لا يأس مع ساحة التحرير
بقلم : علي حسين
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

اليوم نتذكر 25 شباط، 2011 حين خرج شباب العراق إلى ساحة التحرير، في ذلك اليوم لم يرفع الشباب شعارات طائفية، ولا سعوا إلى إسقاط النظام، ولا قدموا مطالب مستحيلة، ولم يفعلوا ما فعله الشباب في مصر وتونس وليبيا عندما طالبوا برحيل النظام، كل ما طالبوا به هو إصلاحات سياسية لا تنتقص من قدر الحكومة ولا تنال من هيبتها، إذا ما استجابت لمطالب شعبها وقررت أن تكون جزءا منهم.

هل كثير على العراقيين بعد عقود من الدكتاتورية أن يحظوا بحكومة تعبر عنهم وتلبي مطالبهم المشروعة؟ هل كثير على العراقيين أن يحظوا ببرلمان يمارس دوره الرقابي الحقيقي ولا يكون جزءا من الحكومة ؟. هل المطالبة بالحق في العمل الذي أقرته كل قوانين البشرية والحق في الفرص المتكافئة والحق في سكن لائق والحق في مجتمع مدني والحق في ابسط الخدمات والحق في محاسبة الفاسدين وناهبي المال العام، أصبح نوعا من أنواع الشغب والتمرد يستحق المواجهة وأن تجند الحكومة كل إمكاناتها وقواتها الأمنية من أجل الوقوف بوجه شباب مسالمين؟، لماذا يصر بعض السياسيين والمسؤولين على أن ينشروا سموم الدكتاتورية في نسيج المجتمع العراقي ؟ لماذا يصر بعض المقربين من السلطة على تغييب الحد الأدنى من العلاقات الإنسانية بين المسؤول والمواطن ؟ يقول أريك فروم عن حاشية المستبد إنه يصر أن يجعل من الطاقم الذي حوله حفنة من الأشخاص المحبطين عديمي الكرامة، لأنه كان ممسكا بمصائرهم، هكذا يختار الطاغية الفاسدين من البشر في نظام حكمه ليكونوا أصدقاء له، فهم عبيد النفاق والتملق الذين يصفهم ايتان دي لابوسي في خطاب حول العبودية "إنهم لا يتعين عليهم أن يفعلوا ما يأمرهم به، بل عليهم أن يفكروا كما يريدهم هو أن يفكروا، وهو لا يكفيه أن يطيعوه، بل عليهم أن يشددوا انحناءهم أمامه، إن عليهم أن يرصدوا وبكل عناية كلماته وصوته وعينيه وأي إيماءة تصدر منه". إن نيل المكاسب هو القيمة التي تسود ويعمل على شيوعها وتعميمها أولئك الذين قدموا الولاء فكان بديلا للخبرة والمعرفة والوطنية، ، وليس من المستغرب أن يرى المسؤول الفاشل أن القرابة هي الضمان الأول للولاء ولهذا يكون أقرباؤه هم حاشيته وهم أول المستفيدين، تعمل الحاشية على إيهام الحاكم بأنه محبوب من الجماهير وذلك من خلال الحشود المسخرة بفعل الإرهاب المنظم لمظاهرات التأييد. يكتب علي الوردي "الحاكم العادل يدرك بعدله لا بحدسه فقط أن خراب الحكم يبدأ لحظة توسيع دائرة عبيد النفاق".

اليوم ونحن نعيش أجواء احتجاجات تشرين ، نجد أن دم الشهداء يصرخ على أرض ساحات الاحتجاجات وشوارع المدن المنتفضة التي ترفع شعار لا يأس مع شباب التظاهرات ؟ .

  كتب بتأريخ :  الإثنين 24-02-2020     عدد القراء :  1380       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced