ساعة السودة
بقلم : علي حسين
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

يقولون لك لامكان للاحتجاج في هذه البلاد، ما لم تحصل على رخصة من أولياء أمور الشعب، ويقولون لك إن المشكلة ليست في الفقر وغياب العدالة الاجتماعية وضياع حقوق المواطن ، إن المشكلة مع شباب يصرون على الإصلاح.. إنها المؤامرة،

هكذا أخبرنا بيان اللجنة الأمنية في السليمانية الذي حذر وتوعد كل من تسول له نفسه التظاهر، فالديمقراطية العراقية تسمح لك بأن تتفرج وتموت غيضاً، وأن تجلس في المقاهي وتسخر من السياسيين، لكن إياك أن تحول هذه السخرية إالى فعل وتخرج حاملاً صوتك للمطالبة بمستقبل يليق بأبناء هذا البلد.

في كل عمليات إطلاق الرصاص ضد المتظاهرين، لن تجد فرقاً كبيراً بين قوات الأمن في الناصرية، وقوات الأمن في السليمانية، فالكل قادم من عالم الرصاص والصوت الواحد، والكل يكره شباب ساحات الاحتجاج، والكل يصر على أن التظاهرات إساءة للتجربة الديمقراطية في بلاد الرافدين .

حكاية تظاهرات الناصرية تكررت بتفاصيلها في السليمانية، فالرصاص واحد، والظلم أيضًا واحد، والحكاية واحدة تقول لنا باختصار إن البقاء للأقوى.

أرجو من جنابك عزيزي القارئ أن تلاحظ أنّ مجلس النواب لايزال يمارس الصمت ، ولا يزال البعض يعتقد بل ويؤمن أن تظاهرات تشرين، مؤامرة إمبريالية للمساس بتقاليد وقيم المجتمع العراقي، هذه القيم التي تسمح لنائب أن يطلق الرصاص في أي مكان يريد، ففي مشهد لا يتكرر إلا في أفلام " الكاوبوي " اندلعت معركة بالسلاح بين النائب طلال الزوبعي ، والنائب كريم أبو سودة، وكانت نتيجة المعركة "ساعة سودة " عاشتها الناس بعد ان اضاف نوابنا الاشاوس عدد من المواطنين "المشاغبين" إلى قائمة جرحى المهزلة العراقية .

ولهذا وبرغم المصائب التي تنتظر هذا الشعب المسكين لو قرر أن يواصل احتجاجاته، أو أن الفضائيات لن تستضيف "دلّال المناصب" أحمد الجبوري، فإننا فزنا بمتعة التأمّل في وجه طلال الزوبعي وهو يخوض معركته من أجل الفوز بتبليط شارع.

ربما سيقول قارئ عزيز، ألم تقل الجماهير كلمتها عبر صناديق الانتخابات، ولم تكتف بذلك بل إنها منحت طلال الزوبعي وزميله أبو سودة الأصوات؟، لكن ياسادة هناك حقيقة صادمة لا نريد أن نعترف بها، إن هؤلاء النواب لا أحد من العراقيين سوى أقاربهم يتابع طلّاتهم التلفزيونية، والغريب أن هؤلاء النواب من (الصوبين) السنّي والشيعي، لا يكتفون بأن يكونّوا الأكثر حصداً للسخرية، لكنهم يصرونّ على أنهم أصحاب مشروع التغيير!.

معروف لدينا، منذ سنوات أننا نُجبر كلّ يوم على مشاهدة فيديو كوميدي لأحد العاملين في حقل السياسة، ومنذ خمسة عشر عاماً والنواب يقصفون الناس بحكايات الإصلاح المليئة بالدجل والشعوذة، لكنهم هذه المرة قرروا ان يقذفوننا بالرصاص .

  كتب بتأريخ :  الأحد 13-12-2020     عدد القراء :  1317       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced