمهوري بكلام هو اقرب إلى الخيال إذ تعهد ريك بيري، أمس بإعادة إرسال قوات بلاده إلى العراق في حال وصوله إلى الرئاسة لمنع "التوسع الإيراني"، واصفا قرار الرئيس  باراك أوباما بسحب القوات الأميركية من البلاد بـ"الخطأ الكبير"، وأوضح أنه "كان بإمكان أوباما التفاوض بشأن الفترة الزمنية لانسحابنا من العراق". وهذا مؤشر واضح بأن العراق رغم الخراب الذي يعانيه الآن، فأنه يمكن أن يكون صانعا للرؤساء، وفي الوقت نفسه يلمح المراقب أن مسألة الانسحاب الأميركي ربما تبدو وكأنها مزحة، النائب عن كتلة الأحرار التابع للتيار الصدري رافع عبد الجبار وفي حديث له مع (المدى)، أعرب عن استهجانه لهذه التصريحات، واصفا كلام ريك بيري باللامنطقي وانه جاهل بالقانون الدولي. وأضاف عبد الجبار "العراق اليوم أعلن استقلاله ولا يوجد اي مبرر لعودة أية قوات أجنبية إليه، وانه اكتسب الشرعية الدولية بخروج قوات الاحتلال"، وأردف "لقد تم الانسحاب الاميركي وفق اتفاقية لا يمكن ان تبنى عليها اتفاقية أخرى، ولا توجد أية حجة قانونية لأي تواجد، وان أي تواجد عسكري هو احتلال جديد للعراق".  ويبدو أن الستراتيجية الأميركية إزاء العراق تعاني ازدواجية وصراعاً على مستوى الإرادات بين الجمهوريين والديمقراطيين وبدا ذلك من خلال ما أفصح عنه بيري أن "فكرة سماحنا للإيرانيين بالعودة إلى العراق والسيطرة عليه، مع كل ما ضحينا به من كنوز، سواء في الدم أو المال، ليست سوى محاولة من الرئيس أوباما ليخضع لليساريين الليبراليين"، واصفا الانسحاب الأميركي من العراق بـ"الخطأ الكبير". والملاحظ إن الجانبين الإيراني والأميركي اتخذ من العراق مجالا للمناورة والمساومة إذ كانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قد وجهت، في 22 من تشرين الأول 2011، تحذيرا مبطنا إلى إيران بألاّ تسعى إلى التدخل في الشؤون العراقية، غداة تأكيد الرئيس الأميركي باراك اوباما الانسحاب العسكري الأميركي من العراق في نهاية العام الماضي. فيما وصف الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد في مقابلة تلفزيونية، تصريحات الرئيس باراك اوباما بشأن الانسحاب بأنه "أمر جيد"، معبراً عن اعتقاده بأنه "سيؤدي إلى تغيير في العلاقات بين طهران وبغداد. وعن موقف التيار الصدري وتحديدا "جيش المهدي" من هذه التصريحات وخصوصا ان التيار الصدري أوقف نشاطه وقرن نشاطه بالمقاومة ضد الاحتلال، أضاف عبد الجبار "أن جيش المهدي تشكيل عقائدي وهو مستعد لمواجهة أي احتلال، وان تجميده لا يعني انه سيقف مكتوف الأيدي إزاء اي تهديد يمس سيادة العراق"، وكان العراق قد وقع مع الولايات المتحدة، خلال عام 2008، اتفاقية الإطار الإستراتيجية لدعم الوزارات والوكالات العراقية في الانتقال من الشراكة الإستراتيجية مع جمهورية العراق إلى مجالات اقتصادية ودبلوماسية وثقافية وأمنية، تستند إلى اتفاقية الإطار الاستراتيجي وتقليص عدد فرق إعادة الإعمار في المحافظات، فضلا عن توفير مهمة مستدامة لحكم القانون بما فيه برنامج تطوير الشرطة والانتهاء من أعمال التنسيق والإشراف والتقرير لصندوق العراق للإغاثة وإعادة الإعمار.
وفي السياق ذاته يصور الساسة الأميركان وتحديدا الجمهوريين بشكل أو بآخر إن العراق مقبل على مرحلة تشوبها الفوضى والحروب الأهلية، بل وصل الحد أن رجح عضو مجلس الشيوخ الاميركي السيناتور جون ماكين، انهيار الحكومة العراقية وتفكك العراق إلى ثلاث دول مختلفة، مؤكدا أن انتشار الميليشيات وفرق الموت في البلاد وتصاعد التوتر السياسي  و"لجوء" نائب الرئيس العراقي إلى أربيل دليل على تفكك البلاد.
وقال عضو مجلس الشيوخ الأميركي جون ماكين خلال مناظرة تلفزيونية، إن "العراق آخذ بالتشرذم مما يهدد حياة آلاف المدنيين الأميركيين العاملين في البلاد"، مرجحا أن "نشهد تفكك العراق مما قد يؤدي في نهاية المطاف إلى تكوين ثلاث دول مختلفة في داخله".وهذا يؤشر أن الجمهوريين وفي حالة فوزهم في الانتخابات، فأنهم سيتخذون سياسة جديدة تجاه العراق، وربما تكون واجهتها وعنوانها تصعيدي بشكل ينسف كل الترتيبات التي عقدت مع إدارة اوباما والحكومة العراقية.

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 10-01-2012     عدد القراء :  1572       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced