نيلسون مانديلا.. يخاطبنا
بقلم : عبد المنعم الاعسم
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

أعتذر أولا عن الخوض في شؤونكم الخاصة، وسامحوني إن كنت دسست أنفي فيما لا ينبغي التقحم فيه، لكني أحسست أن واجب النصح أولا، والوفاء ثانيا لما أوليتمونا إياه من مساندة أيام صراع الفصل العنصري يحتمان عليّ رد الجميل، وإنْ بإبداء رأي محّصته التجارب، وعجنتْه الأيامُ، وأنضجته السجون.

ايها الاصدقاء: إن الحرية لا تقبل التجزئة لأن القيود التي تكبل شخصاً واحداً في بلادي إنما هي قيود تكبل أبناء وطني أجمعين، لكنْ أن يكون الإنسان حرا لا يعني مجرد تحرره من الأغلال التي تقيده بل أن يعيش بطريقة تحترم وتعزز حرية الآخرين، واقول لكم، إن الرجل الذي يسلب من رجل آخر حريته هو سجين للكراهية، وهو محبوس خلف قضبان التحامل وضيق الأفق.

لقد سرت على الدرب الطويل للوصول إلى الحرية، وحاولت ألا أفقد حماسي، ولقد قمت ببعض الخطوات الخاطئة على طول الطريق، ولكنني اكتشف السر أنه بعد تسلق جبل عظيم، يجد المرء أن هناك جبالا أخرى كثيرة ينبغى تسلقها.

إني أتجول، الآن، بين عالمين، أحدهما ميت والآخر عاجز أن يولد، وليس هناك مكان حتى الآن أريح عليه رأسي، فقد حاربت ضد هيمنة البيض (الطائفة الحاكمة) وحاربت ضد هيمنة السود (الطائفة المحكومة) وأثمن قيمة وجود مجتمع ديمقراطي حر يعيش فيه الجميع في تناغم وفي ظل فرص متساوية.. إنها قيمة أتمنى أن أعيش من أجلها وأن أحققها، ولكن إذا ما استدعت الضرورة، فإنني مستعد للموت من أجلها، فلن يحدث أبدا أبدا أبدا مرة أخرى في هذه البلاد الجميلة أن يتم قمع طرف بواسطة طرف آخر.

لقد تعلمت أن الشجاعة ليست هي غياب الخوف، بل هي هزيمته، فالشخص الشجاع ليس الشخص الذي لا يشعر بالخوف، بل هو الذي يهزم هذا الخوف، ففي بعض الأحيان، تحتاج إلى جرافة، وفي أحيان أخرى، تحتاج إلى فرشاة لإزالة الغبار، وإذا كنت تريد أن تصنع السلام مع عدوك، فيتعين أن تعمل معه، وعندئذ سوف يصبح شريكك.

وباختصار:

أن السؤال الذي ملأ جوانحي دائما هو: كيف سنتعامل مع إرث الظلم لنقيم مكانه عدلا؟ أكاد أحس أن هذا السؤال هو ما يقلقكم اليوم. لقد خرجتم لتوكم من سجنكم الكبير. وهو سؤال قد تحُدّد الإجابة عليه طبيعة الاتجاهات التي ستنتهي إليه جهودكم، من جانبي لقد شكلت “لجنة الحقيقة والمصالحة” التي جلس فيها المعتدي والمعتدى عليه، وتصارحا، وسامح كل منهما الآخر.. إنها سياسة مرة لكنها ناجعة.

  كتب بتأريخ :  الإثنين 08-09-2014     عدد القراء :  1968       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced