زخم منتفضي تشرين .. لماذا امسى خافتاً.. ؟
بقلم : علي عرمش شوكت
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

شهدت ساحات التظاهر اقوى حضور جماهيري لقوى تشرين ومن تماهى معهم على مدى السنة ونيف الماضية، وكانت ثقلاً سياسياً ارجف فرائص الفاسدين و ليّ عنق منهجهم التدميري. واخاف صغيرهم وارعب كبيرهم، ومن وهجه استبشر الناس بنهار ديمقراطي دائم وآمن. قدم ادلة صادقة عجز خصومه عن تفنيدها لكونها سُجلت بدماء الشهداء وبجراح المصابين والمعوقين. اعلنت تجلياتها بسقوط  الحكومة وملحقات اخرى تتصل بمطالب الانتفاضة.

هذه الصفحة قد القت بعنفوانها وزناً فاعلاً لغاية تكوين زخماً نحو تحقيق الغد الديمقراطي العادل لدى الجماهير المتفضة. غير ان المراوحة والترقب السلبي وضياع البوصلة لبعض قوى وشباب تشرين قد هبّط اسهم ما تكوّن من امال في بورصة الانتخابات المقبلة تحديداً، التي تعج اليوم بالتحالفات و " الاوكشنات " المازادات السياسية التي تجري خلف الكواليس .. ولكنها سرعات ما تظهر الى العلن وفي الاغلب عند حصول الاختلافات .

غير ان الجماهير المتحفزة لمساندة مرشحي الحراك والانتفاضة قد اخذ يتولها الاحباط والقنوط . وعليه غالباً ما تطلق التساؤلات منصبة على العوامل المعطلة لاستكمال مسيرتها بذات الاندفاع.. سيما وان القوى المتنفذة قد وجدت سبيلها ممهداً لتحاول تأكيد نفوذها واعادة تمركزها على قمة السلطة، بعد ان حاولت ورباما لازالت تحاول او تتمنى ان لا تتم الانتخابات، خوفاً من زخم الانتفاضة اذا ما خاض العملية الانتخابية الذي يصرعلى التغيير الجذري للنهج السياسي الحالي في ادارة الدولة.

لقد اُعلن بان احزاباً وتكوينات سياسية جديدة تدعي الانتساب لشباب تشرين غير انها لم تتشبث بكونها من نسل الانتفاضة واهدافها.. فمنها من اقتنع بالقليل من حلاوة السلطة، عسى ان يرزقه " الرب الجليل "، ومنهم من ركب حافلات تحالفات القوى المتنفذة، املاً بحرق المراحل للوصول واهماً الى مواقع الحكم. ناسياً صراخ الجموع الثائرة بهدف قلع المفسدين والفاشلين الذي يعلن بان التعامل مع كواسر الفساد يعد من المحرمات لدى ضحايهم من الفقراء الجياع المتسع محيطهم باستمرار. والذين قدموا مئات الشهداء والاف الجرحى.

ان اوضاع متظاهري تشرين وحراك الشارع امست لا تسر .. واذا ما ظنوا بانهم سيجدون لهم موطئ قدماً في البرلمان القادم  ومازالوا على غفلتهم هذه عن استحضار ضرورات واهمية ترصين صفوفهم بتكتل او جبهة ثورية واسعة.. فسوف يستيقظون ، هذا اذا ما استيقظوا، على انهم قد اعطبوا انفسهم ويمكن ان تتمكن منهم رياح التخريب ويصبحوا غباراً لا غير في تيار منسيات الزمن الاغبر.

ويبقى الامل الكبير بصلب مناضلي التغيير اصحاب المواقف الوطنية الثابتة الصادقين مع شعبهم، الذين كانوا عبر التاريخ السياسي العراقي وما زالوا في مسيرة التغيير الديمقراطي، والساعين لتحقيق العدالة الاجتماعية. من خلال خوض العملية الانتخابية وغيرها من السبل المشروعة.. ولنكن صادقين مع ما نقوله: ان الامل بتكوين عاملاً فاعلاً في البرلمان القادم من شأنه التغيير.. لا دليل متوفر يشير اليه، او حتى قرينة بوجود ما هو مؤتمل. ونعود ونقول ان ألق ثوار الانتفاضة قد تم اخفاته من قبل بعض اطرافه الوصولية غير المؤتمنة للاسف الشديد.  

  كتب بتأريخ :  السبت 08-05-2021     عدد القراء :  1482       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced