الان أيقنت بصحة المثل الذي يقول ( كل ممنوع مرغوب ) .. قبل6/10 /2014 بثلاثة ايام مررت بالموصل متوجهة الى القوش .. مررت بالجانبين عبر شوارعها ودرابينها ( جمع دربونة ) بالمصلاوي ( عوجاية ) مجتازة الحي العربي وكان برفقتي شاب لم يسبق له ان رأى الموصل .. وكانت مناسبة مبررة لي لأتحدث عن الموصل واعمل مرشدا سياحيا .. تحدثت عن مشاهداتي للموصل الحبيبة ايام الستينات عندما كنت اقضي عطلتي الصيفية في بيت العائلة الذي كان بداية في منطقة النبي شيت ثم انتقل الى منطقة الدواسة ، خلف البريد وبعدها الى منطقة وادي العين الجنوبية التي كانت مجاورة لمنطقة الموصل الجديدة .. وكانت جل سعادتي عندما البس عباءة والدتي وانتظر الباص رقم 19 ليقلني الى بيت صديقتي ( مارتا ) التي تقطن الدواسة وكنا معا نحمل ( التصبيرة ) ونذهب الى حديقة الشهداء نأكل ثم لننطلق منها الى احدى دور السينما التي تعرض افلاما اجنبية دور الساعة الرابعة عصرا وكنا نعتبرها احدى مصادرنا الثقافية تزيد من معلوماتنا عن العوالم الاخرى .. اجمل صوري التقطها لي المصور ( مراد) والمصور( رافي ) واطيب لبن ذقته كان من يد ( سارية ) الفتاة التي صاحبتها من اهل الجوبة التي كانت بيوتهم مقابل بيتنا .. يربون البقر كما يسمونه ( البكر ) وكم قضينا من وقت اخواتي هيلين ومارلين وانا في مساعدة ( سارية ) في لف سجاير ( المزبن ) لتبيعها شدات في باب الطوب .. واذكر يوم رافقتنا في سفرتنا الى منطقة الغابات وكيف سبقتنا في العوم والسباحة في الشط معي واخوتي .. واذكر الصائغ عمو ذنون يقدم النصائح لنشتري هذا ونترك ذاك من المصوغات الذهبية كلما وفرنا الدينارين .. سعر مثقال الذهب ويتساهل معنا في ثمن الصياغة .. وللسرجخانة والتجول فيها متعة مميزة .. والكثير من الذكريات الجميلة التي قضيتها في دير ماركيوركيس ايام الاحتفال بذكراه والتجوال بين اثار اجدادنا الذين بنوا الحضارة .. اليوم بعد ان غزاها الجراد .. ايقنت ان للذكريات طعم مر ..وامنيتي ان يعود السابع من حزيران لاتجول في عوجايات الموصل .. الحدباء .. ام الربيعين ..من جديد ..
للذكرىات طعم مر ..
