منذ انتقلنا إلى بيتنا الجديد، كانت والدتي تبيت معي، عندما يكون حسام خفرا في الوزارة، حيث أنه يبيت الليل هناك. ومبيت والدتي معي كان بفعل إصرار حسام على أن لا أبقى وحدي في البيت. في البدء حاولت الرفض متذرعة من أنني لا أخاف وسوف أوصد الباب جيداً، إلا أنه لم يقتنع بكل مبرراتي، لهذا كان يذهب بسيارته عصر كل يوم خميس إلى بيتنا ويأتي بوالدتي، لأن موعد خفارته هو ليلة الجمعة.
هذا الخميس والذي سبقه، طلبت من والدتي أن تأتي باكرا كي نعد طعاما رمضانيا، ورغم تحسن إعدادي للطعام، إلا أنني مازلت في بعض الأكلات بحاجة إلى مشورة والدتي، وكان حسام مولعا بطبخ والدتي. هذا الخميس والذي هو يوم السابع من شباط، طلب من والدتي (بالطبع هو يدعوها أمي وليس خالتي، كما أنها تدعوه أبني حسام) أن تعد له ليوم غد الجمعة كمية من (الدولمة) التي يحبها كثيرا. وقبل أن يذهب إلى الوزارة، ناداني أن أأتي إلى غرفة نومنا، لكي أجد معه النجمة التي وقعت من قميصه العسكري، كنت حينها منشغلة مع والدتي في إعداد طعام الإفطار لها، لاسيما وأنها صائمة. حين دخلت الغرفة كان واقفا بكامل ملابسه العسكرية، أغلق الباب واحتضنني، حاولت عبثا أن أتخلص منه، ولكنني منعته من التمادي خوفا على الجنين الذي في أحشائي.
كانت السيارة العسكرية في انتظاره أمام بيتنا، وكانت الساعة تشير إلى الرابعة النصف عصرا، وعليه أن يكون في الساعة الخامسة حيث يبدأ واجبه في الوزارة. لا أدري كيف ولماذا هرعت خلفه قبل أن يفتح الباب لكي يخرج، إلتفت لي قائلا:
- ها حبيبتي تريدين شي؟
أردت أن أقول له نعم نسيت، ولكنني لا اعرف ما هو، لهذا قلت له:
- لا حبيبي بس ردت أكَلك ترجع بالسلامة.
كانت أحلام ليلتي خليطا من أحداث عشتها وأخرى لم أرها في حياتي، وبإختصار شديد كان النوم متقطعا، وقد نهضت أكثر من مرة، وبررت ذلك لوالدتي بالذهاب إلى الحمام، نهضت الساعة الثامنة إثر طرق شديد على الباب، حين فتحته كان أبن جيراننا يردد مرتبكا:
- خاله...خاله... خاله صارت ثورة عله الزعيم.
كتب بتأريخ : الأربعاء 18-01-2012
عدد القراء : 1730
عدد التعليقات : 0
من أوراق معلمة متقاعدة (8)
