النداء الاخير في تحديد المصير
بقلم : المحامي يوسف علي خان
العودة الى صفحة المقالات

الانسان صندوق مقفل ليس باستطاعة الاخرين اكتشاف  نواياه او قراءة ما في عقله وما يحمله من افكار وما يعتنقه من مباديء.. او اكتشاف شخصيته شريرة كانت ام خيرة فسوف يبقى ذلك لغز محير طالما بقي صامتا لا يتكلم او جامدا لا يتحرك ولو ظل الدهر كله حتى يوارى تحت التراب.. فلا يعرف السرائر سوى القادر الخلاق.. وليس باستطاعة البشر معرفة بعضهم إلا من خلال معيارين لا ثالث لهما وهو الكلام او التصرف .. فان اكرمك انسان بهدية او عطاء او قدم لك خدمة او تحدث معك بلسان لطيف وجمل مهذبة وصفته بالخير والطيب والمخلص والوفي وان شتمك بكلمة نابية او ضربك بعصا او امتنع عن مساعدتك وصفته بالشرير وغيرها من اوصاف القذع .. وهكذا يقيم الانسان بمواقفه وافعاله وما يقدمه من خدمات بما يفيد الاخرين فلا يمكن الاعتماد على النقل والاخبار او بما يصفه به الاخرون الذين قد يكونون له او عليه ... كما لاتكون الوعود فاعلة إلا الى وقت قصير فان لم ينجز ما وعد به ثارت الشكوك في صدق وعوده فالمرء يبحث عن الملموس المحسوس وما يقدم له على ارض الواقع.. فنقل الاخبار عن الاخرين قد تضخم لصالح المرء او قد تسيء اليه بما ليس فيه .. فالدجاجة التي باضت بيضة نقلها الاخر بكونها بيضة من ذهب وعند المخبر العاشر اصبحت مائة بيضة ذهب وهي لم تكن سوى بيضة دجاجة صفراء .. وهذا ما يسري على المسؤولين في الدولة فان المواطن لايعرف المخلص من المخاتل والصادق من الكاذب والنزيه من الحرامي إلا من نتائج افعاله فالمواطن غير معني بالنوايا.. فالنوايا لاتقدم له رغيف خبز ولا لقمة طعام ولا فرصة عمل والمجرب لايجرب فقد احترقت اوراقه عندما كان في السلطة ولم يقدم شيء ولا تفيده كل الاعذار والمثل يقول (( انك تستطيع ان تخدع بعض الناس لكل الوقت وكل الناس لبعض الوقت ولكنك لاتستطيع ان تخدع كل الناس لكل الوقت ))) فابحث لك عن مجال اخر فالشعب قد فقد الثقة فيك ....كما ان حرف السين لمن لازال يلفضها لاتفيد فالناس تبحث عن الماضي ولغة الماضي فان  تحدث فيجب ان يتحدث عن ما انجز لا ما سينجز ومن يستمر بالحديث عن المستقبل سيقولون عنه كذاب مخاتل  ..  فالشعوب تصف حكامها بما هم فيه فان سجن مواطنيه وعذبهم دون وجه حق  ودون محاكمات عادلة  قالوا عنه دكتاتور طاغية ووقفوا ضده ولا تحميه كل ما جيشه من اعوان فالحصانة والحماية الوحيدة له هي ما يقدمه لشعبه حقيقة وفعلا لاقولا فيجب ان يفعل ثم يتكلم لا ان يتكلم ثم يفعل وقد لا يفعل في كثير من الاحيان... فقد فقدت الشعوب ثقتها بحكامها وتساقطوا تباعا وكان بامكانهم ان يكسبوا ثقتهم بكلف بسيطة وهو توفير فرص عمل لهم وضمان حياة من لم يستطع العمل من العجزة والمقعدين والارامل من النساء لا ان يلهفون المليارات ويتركون شعوبهم تسرح بالشوارع ويتركوا العجائز من النساء والرجال تمد ايديها الى هذا وذاك ويضطر شبابها للذهاب الى الاجنبي يتلمس لديه بعض المال كي يعيش هو وعائلته في دار الغربة  ... فاعمال المسؤول هي من تحميه ولا يطلب من الشعب الانتظار فكان الاولى له ان ينتظر هو على الاستفادة وقبض الرواتب الفلكية ويعمل من اجل ايجاد لقمة العيش لشعبه وبعدها فاليأخذ ما يريد لا ان يبدأ بنفسه ويترك شعبه كي ينتظر فهي معادلة مخطوءة ومعيار غير متوازن .. وحتى لو قام بانجاز أي عمل  فعليه ان يعمل بانصاف فلا يجوز ان يقيم مشروع كلفته الحقيقية مائة مليون دولار ويسجله هو ومن معه من اعوانه بمليار دولار يتقاسمونها في الخفاء فهي سرقة حتى لو انجز المشروع وجريمة يعاقب عليها القانون كما انه من يمتنع عن القيام بعمل يجب عليه فعله كمن يعطل عمل الانترنت الحكومي الجاهز كي يفسح المجال للشركات الاهلية بالاستمرار بنهب الشعب ايضا مخالفة وعمل شرير يحاسب عليه القانون وهو تحت الرصد ومن يمتنع عن توزيع الكازولين للناس ويتركهم يرتجفون في عز البرد كي يستفيد تجار الصفقات في بيع ما يسرق منه باضعاف سعره  عمل مرفوض مرصود ايضا سوف ياتيه الحساب .. وهكذا فيعرف الخير من السيء من افعاله ومنجزاته الرصينة  لا من اقواله وادعاءاته الملفقة  فان كانت في صالح الشعب اعتبره الشعب مسؤولا وطنيا مخلصا وإلا فهو مسؤول غادر سوف يحاسب يوم الحساب.. اما التصريحات والندوات والمؤتمرات الصحفية فهي لاتروي العطشان ولا تشبع الجوعان وكل الخلافات والصراعات بين الكتل لاتعني الشعب لامن قريب او بعيد ولن تجلب لهم المنافع او تبني مشروع او تعين عاطل فالشعب قد وعى وصحى بينما لا زال العديد من المسؤولين في غفوتهم نائمين فاستفيقوا يامسؤولين قبل فوات الاوان فهي دعوة من مواطن مخلص  يحب الجميع ويشاركه في دعوته كل الشعب .. فالمواطن بحاجة الى خدمات فعلية تقدم له على الفور وليس الى قوانين تشرع ثم تركن على الرف فالعراق مليء بالقوانين وليس بحاجة الى المزيد فان طبق ما هو موجود تكفي لاصلاح حال البلد والمواطنين ..فقد سبقهم صدام فاصدر اكثر من اثنى عشر الف وستمائة قانون وقرار ولكنه لم يفد الشعب بها بل وشم جبينه وقطع لسانه واذنيه ويده فهل نحن بحاجة الى وشم جديد ام نحن بحاجة الى معوقين جد د نتيجة التفجير والتخريب ((( تعددت الاسباب والموت واحد ))) والسلام على من اتبع الهدى فتخلوا عن مؤتمركم الفاشل وعودوا لخدمة الشعب واتركوا الترقيع والتركيع  .. وفي النهاية اقول من يعتقد بان ايران اقوى من امريكا فهو واهم ومن يعتقد بان امريكا ستدعمه وتستنده في تخيلاته فهو واهم ومن يعتقد بان امريكا غافلة عنه فهو واهم فهي تعرف ما تريد...!!!!

  كتب بتأريخ :  الجمعة 20-01-2012     عدد القراء :  1775       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced