“سبايكر” بين الفيحاء وغيرها
بقلم : عبد المنعم الاعسم
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

سيُسجل لقناة “الفيحاء” والنائب الدكتور محمد الطائي شجاعة المبادرة الرائدة بفتح ملف المجزرة المروعة في معسكر “سبايكر” على مصراعيه، في سلسلة تحقيقات ميدانية مهنية، وشهادات حية، ومعطيات دقيقة، تبتعد عن الاثارة الاعلامية الرخيصة، والعويل المُصنّع، وعن توجيه الاتهامات والتخوينات والشحن الطائفي، فان الصور واعمال التنكيل العمياء ووقائع النكبة التي طالت الفين من المتطوعين الشباب والجنود الهاربين وأودت بحياة غالبيتهم، تتحدث عن نفسها من غير ناقل أو وسيط، ثم تتشكل على هيئة اسئلة عمن تسبب في هذه النكبة، في اعلى المسؤوليات والمراجع وفي ادناها.

الذين تابعوا ما قدمه الدكتور الطائي من شاشة الفيحاء ليلة الأحد وصباح الاثنين، شعروا بالهلع والغليان، واخذتهم دوامة الحيرة والاستغراب لما حدث لطوابير من الفتيان العُزّل تسوقهم قطعان داعش الاجرامية وتدفعهم، مغلولين الى حمامات الدم، وإنزال القتل الجماعي بهم من غير تمييز، فيما قياداتهم وجنرالاتهم فرّوا من الطوق ووصلوا آمنين و”مكرمين” الى مواقع القيادة، من دون مساءلة او لوم، لكن الفجيعة لم تنته بهذا الحد بل بدأت، في فصل كابوسي، بين ذوي الضحايا من الآباء والامهات والزوجات والاطفال، حيث لا أثر لجثث الضحايا، ولا معلومات عمن قضي أو اسر، (والاكثر ايلاما وشكوى) انْ لا أثر لاهتمام الجهات الحكومية والعسكرية بهذا الملف.

الأكثر غرابة، في هذه الكارثة الشنيعة المروعة، ان يعلن رئيس حكومة تصريف الاعمال نوري المالكي في زيارة له (الأحد) الى معسكر الكارثة بان الجيش كسب المعركة قائلا “ يمكن القول اننا انتصرنا بعد استعادة زمام المبادرة” وقد حيّر هذا الرضا عن النفس والزهو بانتصار لاوجود له في الواقع المحللين والمراقبين، لكن من غير المفهوم قوله “ ان قاعدة سبايكر تمثل هدفاً رمزيا وألا تكون هناك حساسية بين مجموعة واخرى” الامر الذي يثير تساؤلا عن مصائر الضحايا والمفتقدين ومسعى الحكومة للاجابة عن مطالب عائلاتهم.

وهكذا، مرة اخرى، نجد من يحاول التهرب من الاعتراف بالهزيمة الشنعاء، ومن يعتقد بان اعلان الانتصار، بالكلام، سيضمن تحقيق الانتصار بالواقع، ونسيان دماء ومصائر الضحايا، وطي صفحة المهزومين والمتواطئين.

إعلان الانتصار هذا يمكن تصديقه اذا اعتبرنا سلامة الجنرالات واصحاب الاوامر العليا من الاذى انتصارا بحد ذاته.. وأن دماء الفين من الفتيان ماءً.

“أَ تَأْمُرُونِّي أَنْ أَطْلُبَ النَّصْرَ بِالْجَوْرِ فِيمَنْ وُلِّيتُ عَلَيْهِ؟”

الامام علي

  كتب بتأريخ :  الإثنين 25-08-2014     عدد القراء :  2247       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced