فحول البرلمان العراقي وإناثه يتصفحون..‍!
بقلم : جاسم المطير
العودة الى صفحة المقالات

يقال أن البرلمان العراقي المقيم صيفا وشتاء في المنطقة الخضراء وسط العاصمة بغداد أتخذ قرارا بشراء 360 سيارة مصفحة بمبلغ 60 مليون دولار لحماية السادة النواب والسيدات النائبات  من رصاص الأوابد الوحشية الإرهابية ..! . معنى هذا القرار أن  ليس هناك من بين 30 مليون إنسان عراقي يستحق (حماية)  حياته غير أعضاء مجلس النواب لأنهم  (عمالقة) العصر الراهن في السياسة والدين والأدب والتراث رغم أن أكثرهم لا يعرف ألف باء اللغة العربية ..!

يعتقد النواب الذكور أنهم  وحدهم من صنف (الإبل الولودة) مثلما تعتقد السيدات النائبات أنهن وحدهن من صنف ( الجميلات الناعمات)  في عراق ما زال من أقصاه حتى أدناه يكحّ من الآلام الشديدة في صدره وفي بطنه . الأمة العراقية كلها ليست من صنف (الإبل الولودة) لذلك لا تستحق (الحماية) بل تستحق الشر والحرمان ..!

قرار شراء المصفحات ليس نكداً لميزانية الدولة لأن المال فيها كثير كثير يستحق الهدر والصرف كي تقوم الدولة بالجد والحماس من اجل أن لا يظل السادة النواب يركبون (بغالا ً) من نوع (مرسيدس بنز) ولا بد من استبدالها بـ(المصفحات المتنقلة الكترونيا) لأن الدنيا العراقية الجديدة هي دنيا لا تتحقق مكاسبها وعطاياها ولا تورث إلا للأفراد القلة من أحزاب الإسلام السياسي المهيمنة على الدولة وعلى أموالها وعلى كل إبلها الخائبة غير الولودة ..!

يا رب العالمين أغثنا وأغث أرضنا وزرعنا وماءنا . حكومتنا لا تخصص أموالا لزرع الدخن ولا الشعير . برلمان بلادنا الديمقراطي لا يوفر التمر ولا الخردل لأبناء الأمة العراقية لكنه يوفر (المصفحات) لحماية الأعضاء والعضوات ..!

يا رب العالمين : حكومتنا وبرلماننا لا يشتريان المكائن المصفحة لتنمية النخل والزيتون والبطيخ والرمان وكل الزرع .. حكومتنا لا تحفر الآبار في زمان حرم منه 30 مليون نسمة من حليب الأبل العطاشى  ..!

كأن المهرة العراقية صارت غير ( ملقـّحة)  من دون وجود (ملقح ٍ مصفح) ..!

صارت الطرق العامة وكل القرى والمدن  مقنوصة بالإرهاب والإرهابيين منذ تسع من السنين لأن السادة النواب غير مصفحين ..!

صار قرار مجلس النواب هو أنّ خير المال ينبغي أن يصرف منه 60 مليون دولار لـ(تصفيح) أعضاء البرلمان وعضواته .. غدا يأتي دور تصفيح الوزراء وبعد غد يأتي دور تصفيح أعضاء مجالس المحافظات  لتنفيذ رغبات كل السادة والإماء بركوب سيارات مرجوزة بكوافير ضد الرصاص لتكون قادرة على تأبير الآبار لتزويد دجلة والفرات ونهر ديالى وشط العرب بالماء الصالح للزرع ..!

ـــــــــــــــــــ

·      قيطان الكلام :

·      بعض نواب البرلمان تأبط سيفاً وبعضهم تأبط مالاً وبعضهم تأبط أرضاً وبعضهم تأبط جاها وبعضهم تأبط جفجير الغرف واللغف لكنهم جميعاً  يتأبطون اليوم سيارة (مصفحة) ..!

  كتب بتأريخ :  الأحد 26-02-2012     عدد القراء :  1752       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced