مؤتـَمـِرون بدون مؤتمرٍ
بقلم : ئاشتي
العودة الى صفحة المقالات

ألأم ُ جراح الحزن على جسد حبنا، وأستعيدُ توازن ظلال انهمار المطر على بيداء فراقنا، لعل ورد لقائنا المرتقب يعبق برائحته، ويتنفس صباح حبنا شمسا تتجاوز خجلها في سماء ذلك اللقاء، مادام السياسيون يهربون من ظل بارد إلى ظل أكثر ظلاما وبرودة، وأعني بالسياسيين حكامنا، أولئك الذين جزعت الأرض من تصريحاتهم قبل أن تجرع عيوننا من وجوههم على الشاشات الصغيرة. ونفرت أسماعنا من كلماتهم التي فقدت معناها، يفتعلون خلافاتهم لكي يبقى الوطن يئن من جراحه، ويمضون بهذه الخلافات إلى حدود خلق الأزمات، لكي يبررون ذلك حرصا على جراح الوطن، ولا ريب أن يجسدوا ذلك الحرص بالدعوة لعقد مؤتمر يتجاوزون فيه الأزمة، تلك التي يعتقدونها سوف تعصف بجسد هذا الوطن، فيصبح أشلاء تذروها رياح التمزق، لهذا وحسب اعتقادهم أيضا، لابد من شروط لنجاح هذا المؤتمر، وأول هذه الشروط مكان انعقاده!! عجبا لمن يخشون على هذا الوطن من التمزق؟!

ألأم ُ جراح الحزن على جسد حبنا، وأستعيد توازن ظلال انهمار المطر على بيداء فراقنا، ما دام لا مطر يرتجى من سماء حكامنا، لكي يغسل جراح وطننا من صديدها، فيستعيد وجه الوطن نضارته التي غنينا لها صغارا، ونستعيذ بها من شرور الضياع كبارا، ولكن من أين نأتي بنضارته؟؟ وحكامنا لا ينفكون من أن يزرعوا أشجار الخلاف في كل طرق اللقاء، لكي يثبتوا لأنفسهم قبل غيرهم، من أنهم جادون في اللقاء مع الأطراف الأخرى، لولا عوائق هذه الأشجار، حيث لا نتيجة ترتجى سوى الفشل، لهذا فأن التأجيل علامة عافية!!، وحتى تنضج أسباب النجاح، لابد لحكامنا من أن يفتعلوا أزمة أخرى بديلة عن التي نحن بها، فلا الوطن هارب ولا حكامنا بمنأى عن كرسي حكمهم، إذن لماذا العجالة في عقد مؤتمر يتجاوز فيه الوطن أزمته؟!! مادامت هناك أزمات قادمة وهي لا ريب بفضل حكامنا، وماداموا يضعون خرائط خلافاتهم على طاولات اجتماعاتهم، قبل أن يشاهدوا شبح الوطن يجول بين الناس يستجدي الأمان.

ألأم جراح الحزن على جسد حبنا، واستعيد ُ توازن ظلال انهمار المطر على بيداء حبنا، مادام صبح حبنا يحاول أن يتنفس شمسا من بنفسج، تطغي بنورها على كل هذا الوطن لكي تدفأ أضلاعه، تلك التي جمدها زمهرير حكامه بخلافاتهم المفتعلة، فلا أمل في عقدهم مؤتمرا لحل هذه الخلافات، لأنهم مؤتمرون دون مؤتمر.

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 17-01-2012     عدد القراء :  1689       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced