حين تكون الذكرى...يتألق الفرح
بقلم : ئاشتي
العودة الى صفحة المقالات

يختبأ الفجر بين نظرات عيونك، فأزيح ستار التردد، أنتظرك عند  الساعة الخامسة صباحا، لكي تطل بقامتك البهية، تنثر فرحك على طول العراق وعرضه، فاليوم هو عيد ميلادك، وليس هناك غير الفرح، فرح يتشمم عطرك، فرح ينسج خياله من نور ضيائك، فرح يتماثل عند عتبات سنواتك، فرح تمتلئ به عيون الفتيات، فرح يتألق بين أصابع أبناء الشهداء، فرح يرتسم في تجاعيد الشيوخ من محبيك، فرح في سواعد العمال، فرح في مناجل الفلاحين، فرح ينتشر مثل أخبار الشائعات، فترتجف منه رموش أعداءك من السهر، فرح عند محطات الغربة، حيث أبناؤك الضائعين هناك، فرح الشباب الذين يمتطون صهوة التواصل معك في ساحة التحرير، فرح الأغاني التي تتغزل بتاريخك وتضحياتك وتفاؤلك، فرح الأقلام التي ما باعت كلماتها، فرح الذين يشتغلون النهار كله من أجل أن يشرق حرف جريدتك، فرح الشموع التي تتراقص ذؤباتها في عيد ميلادك، تلك التي أوقدتها الآن، والساعة قد تجاوزت منتصف الليل بقليل، هيأت طقوس فرحي وأنا أستقبل يوم ميلادك منذ لحظاته الأولى، الكأس مترعة بـأجود أنواع الخمور التشيلية، والمائدة تسكر بأصناف المقبلات، وليس سوى حضورك في عيد ميلادك، اسرجت خيول فرحي، كي تتبارى في عيد ميلادك، وهمشت أحزاني التي تتكاثر كل يوم، كي لا ترمي بكل جنونها عند أقدام مائدتي، فليس للحزن من مرفأ في روحي هذا اليوم، كل شئ مباح لك اليوم إلا الحزن، لهذا سأدعو نوارس الفرح تقف على كتفيَّ ونحن نستقبل يومك، فالساعة قاربت نهاية الثانية عشر ليلا، وأنا بانتظار إطلالتك الجميلة، كي أتنفس وإياك فجر يوم جديد رغم أنك قاربت الثامنة والسبعين من العمر، ولكنك تبدو أبن الرابعة عشره، كم تساءلت مع نفسي!؟ لماذا تبدو هكذا دوما؟؟ وكأن عشبة الحياة مـُنحت لك وحدك، أو ربما تنازل عنها كلكامش لك، فأنت ولدت في مدينته، لهذا أتعبت كيانك في البحث عن مديات إصراره، كي تتيقن من أن عشبة الحياة هي من أجل عينيك، لأنك تمثل روح الحياة وكينونتها، لهذا تراني أتأنق بكل الفرح الإنساني وأنا أستقبل يوم ميلادك، فقد جلست إلى مائدتي بكل افتخار الفقراء الذين يعشقونك، وأفرغت كأس احتفالك جرعة واحدة، لكي أطفئ ظمأ الفرح في روحي، ولكي أستعيد توازني، أحضرت رفاقي الشهداء، فليس للاحتفال من طعم بدونهم،  طلبت منهم أن يرفعوا أياديهم إيذانا ببدء احتفالك، فليس للشمس من معنى بهذا اليوم، مثلما ليس للفرح من معنى إذا لم يكن لك وبعيد ميلادك، لهذا أسرجت قبل أن تدق الساعة الثانية عشر ليلا كل خيول فرحي، لكي احتفل معك بعيد ميلادك، ومعي كل رفاقي الشهداء، فبدونهم لا يتألق الفرح عندما تكون ذكرى ولادتك.

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 03-04-2012     عدد القراء :  1749       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced