أضحك مع الحكومة!!
بقلم : علي حسين
العودة الى صفحة المقالات

بعد أيام قليلة من تنحي حسني مبارك وخروج التظاهرات في سوريا خرج علينا عدد من النواب ليقولوا إن سوريا ليست مصر وأن بشار الأسد لا يشبه حسني مبارك وأن مصير الانتفاضة السورية سيكون الخيبة والخذلان، وذهب احد منظري دولة القانون عزة الشابندر الى القول : "ان سيناريو مصر وتونس لن يتكرر في سوريا وإذا تكرر فستكون المنطقة شريكة فيه من خلال دفعها نتائج الفوضى".



و لم يكتف الشابندر بذلك بل رغا وأزبد في كلام مضحك عن مؤامرة صهيونية إمبريالية ضد الأمة العربية ، إلى آخر هذه القائمة من الأوهام التي لا وجود لها إلا في مخيلة ساسة ينظرون إلى تظاهرات الشعوب باعتبارها رجسا من عمل الشيطان الأكبر "امريكا".
بعدها حذرنا رئيس الوزراء من مجرد الفرح برحيل النظام السوري ، لأن ذلك حسب قوله مضر للجميع وأولهم العراق .
ومرت الساعات الطوال والأيام وازداد عدد القتلى في سوريا حتى وصل ارقاما فلكية ونحن مصرون على اعتبار ما يحدث هناك مخططا صهيونيا امبرياليا  شريرا يهدف الى القضاء على الانظمة الوطنية التي قدمت الغالي والنفيس من اجل تحرير آخر شبر من الأرض العربية .
واستمرت التحليلات الكوميدية والطريفة للوضع في سوريا، وذهب هيام البعض من مقربي الحكومة ببشار الاسد الى إطلاق صفارات الإنذار بوجه كل من يفكر في الحديث عن التغيير في سوريا ، لأن مصلحة العراق مع بقاء النظام على ما هو عليه على حد قول النائب علي الشلاه الذي قال ذات يوم ان "التدخل العربي في سوريا يقلق العراق لتأثره المباشر بالشأن الأمني والاقتصادي السوري".
وفي مقابل هذه الخطب الرنانة ، استطاع المستشار الاعلامي لرئيس الوزراء ان يجد حلا عبقريا للأزمة، حين طالب ببدء حوار بين القاتل والقتيل قائلا : "إن العراق مستعد للوساطة بين النظام السوري والمعارضة" وهي دعوة الغاية منها مد عمر النظام السوري اشهرا أخرى.
ولأن الحكومة تعتقد اننا شعب من الأميين لا نقرأ ولا نكتب،  وانها مطمئنة لغياب الكهرباء المزمن عن بيوتنا مما يجعلنا بعيدين عن خطب وتحليلات السياسيين ، ولأن شيطان  المرحوم ميكافيللي يختبئ في عقول معظم مسؤولينا وسياسيين يدفعهم للمراوغة والإنكار وعدم الثبات على الرأي، فقد صحونا اول من أمس على تصريح من النوع الثقيل هدم كل ما بثوه في عقولنا عن الوضع السوري فقد اكتشف السيد المالكي ان "العراق يؤيد التغيير في سوريا لأن الأوضاع لن تستقر من دونه".
ولم نفق من الصدمة حتى بعد ان أجهز علينا مستشار الأمن الوطني فالح الفياض بالقاضية قائلاً : "أن العراق لا يدعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد بأي ثمن، لافتاً إلى أنه لا يستطيع نسيان تاريخه في تصدير الإرهاب إلى العراق، ولكي تكتمل فصول المسرحية الحكومية الجديدة فكان علينا نحن المتفرجين السذج معرفة ان تصريح المالكي جاء ضمن حوار اجرته معه صحيفة عكاظ السعودية ، فيما خطبة الفياض الحماسية ألقاها على احد منابر الرياض، هكذا بين ليلة وضحاها أصبحت السعودية شقيقا نسعى لخطب رضاه ووده ونسينا ان الشلاه قال يوما ان ما يحدث في سوريا هو مخطط شيطاني تقوده السعودية وقطر.
للأسف مشكلة السياسة العراقية طوال السنوات الماضية أنها تدار بـ"المزاج  الشخصي"، بمعنى أنها غير محكومة بمواقف أو رؤى أو مبادئ راسخة.. ومن ثم تأتي علينا مُدد يتحول فيها أشقاؤنا العرب بالنسبة لنا إلى مجرد جيران، وأحيانا يستبد بنا الغضب والعصبية فندخل في خصومة حادة مع التاريخ والجغرافيا والأخلاق أيضا.
ولأن كل شيء بـ"المزاج"، اكتشفنا متأخرا ان السعودية شقيقة تحرص على أمن واستقرار العراق وأن بشار الاسد يجب ان يرحل.
انه موسم التصريحات الكوميدية ومطلوب منا ان نحجز مقعدنا من الآن ونتأهب للفرجة والضحك بصوتٍ عالٍ.

  كتب بتأريخ :  الخميس 01-03-2012     عدد القراء :  1682       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced