لا تقل لي ...
بقلم : د. صادق إطيمش
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

لا تقل لي بأن من افطروا على دماء شبابنا واطفالنا ورجالنا ونساءنا امس في كرادة بغداد الحبيبة لم يكونوا صياماً كما يصوم المسلمون، لأنني سأقول لك وبملئ فمي نعم انهم صيام كما يصوم المسلمون وهم مسلمون حتى وإن قادتنا العواطف، لا الوقائع، إلى عزلهم عن الإسلام او عزل الإسلام عنهم. إنهم مسلمون استناداً إلى كل الصفات التي يتصف بها المسلم الطائع لأوامر دينه وشريعته.

لا تقل رداً على ذلك بان الحديث النبوي يقول ان المسلم من سلم الناس من يده ولسانه، لأنني سأقول لك بأن المسلم ايضاً من ينفذ ويفسر ويؤول كما يشاء، النص القرآني، الذي هو اكثر مفعولاً واهم مرتبة من الحديث النبوي، والذي يقول " وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ " (البقرة 191)

لا تقل لي بأن هذا النص يشمل الكفار فقط ولذلك العصر الذي جاء فيه فقط، لأنني ساقول لك ومَن مِن الفقهاء الأولين والآخرين اعطانا، نحن الذين لا نعلم من امور الدين شيئاً، ما هي العلامات الفارقة للكافر الذي يجب علينا قتله، ولماذا القتل وليس الكلمة الحسنى. لم يضع القائمون على هذا الدين، الذي ينتمي إليه القتلة بكل تأكيد، المواصفات التي تحدد الكافر من غيره، حتى اصبح الكافر حتى ذلك الذي ينطق الشهادتين التي قيل بصددهما بأنهما يعصمان القائل بهما من عذاب الرب نفسه وليس من انتقام الإنسان فحسب. فإين فقهاء السلاطين من اولئك الذين جعلوا من انفسهم مفسرين مؤولين كما يطيب لهم التأويل والتفسير.

لا تقل لي بأن هؤلاء القتلة المجرمين بحق اهلي ووطني لا علاقة لهم بالإسلام، لأنني سأقول لك بان هؤلاء الخَلف هم لذلك السلف الذي حمل نفس الراية التي يحملها هؤلاء اليوم. براية الأمس ذات الشهادتين تحققت الغزوات الإسلامية وانتعشت اسواق الجواري والغلمان من خلال غنائم هذه الغزوات ومردودها البشري. وبراية اليوم ذات نفس الشهادتين ايضاً تحقق لمن يخطو على آثار ذلك السلف سبي النساء وقتل الأبرياء وتهديم دور العبادة لمنتسبي حتى الدين الذي ينتمي اليه هؤلاء الأوباش. إلى متى سنظل نخادع انفسنا بهذه المقولة الهزيلة البائسة " هؤلاء لا علاقة لهم بالإسلام " ... لا والف لا ... انهم من صميم الشريعة الإسلامية السلفية التي لم يثبت اي احد من المراجع الدينية الإسلامية عدم استنادها إلى نصوص دينية صحيحة يعترف بها الجميع.

لا تقل لي بان هؤلاء المجرمين الذين لا يرون في اهلنا غير الأعداء، خاصة فيما يتعلق باهلنا من تابعي الديانات الأخرى غير ديانتهم الهزيلة بانهم ليسوا من الإسلام بشيئ ولا ينتمون إلى الدين الإسلامي،لأنني سأقول لك بان هؤلاء متمسكون بالنص القائل، والقاتل في نفس الوقت، لا يجتمع دينان في جزيرة العرب. إدعوا إلى تكذيب هذا الحديث او حتى ضعفه لأتفق معكم بان هذه الجرائم ضد تابعي الأدبان الأخرى ليس لها جذور اسلامية.

لا تقل لي بأن هؤلاء ليسوا بمسلمين ولا يمكن ان نصنفهم ضمن التابعين للشريعة الإسلامية، لأنني سأقول لك، وبكل تحدي، انهم مسلمون لانهم يقيمون جميع الفرائض التي يعتبرها الإسلام اركانه القائمة على التوحيد والصلاة والصوم والحج والزكاة. هل لك انت ايها الرافض لإسلام هؤلاء فروضاً اخرى غير هذه العبادات التي تمارسها لكي يقال عنك بانك مسلم جيد؟ فما الفرق بينك وبين هؤلاء المجرمين الذين يطبقون نفس تلك العبادات التي تقوم بها انت كمسلم؟ إنهم مسلمون ايضاً شئت ام ابيت، وإلا فاثبت لي بان توحيدهم غير توحيدك وإن صلاتهم غير صلاتك، في المضمون وليس في الشكل، وكذلك فيما يتعلق بالصيام والحج والزكاة، كذلك مضموناً لا شكلاً ايضاً.

لا تقل لي بانهم لا ينتمون إلى الإسلام وهم غير مؤمنين، لأنني سأقول لك بانهم مسلمون ومؤمنون بالشريعة الإسلامية التي يطبقونها كما توحي لهم تعاليم أئمتهم الذين يؤمنون بهم، تماماً كما تطبق انت تعاليم الشريعة التي يوحي بها لك ائمتك انت. ألم تقولوا أن الإجتهاد هو احد وسائل التشريع في الإسلام ويقع ضمن مصادر التشريع كالكتاب والسنة والقياس والإجماع؟ كثير من علماء الإسلام اليوم وفقهاؤهم يعتبرون هؤلاء المجرمين من اكثر المسلمين ورعاً وإيماناً، وإن لم تصدق ذلك فاحيلك إلى اي موقع ألكتروني من مواقع فقهاء السلاطين.

ايها الناس افيقوا من هذا السبات العميق الذي وضعكم فيه فقهاء السلاطين لكي تستقبلوا الموت على يد هؤلاء المجرمين وانتم مستبشرون به لأنه سيقودكم إلى الشهادة، تماماً كما يريد القتلة نيل الشهادة عبر استشهادكم. استشهاد من خلال الإستشهاد حيث القاتل يصرخ بالشهادتين والمقتول يصرخ بنفس تلك الشهادتين. هل فكرتم بمدى المهزلة التي تعيشونها؟ وهل فكرتم إلى متى؟ وهل فكرتم يوماًما على إيقافها؟

  كتب بتأريخ :  الخميس 07-07-2016     عدد القراء :  3054       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced