في مملكة الأقزام ...
بقلم : د. صادق إطيمش
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

الزيارة التي قام بها ثلاثي البعث النجيفي المطلك الجبوري إلى مملكة الأقزام، وجلوسهم بخشوع ذليل امام ملك هذه المملكة، يستجدون منه المال والسلاح، وتجاوِب هذا القزم معهم ضارباً على نفس الوتر الطائفي المقيت الذي جاءت به افكار هذا الثلاثي البعثي، إن دلت على شيئ فإنما تدل على مدى الإستهتار الذي تمارسه الفئات السياسية الحاكمة في وطننا، وعلى مدى إنغماس هذه الفئات في غيها الذي ابعدها عن كل ما ينبغي ان يكون عليه السياسي العراقي في هذا الظرف العصيب بالذات. كما تدل ايضاً على وقاحة هؤلاء البعثيين الذين لم يكتفوا بتلويثهم لكل العملية السياسية التي جرت بعد سقوطهم وسقوط دكتاتورية البعثفاشية السوداء، بل واثبتوا بانهم لا زالوا يعملون، وبكل حرية، على عودة نظامهم المقبور بكل ما تتيح لهم سياسة المحاصصات الطائفية وخنوع احزاب الإسلام السياسي وفسادها وفشلها الذريع في إدارة شؤون هذا البلد، من إمكانيات مادية ومعنوية ولوجستية تساعدهم على ذلك. ولا غرابة في هذا الأمر إذا ما علمنا بأن أحزاب الإسلام السياسي، احزاب اللصوص وناهبي ثروات البلد وكل القوى المشاركة معها في الحكم لم تستطع ان تسير على ذلك الدرب الذي ترسمه الهوية الوطنية العراقية التي تركوها جانباً بعد ان تمسكوا بهوياتهم الطائفية والعشائرية والمناطقية، وما نتج عنها من سياسة المحاصصات، التي لم تحقق إلا خراب البلد ودماره وفتح كل ابوابه امام الإرهاب البعثي والإسلاموي. وما التحالف الأخير بين البعثفاشية وعصابات الإجرام الداعشية السوداء إلا واحداً من الأدلة التي تشير إلى ذلك وبكل وضوح.

لقد ذهب هذا الثلاثي البعثي إلى مملكة الأقزام طالباً العون بالمال والسلاح لتتمكن " قواته التي يعدُّها لتحرير الأراضي العراقية المحتلة من عصابات الدولة الإسلامية !!! " من ممارسة هذه المهمة التي لم ينس هذا الوفد ان يربطها بصفة طائفية معينة للمناطق التي يروم تحريرها البعثيون هؤلاء من شريكهم في الجريمة، عصابات الدولة الإسلامية. لقد تبلورت فكرة " التحرير " هذه لدى هؤلاء البعثيين بعد ان شعروا بأن عصابات الدولة الإسلامية ظلت تسوقهم كالنعاج حيث تريد هي وحيث تتمكن من تحقيق اهدافها بالدولة الإسلامية التي لا مجال فيها لفكر آخر غير فكرها الظلامي الأسود. ولم يتوان الملك القزم هذا، سليل الأب القزم الآخرعميل المخابرات الأمريكية، عن التجاوب مع هذا النداء البعثفاشي الأهوج المغموس بالطائفية التي اراد هذا الملك ان يضرب عليها مجدداً، بعد ان فشل بتحقيقها من خلال إطروحته الهلالية العقيمة.

ومن خلال الأخبار التي إنتشرت في الأيام الأخيرة والتي تأكدت على لسان نائب رئيس جمهورية العراق الجديد اسامة النجيفي، احد الثلاثة، بأن الوفد البعثي هذا لم يقابل سيده الملك بصفة اعضاءه كمنتسبين للحكومة العراقية ويشغلون مناصب مفصلية وحساسة فيها، بل كرؤساء احزاب سياسية، ولا دخل للحكومة العراقية بهذه الزيارة ابداً. عجيب امر هذه الحكومة التي يتصرف ذوي المناصب القيادية فيها في علاقاتهم الخارجية كرؤساء احزاب ليس إلا، هل هذه حكومة حقاً ام انها والمثل العراقي المعروف ( خان إجغان) سواء؟؟؟ والأدهى والأمر من ذلك كله هو ان هذا النجيفي، وهو بالمناسبة شقيق ذلك النجيفي المسمى اثيل الذي هرب من الموصل بعد ان سلمها لعصابات الدولة الإسلامية، قال بكل صراحة ووضوح اثناء إحدى مقابلاته التلفزيونية، بأن الحكومة العراقية سواءً من خلال وزارة الخارجية او من خلال وزارة الدفاع غير معنية بطلبنا للمال والسلاح من شقيقه القابع على العرش في مملكة الأقزام. والأكثر مرارة وقساوة واستهتاراً بارواح شهداء العراق الذين سقطوا برصاص واموال الخليج السعودي القطري على وجه الخصوص، هو ما قاله هذا النجيفي بأنهم على استعداد للتوجه إلى السعودية ايضاً، بؤرة الإرهاب والمركز الأساسي لتصدير الإرهابيين إلى مختلف انحاء العالم، ليستجدوا منها المال والسلاح لمشروعهم " التحريري" هذا.

النجيفي هذا ورفاقه في الوفد البعثي الثلاثي ومن لف لفهم ينعقون ليل نهار حول المليشيات التي تملك السلاح خارج نطاق الدولة وقواتها الأمنية الرسمية. وطالما ربطوا هذا النعيق بالنهج الطائفي الذي دأبوا يسيرون عليه منذ سقوط دكتاتورية جرذهم المقبور. ونعيقهم لا علاقة له ابداً بالدعوة الوطنية الصادقة التي يدعوا لها العراقيون المخلصون لهذا الوطن ولمستقبل علاقاته الإجتماعية وتطلعاته الأمنية والتي تشير إلى مخاطر انتشار السلاح خارج المؤسسة الأمنية للدولة. فلماذا إذن يصرهؤلاء البعثيون الثلاثة في استجداءهم المال والسلاح من مملكة الأقزام التي ساهمت بقسط وافر من منفذي العمليات الإرهابية في وطننا ؟ الم تشكل القوى التي ستستلم هذا السلاح وتتصرف بهذه الاموال التي لا علاقة للدولة العراقية بها، حسب منطق النجيفي، مليشيات بنفس ذلك المفهوم الذي كانوا ولم يزالوا يرددونه دوماً في محافلهم العامة والخاصة ؟ تباً للنفاق والمنافقين العابثين بكل قيم الأخلاق ومبادئ الإنسانية.

وقد تكون هذه الزيارة مزدوجة الغرض إذا ما تدارسنا بعض الأخبار, والعهدة على رواتها، التي تشير بأن الوفد ذهب إلى هذه المملكة الطفيلية للمشاركة في تأبين المقبور زعيم حزبهم عزة الدوري الذي الحقته القوى الأمنية العراقية بزعيمه الجرذ خلال العمليات الباسلة والشجاعة لتحرير تكريت من عصابات الدولة الإسلامية وشركاءها في الجريمة البعثيين الأوباش.

ما نريد التأكيد عليه هنا هو ان نحدد المواقف ونستلهم العِبر من تطورات العملية السياسية في وطننا منذ سقوط البعثفاشية وتولي احزاب الإسلام السياسي السلطة كخَلَف لها وحتى يومنا هذا، والتي تشير كل معطياتها إلى خطورة الإستمرار على هذا النهج الفاشل لكل هذه القوى التي تميزت باللصوصية ونهب خيرات البلد وإفقار اهله وفتح باب الإرهاب امام العصابات المختلفة التي وجَدت في وطننا لقمة سائغة لها، تتعامل معه دخولاً وخروجاً وتسليحاً وتمويلاً تحت سمع وبصر شلة من السياسيين، لا هم لها إلا الإثراء الفاحش وتكديس اموال الشعب المسروقة في حسابتها المصرفية وعقاراتها خارج الوطن دون خجل او حياء، حتى وإن استمر الكثيرون من افرادها يرددون، وبلا خجل او واعز من ضمير، بسملاتهم وحوقلاتهم على مسامع الناس التي سئمت هذه الحالة المزرية التي يراوح الوطن واهله على سيئاتها منذ اكثر من عقد من الزمن.

  كتب بتأريخ :  الإثنين 27-04-2015     عدد القراء :  2079       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced