النازيون بالأمس والإسلاميون اليوم يحققون حلم الصهيونية العالمية
بقلم : د. صادق إطيمش
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

جرائم النازية بحق البشرية والتي استغلتها الصهيونية العالمية لتهجير اليهود إلى اسرائيل كانت، إلى وقت قريب وقبل ظهور حركات الإسلام السياسي على ساحة السياسة العالمية، اهم الأسس التي استندت عليها الحركة الصهيونية العالمية بالتعاون مع الإستعمار العالمي، وخاصة البريطاني، لتأسيس وتحقيق فكرة الوطن القومي لليهود التي تبنتها الحركة الصهيونية منذ انطلاق اولى نشاطاتها في مدينة بازل في سويسرا عام 1897. وبالرغم من ان النازية اقترفت الجرائم بحق العشرات من الملايين الذين شكل الروس والبولونيين والشيوعيون والإشتراكيون وكل القوى الديمقراطية المناوئة للفكر النازي القسم الأعظم منهم، إلا ان الحركة الصهيونية العالمية استطاعت من تجيير هذه الجرائم وكأنها لم تطل إلا اليهود الذين لم يعد لهم من المبرر ما يجعلهم يواصلون الحياة في المانيا، وبالتالي دعوتهم للهجرة إلى " وطنهم الأصلي" في فلسطين التي تأسست على ارضها الدولة العنصرية الصهيونية اسرائيل.

إلا ان شعار الحركة الصهيونية العالمية الذي انطلق في مؤتمر بازل والذي نصَّ على " وطن بلا شعب لشعب بلا وطن" والذي ارادت من خلاله تهجير يهود العالم إلى فلسطين، والذي استند عليه وعد بلفورد عام 1917 لتحقيق هذه الأمنية الصهيونية، يجد اصداءً جديدة له اليوم وتجري تغذيته بافكار جديدة، تُضاف إلى الفكر النازي، وتتضح كثير من تجلياته وخطوات تحقيقه على يد عصابات الإسلام السياسي والإسلامويين الذين يساعدون بهمجيتهم على تحقيق هذه المقولة.

وحول هذا الموضوع كتبت احدى الصحف الألمانية (بادشه تسايتونغ) الصادرة في جنوب المانيا تقريراً موسعاً بتاريخ 31.01.2015 ، وتحت عنوان " نَفَسٌ باريسي في اسرائيل، يتزايد عدد اليهود الذين يرغبون بالهجرة إلى اسرائيل لأنهم لا يشعرون بالأمان في اوربا "، نحاول اختصاره بما يلي:

"" الحديث عن اليهود الفرنسيين، وبشكل خاص عن الذين عاشوا احداث باريس الأخيرة التي اسفرت عن إغتيال هيئة تحرير المجلة التي نشرت الصور الكاريكاتيرية وما رافقها من الهجوم على السوق اليهودي، يمكن النظر إليها من خلال الإجتماع الموسع الذي نظمته الوكالة اليهودية في فرنسا والذي خصصته للدعاية لهجرة اليهود الفرنسيين إلى اسرائيل. لقد جرى التركيز بشكل خاص في هذا اللقاء على اليهود الفرنسيين الذين هاجروا في خمسينات وستينات القرن الماضي من دول المغرب العربي إلى فرنسا. إن هؤلاء اليهود الفرنسيين ذوي الأصول الأفريقية يفكرون اليوم اكثر من اي وقت مضى بترك فرنسا باسرع ما يمكن. هذا ما صرح به المتكلم باسم الوكالة اليهودية الفرنسية فايرس مامو. وأضاف المتحدث هذا يقول: ان هؤلاء اليهود كانوا فعلاً يفكرون بالهجرة ولكن ليس بالجدية التي يفكرون بها الآن بعد الأحداث التي رأوها في باريس والتي لا يمكن ان تغادر مخيلتهم. وهو يعتقد بان هذه السنة ستشهد هجرة هؤلاء جميعاً. لقد اجرت الوكالة اليهودية احصائية بشأن اليهود الفرنسيين خرجت فيها بنتائج تشير إلى ان خمسين بالمئة منهم اخذوا يفكرون جدياً بالهجرة إلى اسرائيل. وتؤكد الوكالة اليهودية ( وهي احدى مؤسسات الحركة الصهيونية العالمية ، ص.إ.) انه إستناداً إلى ذلك فيمكن التأكيد على ان ربع مليون يهودي من النصف مليون الموجودين الآن في فرنسا يستعدون الآن فعلاً للهجرة إلى اسرائيل، وإن اكثر هؤلاء من اليهود الشرقيين بالأصل. وهذا يعني، حسب رأي الوكالة، ان دولة اسرائيل التي يعتمد وجودها على التغيير الديموغرافي سترحب اشد الترحيب بمثل هذه الهجرة وستساعد على تحقيقها فعلاً بكل الوسائل. وقد دلَّ على ذلك بشكل واضح ما قاله نيتانياهو بعد احداث باريس حيث خاطب اليهود الفرنسيين قائلاً لهم: أن اسرائيل هي وطنكم.""

كما تطرقت الصحيفة الألمانية هذه إلى سياسة اسرائيل بالنسبة للنمو السكاني فكتبت "" يشكل النمو السكاني عاملاً اساسياً في وجود دولة اسرائيل. لقد قامت حكومة اسرائيل باتخاذ كافة الإجراءات القانونية والمالية لتسهيل هجرة اليهود من فرنسا إلى اسرائيل وليس إلى دولة اخرى مثل كندا او امريكا. وعلى هذا الأساس فإن التخصيصات المالية التي إتخذتها اسرائيل لهذا الغرض ارتفعت بشكل تستطيع معه تنفيذ مخطط الهجرة هذا. وتقوم الآن الوكالة اليهودية بنشر التفاصيل عن عدد الجهاديين الإسلاميين الموجودين في اوربا والذين يخططون لضرب المؤسسات والتجمعات اليهودية فتذكر ان هناك اكثر من 800 جهادي موجود داخل اوربا ومدرب تدريباً عسكرياً لهذا الغرض. كما صرح المتحدث باسم الوكالة اليهودية فايرس مامو بانه يعتبر نفسه صهيونياً ويسعى إلى تحقيق طموحاته الصهيونية من خلال الدعوة إلى الهجرة إلى اسرائيل في هذا الوقت بالذات، وإنه يحلم بتأسيس مدينة حديثة في صحراء النقب من اليهود الفرنسيين ""( انتهى الإقتباس من الجريدة)

المتابع لتاريخ هجرة يهود العالم إلى اسرائيل لا يعاني كثيراً من اكتشاف دور الصهيونية العالمية في هذه الهجرات دعاية وتنظيماً وتمويلاً وتنفيذاً. كما لا يصعب اكتشاف الأساليب والقوى الفاعلة في مثل هذه الهجرات والتي كثيراً ما تتخذ طابع العداء للصهيونية او لليهود بشكل عام، إلا ان واقعها الحقيقي يشير إلى غير ذلك تماماً.

وبالنسبة لنا، نحن العراقيين، فإن لنا مشاعر خاصة تتعلق بما حدث لليهود العراقيين اثناء إجبارهم على ترك وطنهم العراق في نهاية اربعينات القرن الماضي. فلقد اختلقت الحركة الصهيونية العالمية بالتعاون مع الإستعمار البريطاني في العراق وحكومات العهد الملكي احداثاً تميزت بالإعتداء على اليهود العراقيين ونهب محلاتهم ومساكنهم وقتل بعضهم بغية تأجيج الدعاية لهجرتهم إلى اسرائيل والتي تحققت فعلاً بفضل الممارسات القانونية التي اتخذتها الحكومة العراقية آنذاك بمصادرة اموال ودوراليهود وتسقيط الجنسية العراقية عنهم، والذين كانوا يشكلون العمود الفقري للإقتصاد العراقي. هذا من ناحية، ومن ناحية اخرى فإن الحكومات العراقية في العهد الملكي وجدت فرصة مناسبة للتعاون مع الإستعمار البريطاني والحركة الصهيونية العالمية للتخلص من اليهود العراقيين باعتبارهم كانوا يشكلون التوجه اليساري في الحركة الوطنية العراقية المعادية للسياسة البريطانية في العراق وارتباط العراق بها سياسياً واقتصادياً وعسكرياً.

ولم تكن الأحداث التي واجهها اليهود العراقيون والتي خططت لها ومولتها ونفذتها الحركة الصهيونية العالمية وحلفاؤها بمعزل عما تعرض له يهود البلدان الأخرى وعلى نفس هذه الوتيرة التي كان الهدف منها هجرة اليهود إلى اسرائيل. والسؤال الذي يطرأ مباشرة على فكر كل مراقب هو: هل تصب جرائم عصابات الإسلاميين اليوم في تيار الحركة الصهيونية العالمية هذا ايضاً ؟؟؟

  كتب بتأريخ :  الإثنين 02-02-2015     عدد القراء :  2343       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced