خمس محطات سفر في حياة نزيهة الدليمي ...باختصار
بقلم : انتصار الميالي
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

خمس محطات سفر في حياة نزيهة الدليمي ...باختصار

هي امرأة عراقية ولدت في عشرينات القرن العشرين لأسرة عراقية بسيطة ،في بغداد عاصمة العراق، امرأة نشأت وكبرت وتعلمت ووظفت طاقتها لخدمة الفقراء وللنضال من اجل قضية الوطن والمرأة، وحفرت اسمها بإرادتها ونشاطها المميز لتبقى عالقة في ذاكرة التاريخ، ولأن الأجيال الجديدة لاتعرفها ولأن الحكومة العراقية مابعد 2003 قصرت في التعريف بها والكتابة عنها وتخليدها كرمز من رموز الحركة النسوية وكوزيرة وكاستحقاق طبيعي لأي إنسانة منحت سنوات عمرها من اجل الدفاع عن حقوق الانسان والبلد ، رأيت ومن منطلق المسؤولية ان اكتب عن ابرز المحطات في حياتها وباختصار.

نشأتها

( نزيهة الدليمي ) ولدت في بغداد سنة 1923وهي الابنة البكر لأسرة مكونة من أربعة اخوة وأختين، والدها كان يعمل في مصلحة مياه بغداد، نشأت في كنف عائلة متوسطة الحال ساعدتها على الارتقاء العلمي في وسط كان فيه الجهل متفشياً .. حين بلغت العشرين من العمر، وقد أثبتت تفوقها في دراستها، كانت واحدة من طالبات معدودات يدرسن في كلية الطب في بغداد، وفي تلك الإثناء بدأ الحس الوطني لديها ، تخرجت نزيهة في كلية الطب سنة 1947 وقد تسلحت بالعلم الى جانب الأفكار السياسية.

نشاطها السياسي والإنساني

نشطت في بداية دراستها الجامعية ثم برز نشاطها السياسي في وثبة كانون ضد معاهدة بورتسموث سنة 1948، طالبة مندفعة تحمل هموم شعبها وانتمت سريا للحزب الشيوعي العراقي وشهدت الكثير من الأحداث والوقائع وكانت لها مواقفها في المجالس ،عينت طبيبة في مستشفيات بغداد، ثم نقلت الى مستشفى السليمانية جراء ملاحقة التحقيقات الجنائية لها بسبب نشاطها السياسي، في المستشفى، وفي عيادتها، في محلة الشواكة، كما نشطت في مجال حقوق المرأة وعقاباً لها على صلابتها نقلت الى مدن عراقية كثيرة، وكانت الحصيلة كتيباً أعدته في هذا الشأن تحت عنوان (المرأة العراقية).

النشاط النسوي

كان عملها في القرى النائية وفي الأهوار فرصة للتعرف على أحوال النساء ومعاناتهن ومشاهدة الفقر والمرض على الطبيعة، وقامت مع مجموعة من الناشطات النسويات على تأسيس أول منظمة نسوية واسعة الانتماء سنة 1952 باسم رابطة الدفاع عن المرأة العراقية بعد صراع مع السلطة، وتقديراً لنشاطها ونضالها في سبيل المرأة العراقية أصبحت الرابطة عضواً دائماً في سكرتارية اتحاد النساء العالمي، وانتخبت الدكتورة عضواً في مجلس الاتحاد ثم في مكتبه، وفي ما بعد نائبة لرئيسة الاتحاد العالمي، فضلاً عن عضوية مجلس السلم العالمي.

أول منصب حكومي للمرأة في العراق والمنطقة العربية

وبعد قيام ثورة 14 تموز 1958، ولنضالها السياسي ونشاطها الانساني كان طبيعياً ان تشغل منصبا حكوميا في حكومة عبدالكريم قاسم لتصبح أول وزيرة لا في تاريخ العراق الحديث بل في العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط، وكان لها دور كبير وواضح في صياغة قانون الأحوال الشخصية لعام 1959، والمعمول به حتى رغم التعديلات التي أحدثت خللا في روح القانون وبعض مضامينه إلا انه لازال يضمن الكثير من حقوق المرأة العراقية، بالإضافة لدورها في إنشاء ضاحية الثورة شرق بغداد والتي تسمى حالياً "مدينة الصدر" ووزعت قطع الأراضي في منطقة الشعلة عندما كانت تشغل منصب وزيرة البلديات والأشغال.

انتكاسات وغربة

وبعد الانتكاسات التي تعرض لها الشأن السياسي داخل العراق غادرت البلاد الى الخارج في 1977 لتمارس الدفاع عن الشعب العراقي وحقوق المرأة،واستقر بها الحال في ألمانيا بعدها تعرضت لأزمات صحية عديدة أخرها إصابتها بجلطة أقعدتها عن نشاطها، فتوفيت، بعد صراع مع المرض دام عام كامل في أحدى مستشفيات ألمانيا صباح 9/10/2007 عن عمر يناهز الرابعة والثمانين، ونقل جثمانها ليدفن في بغداد في مقبرة الشيخ معروف الكرخي.

رحلت وفي قلبها الكثير من الأمنيات في ان ترى بلدها مستقلا وأمنا ينعم شعبه بالحرية والكرامة والديمقراطية والمحبة والسلام.

  كتب بتأريخ :  الجمعة 09-09-2016     عدد القراء :  3162       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced