الرئيس معصوم.. الى دولة السلم الاهلي
بقلم : عبد المنعم الاعسم
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

كثيرون وضعوا علامات تعجب امام تكرار دعوة الرئيس فؤاد معصوم الى تحقيق مصالحة بين العراقيين، وتساءل البعض من المحللين أو ممن شاركوا في “احتفالات” دينية وعشائرية وسياسية سابقة تحت لافتة المصالحة الوطنية عما إذا الوقت مناسب، الآن، وقبل تشكيل الحكومة وترخيصها من مجلس النواب، للحديث عن فروض التصالح بين متنافرات الساحة، وطي صفحات الفتن والعداوات والتخندق الفئوي، وللتساؤل هذا ما يبرره في هشاشة الارضية الضامنة لنجاح هذا المشروع.

لكن، علم السياسة، يقول شيئا آخر، واحسب ان الرئيس معصوم ينطلق منه، بان الاحوال المضطربة التي تنخر بُنى الدولة وتُهدد السلم الاهلي هي انسب الظروف، وأحوجها، لمشاريع الاصلاح ودعوات المصالحة، وإلا فان هذه المشاريع (في حال استتباب الاوضاع) تصبح ترفا ،او صوتا في البرّية، أو وصفة للمجادلات النظرية في ما لا يُلحّ من الاولويات، وما لا يصلح إلا لإثراء المعارف واختبار رجاحة الافكار، وربما، في أفضل الاحوال، ليكون فرصة لتبادل الرأي بين فرقاء العمل الوطني والمعنيين.

أقول، تتمثل اهمية إطلاق مشروع المصالحة من قبل رئيس الجمهورية، الآن، في الاعتبار الملح والضروري، وغير القابل للارجاء، للخروج من دائرة التمزق ومخاطر الحرب الاهلية بوضع قضية السلم الاهلي (والمصالحة حجر الاساس فيه) على طاولة البحث وفي السطور الاولى من برنامج المرحلة، وقيد التفكير الجمعي بخطوات على الارض، لأنه، لا قيمة ولا ضمان ولا حماية لأية هيكلية للدولة ولأية ترتيبات حكومية جديدة، من غير مصالحة ترسخ أوتادها، وتسترد الثقة المفقودة، وقبل ذلك، من غير مشروع استباقي يذكـّر الجميع بحقيقة انه من غير المصالحة، بمضامين جديدة وبديلة تؤسس للسلم الاهلي، فان البلاد لن تخرج من دوامات الصراع، وخطر التفتت والاحتراب.

وينبغي ان نفترض بان الطريق الى تحويل دعوة المصالحة الى هيكلية واجراءات ومواقف راسخة وفاعلة ليس آمنا، ولا موضع استيعابٍ متساوٍ من قبل المعنيين بالدعوة، ولهذا فان تذكير الرئيس بضرورة الانطلاق من خيار “الحوار وتقبل الآخر” كان في محلّه لتصويب المنظورات السابقة التي اثبت عقمها وفشلها، لأنها بقيت تدور في اعتبارات التنافس السياسي والحزبي وفي ندوات عشائرية أو طوائفية او سياسية أو انتخابية، فيما هي اوسع من ذلك، بل وانها لا تتحقق بالمجاملات وبوس اللحى انما بـ”عودة الجميع إلى الذات بهدف المراجعة والتقويم" كما قال الرئيس لضيوفه.

ولا ينطوي على الاستعجال أو الحماسة المفرطة القول بان دعوة الرئيس للمصالحة تأخذ بالاعتبار ضرورة البحث بامعان ومسؤولية، عن رافعات وأدوات ومنصوصات جديدة لبناء اسس دولة السلم الاهلي، وهو يعبر عن ذلك بوضوح بقوله: "علينا تفهم الواقع الوطني والعوامل المؤثرة فيه واستيعاب كل هذا من أجل مراجعة شاملة في ما بيننا وبصوت عالٍ وحوار صريح وبنّاء" انها كما يضيف: "مصالحة وطنية تبدأ من تحديد المشكلات".

تحديد المشكلات، نعم، لا إنكارها.. ولا التهرب من المسؤولية عنها، ولا تحميلها للاخرين.

"الشجاعة في هذه الحياة ليست في ذم التعثر، لكن في القيام بعد كل مرة نتعثر فيها".

نيلسون مانديلا

  كتب بتأريخ :  السبت 06-09-2014     عدد القراء :  2157       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced