المراة في قيودها السوداء
بقلم : المحامي يوسف علي خان
العودة الى صفحة المقالات

الفصل الاول

لابد لي ان اتحدث عن اوضاع المراة في العالم العربي وهل اخذت حقها ضمن ما يعرف اليوم بالربيع العربي او الثورات الملونة وهل استفادت المراة من الاحتلال الامريكي الذي ادعى من خلال احتلاله بجلب الديمقراطية معه الى العراق وهل كان ذلك حقيقة بل وهل كان لكل الثورات التي قامت في العديد من الدول العربية دورها الفعال بانصاف المراة إلا اللهم على النطاق الفردي التي حضيت البعض منهن مثل توكل كرمان في اليمن التي حصلت على جائزة نوبل مناصفة وبعض النساء الناشطات في مصر مثل اسراء عبد الفتاح واسماء محفوظ او بثينة كامل وهي نشاطات فردية ليس لها التاثير الكبير على ما تعانيه المراة من تهميش وغمط للعديد منت حقوقها في خضم هذا التشدد العربي السائد .. مما يدل على ان الادعاء بان التدخل الامريكي والاوربي بالشؤون العربية والتمويل التي تحضى به بعض المنظمات النسائية لم يكن له ذلك التأثير الكبير في احداث التغيير المنشود لحالة المراة المزري في العالم العربي وانه كان مجرد ادعاء كاذب فحال المراة في ظل الاحتلال او من خلال التدخلات في جميع الثورات التي حدثت في البلدان التي قامت بها قد ساءت وتراجعت الى الوراء عما كانت فيه خلال العقود الماضية التي سبقت تلك الثورات او التي سبقت الاحتلال في العراق لابل وفي العهخد الملكي حيث سيطرت الان الخرافة والمفاهيم المنغلقة وسيطر الحجاب والبرقع او النقاب منجديد بعد ان عاشت المراة فيما سبق فترة تحرر وانعتاق ونهوض اجتماعي وفكري لاباس به وتخلت النساء عن لبس العباءة السوداء وانطلق السفور ولم نعد نرى العباءة إلا عند العجائز او لدى بعض العوائل التي ظلت متقوقعة وهي قليلة وفي مناطق محدودة جدا كما قلت الامية بينهن خلال العقود الماضية الى درجة كبيرة وانتشر الوعي واذا بالوضع يتغير فجأة بعد الاحتلال وتراجعت الامور الى الخلف بشكل مريع في هذا العهد واذا بالتخلف الجديد المتمثل بالطائفية من جميع الاطراف الاسلامية الشيعية المتناغمة مع ايران ا والسنية السلفية المتناغمة مع السعودية واخذت تتخذ مواقف سلبية تجاه الاديان الاخرى الاكثر تحررا خاصة المسيحية منها محاولة الضغ6ط عليها لاقصائها عن الساحة العربية وهو امر لايقره الاسلام الصحيح الذي يدعو للتأخي والانسجام بين مختلف الطوائف والاديان فأسيئ الى الاسلام لاتمت بصلة الى هذا الدين بهذا التطرف المغالى به والبعيد كل البعد عن جوهر هذا الدين الحنيف وهي ظواهر دخيلة لاتمت بصلة الى هذا الدين واعطت انطباعا للعالم الخارجي والاوربي بانها عقيدة متخلفة متجلدة لاتنشد التطور والسير وفق تغيرات الزمان والمكان وكان له تأثيره الاكبر على حرية المراة ومصادرة لحقوقها وازديادا لتكبيلها بقيود اضافية وغمطا اكثر لحقوقها .. فبدلا من ان تتحسن احوالها من خلال ما ادعته امريكا من نشر الديمقراطية التي تساوي بين البشر وخاصة بين الرجل والمراة لما وصلت له المراة في بلدانها الغربية من تحرر وانعتاق كامل نجدها تتراجع الى الخلف تراجعا مشينا تندى له جبين المتنورين من هذه الشعوب الثائرة .. ولم تستطع شعوبنا الاسلامية ان تواكب الطوائف المسيحية التي استطاعت ان تتخلص من خرافات الكنيسة منذ اكثر من اربعة عقود وهي تعيش معنا في اجواء من الحرية والتنوير والذي كان من المفروض ان يقتدي بها العالم الاسلامي غير انه وقف مواقف سلبية تجاهها واخذ يتعرض لها ما دفع الكثيرين من النزوح واللجوء الى الدول الاوربية انقاذا لارواحهم من هذا التشدد الاسلامي المتخلف فخسر نخبة كبيرة من العلماء والبارزين في مختلف الاختصاصات وانصرفنا نحن المسلمون للبحث بايجاد المزيد من القيود التي تعيدنا الى الخلف ليس بالنسبة للمراة فقط بل وحتى بالنسبة لكل الشرائح والاطياف الاجتماعية التي تعيش داخل هذا المجتمع الاسلامي واشتبكنا نتيجة ذلك في شبكة من المتناقضات التي لم نعد نعرف كيف نوفق بينها وهو ما نشاهده في بعض المظاهر المنرفزة حيث ظهرت احداهن من الفتيات وهي تعزف على العود مشرنقة بحجاب كثيف ووجدنا الاخرى تؤدي مشهدا تمثيليا غراميا في احدى المسلسلات وهي لابسة الحجاب. .. فكيف يمكن ان نوفق يارجال الدين بين ما تفرضونه من تشدد وهذه المظاهر المتعارضة .. ولماذا الاهتمام فقط على المراة والضغط عليها الانها الطرف الضعيف ؟؟؟ ولكن هي تحني الرؤوس امامكم وتفعل ما تشاء في غيابكم فكونوا اكثر تعقلا يا الى الالباب .. ثم ان المعروف ان الثورات تفضي في معظم الاحيان الى التحرر والانعتاق والنهوض بالامة الى الامام إلا ثوراتنا تعود بنا الى الخلف فقد كانت حصلتها ان جاءت بالمتشددين الى حكم البلاد فقد فازوا في مصر وفازوا في تونس وهم بطريقهم للفوز في سوريا كما سيطروا في العراق فكيف سيكون الحال وان الجميع جاء من خلال صناديق الاقتراع وبالانتخاب الحر النظيف وهذا يدل على ظاهرة التخلف التي تسود الشعوب العربية والتي بارادتها تريد ان تعود القهقرة الى الوراء نتيجة الايحاءات التي مورست عليها خلال عقود من الزمان كما كانت نتيجة الضغوط التي عانت منها من الحكام المستبدين الذين دعمهم الغرب ردحا من الزمن ما دفعاها الى اللجوء والعودة الى الدين عسى ان تجد فكيف الولاذ والمنقذ من هؤلاء الحكام الطغاة فملاؤوا ادمغتهم بالخرافة كي يستطيعوا ان يسيطروا عليهم وقد نجحوا وامنوا بهم وتمسو بتلابيبهم وكانت النتيجة ما نراه اليوم من فوز عميم للطوائف الدينية الاسلامية في كل الدول العربية وانهيار دور اللبرالية وتنحيها في كل مكان ومهما حاولت ان تفعله في مصر لاثبات وجودها فقد فشلت وانتصر اللاسلاميون فكيف سيكون الاصلاح وهل سيعيش المجتمع العربي راضخا لهذا التشدد الغير منطقي وكيف سيكون حال المراة وهل ستفقد وجودها بالكامل وتكون المجتمعات القادمة مجتمعات ذكورية خالصة وتعود المراة في ظلمة الجدران وافران المطبخ فقط ؟؟؟ وهل ان البراقع والاحجبة التي يفرضها الرجال على النساء هو الحل وهو الصلاح الوحيد لهذه الامة وهو راية الاخلاق والخصال الحميدة التي يحتاجها المجتمع ام ان النزاهة والصدق والتعفف من السرقة للمال العام وتقديم الخدمات وهو ما زلنا نفتقده حتى الان واستبدال التشدد بالتسامح وتحرير المراة من كل القيود كي تمارس حقها في كل مجالات الحياة وازاحة الحجاب وانتزاع البراقع حتى يبان الغث من السمين وتعرف النساء من وجوهها دون ان تختلط الاوراق .. كما اهيب بالمنظمات النسائية ان تكون اكثر نشاطا وتكثف من جهودها فاللوم لايقع على الرجل وحده بل ان انواء المنظمات وانكفاء نشاطها في مجالات ضيقة زادت من جبروت الرجل في الامعان باذلالها ما جعلها خلال هذه العقود الطويلة التي عاشتها تحت سطوة الرجل ان تقتنع بما هي فيه فعلى المنظمات النسائية اختراق المجتمعات الشعبية في المدن والارياف والتغلغل داخل العوائل وفتح ورش العمل وانشاء مدارس لمحو الامية والقاء المحاضرات المستمرة لخلق وعي جديد متنور واستغلال القنواة الفضائية بشكل مكثف ومستمر لعقد الندوات التي تندد بهذه المظاهر المتخلفة ومحاولة ازاحة هذه النساء اللواتي يظهرن على شاشات التلفزة متبرقعات والزام اصحاب القنوات بعدم الموافقة على عرض مثل هذه المظاهرالتي تظهرها كجزء لا يتجزأ من شخصية المراة العراقية فهن مثال سيء يقدمنهن عن الاسلام والمجتمعات العربية لغيرهن من الشعوب الناهضة بل على العكس ان يقدمن النساء السارحات الرأس اللواتي يجلسن بكل حشمة ووقارمعتدين بشخصيتهن القوية النافذة وبلباسهن الوقور المحتشم دون براقع او شرانق ندا لند امام زميلهن الرجل في الندوات كي ينظر العالم الينا نظرة احترام واجلال لا نظرة تخلف وامتهان وان تعود المراة على الاقل كما كانت قبل عدة عقود خلت في بداية نهضتها الحديثة وفي اوائل القرن الماضي فهل يجب ان تتقدم ام تعود القهقرة الى الوراء او نهرب الى ملاذات امنة في بلاد الغربة تاركين نساء شعبنا بين براثن الجهل وظلمة الامية ونكتفي بما نعقده من مؤتمرات وننشره من اخبار وبيانات بعيدين الاف الكلومترات عنهن تعبث بافكارهن خزعبلات المشعوذين والتي لايمكننا من ازالتها إلا بالاحتكاك المباشر معهن فتكون منظمات المراة كغيرها من المنظمات التي تتلقى الدعم من كل مكان ولكنها تبقى عاجزة عن تقديم أي خدمة لابناء شعبها فيكتشف الشعب خداعها ولا يثق بها وينبذها في اخر المطاف .. فالعمل من داخل الوطن هو الوسيلة الوحيدة التي يمكننها من ازاحة ما ترسخ في اذها ن العراقيات خلال عقود من الزمن ما جعلهن يخضعن لهؤلاء المشعوذين لعدم وجود من يوجههن عن قرب وباتصال مستمر ومباشر وإلا فسوف تبقى المراة العراقية خاضعة خنوعة تتلقى ما يصلها عن قرب من المفاهيم الظلامية والتي لاتجد غيرها فتؤمن بصحتها وتلتزم بها فتبقى فاقدة لكامل حقوقها مستسلمة لمصيرها النكد المحتوم ....!!!

الفصل الثاني
تحدثنا في الفصول السابقة عن واجبات المنظمات بشكل عام ولكن لابد ان نتحدث الان وبشكل مفصل وعملي عن حقيقة حقوق المراة وما هيتها فحقوق المراة كلمة مبهمة مثل كلمة بوش واعوانه عن الارهاب فصور الارهاب على شكل انسان دون هوية اوملامح كذا الحال سوف يبقى مبهم ولا نعرف ما يراد من حقوق المراة وما هي هذه الحقوق حتى يمكن الدفاع عنها بعد تشخيصها فالتشخيص في الطب هو ثلثي العلاج وكذا الحال في جميع المشاكل وكل الازمات .. وان ما يحدث اليوم من ازمات خانقة على النطاق السياسي سببه الابهام وعدم التفصيل او التشخيص و كشف الحقائق فتبقى المشاكل دون حل حتى يوم القيامة اذ لا يتجرأ أي سياسي ان يشخص العلة ويكشف حقيقة الازمة لان كشفها خطورة لموقعه وخساره لمنافعه فلا يبحث في التفاصيل وانما نجده يدور في حلقة مفرغة دون الولوج الى لب المشكلة او محاولة لتشخيصها ونفس الامر يسري على منظمات حقوق المراة فما هي هذه الحقوق وما هي معوقاتها وما حقيقة ظواهرها ؟؟؟ وقد احاول ان اعدد ما يدور بخلدي الان فهي كثيرة لاتعد ولا تحصى وعند النساء انفسهن الخبر اليقين ... فهن اقدر على الغور في مجاهلها فقد يحذر على الرجال تناول ما خفي منها وما لم يعلن ومنها
1- الجهل والتخلف – فالجهل والامية افة الافات فان اردت ان تدمر شعب اغرقته في بحور الجهل فسوف يصبح بهيمة مثل باقي البهائم فلا يحس ولا يشعر بكل ما يجري له فيرضى لنفسه ان يكون عبدا ذليلا طيعا وهو ما فعله ولازال يفعله الاستعمار الذي اغرق شعوب اسيا وافريقيا في جهل عميم وفنهب خيراتها وباع الكثير من ابنائها في سوق النخاسة سخرهم في خدمة سفنهم وتحريك مجاذيفها وما ان وصلوا الارض الجديدة وهي امريكا في الوقت الحاضر حتى سخرهم كعبيد يعملون في مزارعهم ومنشأتهم باذلال منقطع النظير ثم ما اعقب ذلك في العهود الاخيرة ماتعرض له الملونين السود من اضطهاد على ايدي الكوكلاكس كلان وغيرها من عصابات البيض ومنع السود من دخول اماكن البيض واستمر الحال لسنين طويلة والبيض يسوقون السود مثل البهائم دون وعي او ادراك الى ارضهم الجديدة التي اغتصبوها من اصحابها الاصليين بسبب عمق جهلهم وتخلفهم والحال يسري على العديد من الشعوب العربية التي انشغلت في صراعاتها وخلافاتها التي اثارها فيما بينهم الاجنبي المستعمر المحتل وهي لاتدري بما يدور حولها من مكائد ومؤامرات لعمق جهلها للاسف الشديد .. فدورات محو الامية هي اهم ما يتطلب العناية بها فالتعليم هو الذي يفتح العيون ويشنف الاذان وينبه الفكر ويخلق الوعي فعن طريق المطالعة والقراءة يستطيع المرء ان يفهم ويتعرف على ما يدور حوله او مايجري في كل بلدان العالم فينمي ادراكه ويوسع مداركه وينمي ثقافته ان كان رجل ام امراة وهناك العديد من المؤسسات الدولية المستعدة لتقديم المساعدة المادية والخدمية والعلمية مع علمنا بانها تريد الثمن ولكن لابد من التضحية بجانب ولو موقتا ولكن دون ان ننقلب الى خونة وجواسيس ..وانه بلا شك فان العديد من المنضمات النسوية على صلة بها وهي بامكانها الاستفادة من خبراتها ومعوناتها كي تفيد بها المراة العراقية فقد يكون بامكانها المساهمة في العديد من الانشطة لتطوير حياة المراة ثقافيا واجتماعيا وخاصة في مجال محو الامية والتي لاشك ايضا فان العديد من المنضمات النسوية تتلقى الاموال الكثيرة منها لهذه الاغراض ولكنها قد لاتوظفها لتحسين احوال المراة بل قد تدخل جيوب بعض القادة والمسؤولين في العديد منها كما يجري في منظمات المجتمع المدني ولا تنفق على ما اسست من اجله تلك المنضمات وهو ما يجب ان تتعفف عنه المنضمات النسائية وتوظف ما تستلمه من اموال لانشاء المشاريع وفتح الدورات لتأهيل المراة كي تعمل على تتقليل الامية في هذا البلد وذلك كما قلنا بالتغلغل داخل المجتمعات المتخلفة الساكنة في العشوائيات وفي القرى والارياف والتعايش معها من اجل رفع مستواها الثقافي وفتح الدورات التعليمية في مناطق سكناهم
2- انشاء ونشر الورش الحرفية والمهنية كالخياطة والتطريز وبعض فروع الفنون الجميلة مثل الموسيقى والرسم واعمال الخزف والحياكة والتمريض وغيرها من الفنون المنزلية كالطبخ وصنع الحلويات وكل ما يكون بامكان المراة فعله والتي قد تستطيع ممارستها لو تعرضت خلال حياتها لبعض النكسات التي تكون عند ذلك بامس الحاجة لممارسة احدى هذه الحرف للحصول على مورد رزق لها في حال ترملها او طلاقها ولا يوجد من يعيلها هي او اطفالها او غير ذلك من العوارض التي يحتمل ان تصيب كل انسان في فترة من الفترات
3- المعتقدات الخرافية وكما اسلفنا فان معظم النساء العراقيات وحتى البعض من اصحاب الشهادات قد ترسخت في عقولهن الكثير من الخرافات وامنّ بالسحرة والدجالين خاصة مما يظهرون على القنوات الفضائية وتسمح لهم هذه القنوات بان يدجلوا على الناس وبشكل علني وسافر فقد تاثرن بهم وامنّ بادعاءاتهم المشعوذة ونجدهن يتهافتن على الاتصال بهم لمعرفة المستقبل مع ان المستقبل لايعرفه سوى الله فبامكان المنظمات النسائية ان تلعب دورا مهما في دحض هذا الدجل ومنع القنوات الفضائية من السماح لامثال هؤلاء من الظهور واطلاق الخرافات على عقول هذه النسوة وذلك عن طريق الندوات المضادة التي تعقدها من خلال القنوات الفضائية المخلصة التي تكشف زيف هؤلاء الدجالين او باستضافة العديد من رجال الدين المتنورين المثقفين المطلعين على الفقه الاسلامي الصحيح كي يبينوا للناس وللنساء اللواتي يقعن في حبائل هؤلاء حقيقة دجلهم وتبيان المبادي الاسلامية المستنبطة من القران الكريم او السنة النبوية الصحيحة فيزيلون ما علق في عقول السذج من ادران واراجيف لاعلاقة لها بالاديان او استضافة علماء الاجتماع الذين يقدمون القواعد الصحيحة في بناء المجتمعات وخلق الوعي الاجتماعي داخل تلك الطبقات
4- المظهر الشخصي واثره في حياة المجتمع – وهي ناحية مهمة جدا في بيان الموقع الحقيقي للمراة داخل المجتمع وهل هي جزء اساسي فيه يتمثل بالنصف الاخر وعلى درجة متساوية فيه ام ان دورها هامشي وشريحة تابعة للرجل وادنى درجة منه وهي نقاط تتعلق بحقوق المراة التي نجدها تناضل من اجل استكمالها ما جعلها في مجتمعنا تترسخ في عقليتها القناعة التامة بكونها عورة يجب سترها داخل شرانقها المختلفة لكونها اقل مرتبة من الرجل وعليهن اتخاذ الحيطة والحذر في أي ظهور لها خارج نطاق بيتها بتغليف نفسها من قمة راسها الى اخمص قدميها كي تبدو مجرد شبح لايعبر عن هويتها او شكلها أي دليل باعتبارها عورة لايحق ان تتحرك داخل مجتمعها إلا كاشباح سوداء ليس لها حق المشاركة في أي نشاط اجتماعي إلا من خلال هذه الشرانق وهو مظهر مذل ومخزي على منظمات النسائية التدخل وتكثيف الجهود لازالة هذا الحيف الذي يفرض على المراة بدون وجه حق فقد خلق الله المراة والرجل على السواء دون شرانق إلا داخل رحم الامهات فكيف يحق للرجل ان يفرض عليهن ما جردهن الخالق منه ومما يؤسف له ان هذه المظاهر وخلال عهود وعقود من الزمان قد غدت لدى العديد من النسوة قناعات ثابتة يؤمنّ ويتمسكن بها باعتبارها فروض من الله عز وجل تجب طاعتها وإلا تعرضن لعقابه عظيم حيث يصلون في جهنم وبئس المصير والله بريئ مما يرجفون ..فهي ليست فروض الله بل هي فروض الرجال الذين ترسخت في ادمغتهم الشكوك في المراة وعدم الثقة بها معتقدين بسرعة انحرافها ووقوعها في مهاوي الرذيلة منطلقين من تفسيرهم الخاطيء للقران بانها قاصرة عقل ودين مما تجب الوصاية وفرض الحماية عليها من قبل الرجل وهي امور لم تلتفت اليها المنظمات النسائية اما لسيطرة المسيحيات المتحررات السافرات على قيادة هذه المنظمات للتستمح الواسع الذي يلقينهن من رجال الدين من القساوسة والكهان من جهة وتنور وتفتح عقليات الرجال المسيحيين من اولياء الامور او من الازواج وتسفيههم لمثل هذه الشرانق ما جعل النساء المسيحيات يسرن سافرات سارحات الرأس وليس كما تظهر به المراة المسلمة التي تظهر بهذه العباءة السوداء والحجاب الخانق والذي تظهر فيه المراة مجرد شبح يتحرك بين مجاميع الرجال مسلوبة الارادة والتفكير مقتنعة بما هي فيه فنرى اليوم بعض النائبات في البرلمان وهن متبرقعات متشرنقات جالسات على مقاعدهن بارادتهن اولربما من منطلق الخوف والخشية الاجتماعية ومرضاة لطوائفهن او ما ترسخ في اذهانهن من وجوب التشرنق مرضاة للاولياء الصالحين او لربما قد يكون مرضاة للناخبين او حتى لرؤساء كتلهم مما يلزموهن بالتحجب تماشيا مع طقوس الطائفة التابعين لها او لاسباب دعائية اخرى فالدوافع والاسباب كثيرة ومتعددة .. وان هذا الامر لاينطبق على المراة العراقية فقط بل يسري على كل النساء المسلمات في العالم العربي .. وان هذا الضغط الذي تحسه المراة في داخلها قد سبب ردة فعل خاصة في الشباب من الجيل الجديد ودفعهم كردة فعل للثورة على كل هذه الظواهر الدينية المتشددة فا وجدت علياء المهدي في مصر الناشطة في احدى المنظمات الشبابية التي قلبت الموازين بالدعوة الى التعري الكامل وانطلقت عكس التيار ففي الوقت الذي انتصرت فيه المنظات الاسلامية في الانتخابات فقد انطلق معها وفي نفس الوقت هذا الانفلات الخطير وسوف يكون هؤلاء الشباب هم الشرارة الاولى وسوف تتسع يوما بعد يوم ان لم تبادر المنظمات النسائية بالتدخل ولم الشمل واحتواء كل الاوضاع وتشذيبها وايجاد التوازن بينها فلا تشدد خانق منغلق ولا انفلات فوضوي دون انضباط .. فعلى المنظمات النسائية اذا التصدي لكلا الظاهرتين والمناداة بالوسطية والمطالبة بالسفور المحتشم كما نادى بذلك في بداية القرن العشرين العديد من الكتاب والشعراء والمصلحين ونجحوا في تحرير المراة من الكثير من القيود ان كان ذلك في العراق او في بعض البلدان العربية الاخرى غير ان الانتكاسة التي المت بالعراق على يد صدام لعبت دورا سيئا في العودة الى ظاهرة التشدد المفتعل وغاب السفور وقيدت الحريات إلا عند الطائفة المسيحية التي اخذت تتعرض للملاحقة والاضطهاد للرضوخ او الازاحة من المجتمع العراقي باعتبارها طائفة متمردة عن شعائر المجتمع الاسلامي وهو امر مؤسف وعادت المراة الى البراقع من جديد مما يوجب على المنظمات النسائية تكثيف الجهد لا عادة التوعية وافهام المراة نفسها بانها ليست جارية او عورة وان الاخلاق لا تحفظ بالبراقع ولن تكون ابدا مصد للفساد بل على العكس ففي البراقع تتحرك المراة بحرية اكثر لان جميع النساء قد يصبحون اشباح لا ملامح لهم ولا هوية يعرفون بها فالاخلاق ليست بالمظهر بل هي بالجوهر الذي يبان بكشف القناع وازاحة الاقنعة فالانسان يعرف بوجهه فعلى المنظمات دور كبير ومهمة شاقة عليها اقتحامها من الداخل وليس عبر الاثير والمؤتمرات او المواقع الالكترونية ..........!!!!!!

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 17-01-2012     عدد القراء :  1819       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced