تنجح الدبلوماسية حين تحترم حرية التعبير ..‍!
بقلم :
العودة الى صفحة المقالات

مساميري السابقة المرقمة 1934 قد عـَبـَرت القارات الخمس ، يوم أمس،  حتى وصلت إلى مبنى السفارة العراقية في العاصمة الفلبينية (مانيلا).  يبدو أنها لاقت ترحيبا كبيرا في الأوساط الثقافية والأكاديمية داخل السفارة وخارجها حول (الكلمات)  و(الأشياء) التي تتعلق بالبنيوية العراقية الجديدة..! حدث هرج ومرج داخل السفارة كأنها ضُربت بصاروخ مفخخ..!.

ردّ على هذه المسامير اثنان من العاملين بالسفارة.  الأول سعادة السفير نفسه والثاني كان شخصا اسمه إبراهيم الجبوري.  لم يذكر الثاني عنوان وظيفته الدبلوماسية. كان رد السيد السفير ديمقراطيا بينما رد الجبوري كان يحمل أفكارا (راديكالية) متطرفة جدا من نوع الأنماط الحكومية السائدة في بلادنا في هذه الأيام بالإعلام المنتمي إلى ساحل المنطقة الخضراء..! مما جعلني أهمل الرد على الثقافة السطحية وثقافة الإعلام السريع في ما كتبه السيد الجبوري المعادي لحرية التعبير..!

أما الرد الدبلوماسي،  الذكي والودي، لسعادة السفير الدكتور وديع بتي حنا  فأنني أضعه أمام القراء الأعزاء ليطلعوا من خلاله على بعض القيم الدبلوماسية التي نسعى إلى تبنيها وتطبيقها في هذه الظروف. هذا الرد  لم يخرج من مطاعم الوجبات الإعلامية السريعة كما خرج رد السيد الجبوري لسبب بسيط جدا هو أن السيد السفير من الكتاب العراقيين المرموقين ومن حملة شعاع الثقافة والحرية والديمقراطية وقد  كنت واحدا من قراء مقالاته قبل أن يُعيـن سفيرا .

يقول السيد السفير في رسالته :

الاخ العزيز والاستاذ الفاضل جاسم المحترم

خالص التحايا الاخوية

قرات موضوعكم عن الفلبين وفي الوقت الذي ينبغي ان اشير ان اعجابي بقلمكم واحساسي بمشاعركم تجاه الوطن واهله فيما ينعكس من كتاباتكم القيمة ليس وليد اليوم والبارحة فانني اود ان اسجل هنا ايضا ان ماذهبتم اليه في موضوعكم اعلاه يترك الانطباع انكم قد احببتم ان تقدموا لنا وجبة سريعة جدا تسد رمقنا حيث لم تجهدوا النفس في البحث عن المعلومة وما اسهل الوصول اليها فضغطة واحدة على محرك كوجل في البحث عن سفارة العراق في الفلبين او عن العلاقات العراقية الفلبينية وفي ظرفكم المعروف حيث تتمتعون بخط سريع على شبكة الانترنيت كان كافيا حقا ليوصلكم الى معلومة اكثر دقة ناهيكم ان البحث عن موقع السفارة على الشبكة لايتطلب جهدا كبيرا كما ان ما نبذله من جهد متواضع في مجال العلاقات بين الفلبين والعراق يجد طريقه للنشر في مواقع تنشر كتاباتكم القيمة ولذلك من المتوقع ان تنال اهتمامكم وانتم تتابعون الشان العراقي وهذه المواقع يوميا وفي كل الاحوال فان التشرف بكم في مانيلا ضيفا عزيزا تحتفي به القلوب قبل البيوت في اية فرصة سانحة لكم ستكون يقينا لنا مبعث فخر واعتزاز فتشاهدون بام اعينكم الحقيقة على الارض.
اتمنى ان اكون مخطئا في الاستنتاج اننا كنا في مقالكم الموسوم وقودا لقطار منحتم له شارة الانطلاق ليصطدم بما شئتم من المحطات

اكرر رجائي في قبول خالص تحياتي

اخوكم
وديع بتي حنا

سفير العراق في مانيلا

أولا أود أن اشكر سعادة السيد السفير على دعوته الكريمة لاستضافتي بالعاصمة مانيلا معتذرا عن تلبيتها رغم شوقي إليها وتشرفي بقبولها . ثانيا أقول لسعادته أن مقالة المسامير لم تكن معنية بدور السفارة العراقية في مانيلا ، بل أن جوهر المقالة كان قد تضمن ( اقتراحا) من هيئة المسامير العليا  لحل إشكالية انعقاد ( المؤتمر الوطني) الذي أبدل اسمه إلى ( الاجتماع الوطني )..!

أنت تعلم يا سعادة السيد السفير أن بلادنا تعيش الآن في عصر الخسائر المتكررة لمباريات فريقنا العراقي في كرة القدم  مثلما نعاني من خسائر مالية كبرى بفضل فريق الفساد المالي والإداري والسياسي في أجهزة الدولة كلها . نحن العراقيين صرنا نعيش في زمن (الأسئلة الكبيرة) وفي نفس الوقت لا يملك فيه أحد من قادتنا السياسيين غير (أجوبة صغيرة) جداً . هم الآن مشغولون في البحث عن مكان انعقاد (المؤتمر الوطني) أقصد (الاجتماع الوطني) لمناقشة قضية  طارق الهاشمي وصالح المطلك التي صارت علامة من علامة الحيرة والتعجب في القرن العراقي الحادي والعشرين ..! .

بعضهم يريد عقد المؤتمر في بغداد .. بعضهم يريده في اربيل.. ربما هناك من يريده في طهران أو أنقرة أو مكة المكرمة لكن لا أحد يؤيد  انعقاده في الجبايش ..! لذلك تفتحت عبقرية المسامير عن (اقتراح) بضرورة عقد (المؤتمر الوطني العراقي) في عاصمة محايدة هي مانيلا حيث الورود كثيرة ومتنوعة وحيث الزواج بلا مأذون عسى أن تكون مانيلا الفلبين عاصمة (الفرجة العالمية) على التفرقة الطائفية – السياسية العراقية وعسى أن تكون مانيلا مروضة لحساسية بعض قادة بلادنا وعسى أن تكون مانيلا قادرة على حل الخلافات والاختلافات بين السياسيين العراقيين ( من دون مأذون)  في( بلاد الزواج من دون مأذون) على الصعيد النظري والتطبيقي..! للعلم والإيضاح فأنا من جماعة ودعاة الزواج بلا مأذون ولست  ضد مؤتمرات التسوية الخلافية من دون مأذون..!

ختاما يا سعادة السفير أرجو منكم إعادة قراءة المسامير 1934 بصوت عال ٍ و إبلاغ السيد إبراهيم الجبوري الموظف في سفارتكم تحياتي الحارة له رغم أن رده كان (رافضا ً) لواقع الحال العراقي و(مهمشا ً) كفوءا لحرية التعبير..! متمنيا له وللجميع في سفارتكم التحضير الاستراتيجي والتكتيكي لاستقبال معالي وزير الخارجية في زيارته المرتقبة إلى الفيليبين وعلى وجوههم ترتسم (الابتسامة) وليس (الكآبة)  حين يقرءون مساميري القادمة عن ( مؤتمر القـُمة العربية في بغداد) عملا بنصيحة الفيلسوف الشهير ميشيل فوكو القائلة بأن دق المسامير في الحقب الزمنية المظلمة  ليس نهاية التاريخ بل بدايته. 

‏سامحوني فقد أشغلتكم بأمور زمانية ومكانية انتم بعيدون عنها .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

·      قيطان الكلام :

·      في السياسة يجب أن ندوس المشاكل .. في الدبلوماسية يجب أن لا نسمح لها أن تدوسنا وإلا فأن الفيسبوك وتويتر يزعلان علينا..!!

  كتب بتأريخ :  الأحد 12-02-2012     عدد القراء :  1920       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced