تشرينيات نجفية (4) جدار للصد وآخر للأُمنيات وريوگ عراقي
بقلم : سهاد الخطيب
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

تسببت مستجدات سياسية وأمنية بإعاقة عملنا أحياناً، أو نقدّر نحن أن الوقت لم يعد مناسبا لهذه الفعالية أو تلك، مثلاً عند استعدادنا وبدء تنفيذنا لفعالية بمناسبة ال 16 يوما لمناهضة العنف ضد المرأة، استجدت أحداث مرقد الحكيم المؤلمة بسبب إطلاق الرصاص الحي وسقوط شهداء وجرحى، تدافع الشباب للذهاب للمرقد وهم غير عابئين بأنهم سيواجهون نفس المصير عند وصولهم هناك.

انبثقت مبادرة سريعة من نساء الخيمة بأن نعمل حائط صد للشباب في الساحة لمنعهم من الذهاب إلى المرقد حيث القتل والموت المحتم، كان ذلك في 2 كانون الأول 2019 وكتبنا شعاراتنا ورفعناها ونحن نشكل حائط الصد أمام الشباب، ومنها (لا تذهبوا إلى ساحة ثورة العشرين، امهاتكم بانتظاركم) و (يا شرفاء النجف الأشرف أوقفوا نزيف الدم) و (شبابنا نحتاجكم لبناء وطننا) و (تسليم قتلة شبابنا للعدالة لتهدئة وضع النجف) و (شبابنا عيشوا لأجل الوطن).  

وكانت هذه دعوة للسلام والالتزام بالسلمية وعدم الانجرار والذهاب حيث الموت، وكانت نساء الخيمة رمزا للسلام والمحبة والحياة، وحظيت هذه المبادرة بتقدير واحترام المتظاهرين في الساحة، واستجابة كبيرة منهم، وجنًبت المتظاهرين التضحية بالمزيد من الدماء.

من داخل خيمة (المرأة ثورة) انبثقت فكرة إجراء استطلاع لآراء الشباب المتظاهرين في ساحة الاعتصام من خلال إنشاء (جدار حر) يعبرون من خلاله عن أفكارهم ورغباتهم وأهدافهم من خلال الإجابة على اسئلة قدمناها لهم مثل لماذا تتظاهر؟ ماهي أهم مطالبك؟ وماهي امنياتك التي خرجت من أجل ان تتحقق؟

تكفلتُ بمهمة توفير الأوراق الملونة الصغيرة والأقلام، وشارك معنا العديد من الشابات في الترويج للفعالية بين الشباب في الساحة أو في الخيم المجاورة، وكانت هناك استجابة واسعة من المتظاهرين، وترحيب بهذه الفكرة الحلوة، وعلى اختلاف أعمار المتظاهرين كتبوا امنياتهم، أتذكر منها من أراد دولة علمانية وفصل الدين عن الدولة، ومن يريد فرصة عمل خرج من أجلها، ومن يريد أن يشعر بالحرية في بلده، ومن يريد ان يكون بلده مستقلا وغير تابع للأجنبي، وأحدهم يريد توفير المال من أجل أن يتزوج حبيبته، وهناك من خرج لإزاحة الفاسدين ومحاسبتهم.

استمرت هذه الفعالية لمدة يومين وكنا قد ألصقنا هذه الأوراق على جدار الخيمة وقمنا بتصويرها، وساهمت فضائية دجلة بتصوير الفعالية حيث تواجدت مراسلة القناة آلاء الشمري وهي إحدى المشاركات في فعالياتنا في الخيمة.

- عززت انتفاضة تشرين الروح الوطنية من أجل استقلال البلد وعدم التبعية للأجنبي ودول الجوار، والاعتماد على المنتوج الوطني وتعزيز الصناعة التي من المفروض أن يعود الإنتاج إلى مصانعنا بحيث تستقطب الأيدي العاملة، وكذلك كانت تجري عرقلة عمل الإنتاج الزراعي من أجل الابقاء على الاستيراد الخارجي بدعم من الرؤوس الكبيرة وأحزاب السلطة الحاكمة، وحيث كان الفلاح مُحاربا من قبل الحكومة بسبب إغراق السوق بالمنتجات المستوردة. وانتشرت حملة وطنية في عموم العراق تدعو إلى دعم المنتوج الوطني وعدم الاستيراد من دول الجوار.

فجاءت مبادرة (خيمة المرأة) صباح يوم 11 كانون الأول 2019 بإقامة فعالية (ريوگ عراقي)، وأعلنّا عنها قبل يوم عبر لافتة (ريوگم علينا) واستعرنا مناضد من الخيم المجاورة وجلبنا كل على انفراد، الصمون وعدة ترامز للشاي والأكواب السفري، وكذلك ماعونا كبيرا من (الگيمر العراقي) وآخر للجبن العراقي والمنتجات العراقية الأخرى، وكنا نعمل سندويجات ونوزعها للشباب صباحاً، وأتذكر أن القوات الأمنية التي كانت تحرس الساحة قد شاركتنا في تناول (ريوگ عراقي) بعد دعوتنا لها وكانت قد رحبت بالفكرة كثيراً.

كانت مبادرة جميلة وشارك فيها العشرات من شباب الساحة وكانوا فرحين بها رجالا ونساءً، وتم تغطية التكاليف من تبرعات النساء في الخيمة أو المتعاطفين مع الانتفاضة.

وتتوفر لكل فعاليات الخيمة صور منشورة في بعض وسائل الإعلام وعلى صفحات الشابات والشباب ونساء الخيمة على مواقع التواصل الاجتماعي.

سكرتيرة رابطة المرأة العراقية - فرع النجف  

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 03-11-2021     عدد القراء :  1350       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced