سلامات يا وطن سلامات يا عراق
بقلم : علي عرمش شوكت
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

تحكم الاعراف عندما يصاب قريب او الصديق اللبيب، بمعضلة مرضية او حادث خطير وينجو منه. ان يقال له من قبل محبيه كلمة " سلامات " طالما تعدت الحادثة بسلام. غير ان الحاصل في عراقنا اليوم قد خيّمت اكثر من جائحة ومصيبة على الناس. تمثلت بالنهج السياسي المحاصصاتي الذي اصاب الحياة بمختلف نواحيها بعطب لا افق سليم مرئي لها سوى الحرائق. فضلاً عن الوباء الذي يفقدنا كل يوم اعزاء لا يعوضون. وما زالت هذه المصائب جاثمة على صدور العراقيين فمتى نرى الوطن العزيز وقد خرج من مصائبة كي  نتمكن من القول " سلامات يا وطن " ؟ .

يذكرنا هذا الحال بحكاية ذلك الاقطاعي الظالم الجشع والذي كان مستغلاً و مغتصباً لحقوق الفلاحين الذين يعملون في مزرعته. وكان اسمه { سلا } وفي ذات يوم مات الاقطاعي ذلك  القاسي. فما كان لاحد الفلاحين من سكان ذات القرية الا ونطلق مبشراً يصيح باعلى صوته، وهو يدور بين الازقة { ان  سلا  الظالم مات }.. حينها شعر الفلاحون بان قريتهم قد اصبحت سالمة بعد موت " سلا " وعلى اثر ذلك غدت هذه الكلمة " سلا .. مات " مرهونة ومطبوعة باذهان الناس يطلقونها على كل من ينجو من كابوس او مصيبة حلت به. مع ان لهذه الكلمة معناها اللغوي البعيدة عن قصة الاقطاعي " سلا ".

ان بيت قصيدنا حول دوام الجوائح على العراق، التي ما زال يعاني منها. لذا نتساءل: هل بامكاننا ان نقول: سلامات ياعراق،  و" سلا " المحاصصة والسلاح المنفلت والفقر المتزايد الذي يجتاح حياة اوسع الجماهير، ما زال حياً باقياً ومكرساً بالدستور وحتى بقوانينه الانتخابية الاكثر قساوة.. مما ادى بقوى سياسية مهمة، وهي تعد طليعة الداعين الى اعتماد الديقراطية والعدالة الاجتماعية والانتخابات المبكرة ان تقاطع الانتخابات كنتيجة لبقاء" سلا، الكتل المتنفذة " مهيمناً على ما سميت بالعملية السياسية وملحقاتها، التي اطاحت باول من اطاحت به، هو حق المواطنة والعدالة الاجتماعية للمواطن العراقي، مخلفة انقساماً مجتمعياً تجلى بفرز طبقي واضح بين قلة حاكمة مغتنية من السحت الحرام على حساب كثرة مفتقرة لابسط وسائل العيش الادمي الكريم.

ان القول سلامات ياوطن لا يمكن اطلاقها الا بعد ان يتلازم شطرا الكلمة لكون " سلا " الكتل المتنفذة بعده ما " مات ". بل انه ماض ممعن بإماتة العراقيين. مرضاً وفقراً وتمييزاً لا انسانيا، كما نلفت الانظار الى صورة ساخرة مؤلمة، الا وهي الفوائد المزدوجة من موت العراقيين لدى من سرق البلاد والعباد، هذه التي تمثلت بانشاء المقابر الجديدة بدعم حكومي مخالف للقوانين والشرائع النافذة حيث منحت اراضي الدولة بالمجان لاصحاب النفوذ، خلف ستار الفرهود الرسمي المسمى " الاستثمار " على ان تباع لذوي الموتى الجدد من ضحايا الفقر والمرض. الذين لاتبدو في الافق اية نهاية لايقاف حصاد ارواحهم طالما ظل " سلا  اصحاب النفوذ" وملاك المقابر يغرفون ارباحاً مزدوجة المصادر. من نهب اموال واملاك الدولة ومن موت المواطنين. فمتى ينقلب الموت عليهم و نقول " سلا .. مات " ياعراق سلامات يا وطن ؟؟

  كتب بتأريخ :  الإثنين 09-08-2021     عدد القراء :  1485       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced