تشرينات نجفية (6).. نستنهض الهمم ونلوّن المدارس
بقلم : سهاد الخطيب
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

خلال الشهرين الأخيرين من العام 2019 والشهرين الأولين من العام 2020 ونتيجة عمليات قتل الشباب، وهجوم الميليشيات على الساحة وخيم المتظاهرين في النجف، إضافة لمرور أشهر على ترك الشباب لعوائلهم وبيوتهم، وفي وضع صعب جداً في الخيم لعدم توفر ضرورات الحياة اليومية، وتوارد أخبار مماثلة من ساحات الاحتجاج في المحافظات الأخرى، لاحظنا الشعور بالتعب والإحباط بين الشباب، فظهرت أمامنا مهمة جديدة وهي استنهاض هممهم ورفع معنوياتهم.

كانت البداية في هذا الاتجاه بفعالية بسيطة وغير مكلفة ولكن وقعها كان جميلا على الشباب في الساحة، فقد اشترينا عدة كيلوغرامات من الكعك وأعلنا (الكعك علينا والشاي عليكم)، وساعدنا في ذلك وجود مطبخ بين الخيم تابع لأحد المواكب الحسينية تبنى أن يحضر الشاي في أباريق كبيرة ونحن وزعنا الكعك على الخيم في الساحة.

من خلال صفحاتنا على مواقع التواصل الاجتماعي بتنا معروفين أننا مشاركات في التظاهرات والانتفاضة، فكانت تصلنا تبرعات من أصدقاء وزميلات في العمل، لشراء مواد عينية وغذائية مثل الأجبان والصمون، نشتريها سوياً ونوزعها على الخيم صباحاً لوجبة الفطور الصباحي، أو أحياناً نقوم بشراء كميات من البسكويت ونوزعها على الخيم لمرات متعددة في فترات مختلفة. وفي أحد الأيام وصلنا مبلغ مالي من المتبرعين فاشترينا أكياسا من الرز والطحين والعدس والفاصوليا وجلبناها للمطبخ الموجود في الساحة، ليقوموا بالطبخ وتقديم الأكل للشباب، وأتذكر ان إحدى الزميلات كان لديها خروف “نذر”، وقالت إن أكثر من يستحقون توزيع النذر عليهم هم الشباب الذين في الساحة وتم ذلك.

كانت لهذه المبادرات صفة طيبة لأنها مقدمة من النساء والشابات، ونحن نقوم بتوزيعها، كأخوات وأمهات متواصلات مع الشباب ونحن دعم وسند لهم في انتفاضتنا جميعاً.

وخارج ساحة الاعتصام تواصل النشاط المجتمعي، فبادرت مجموعة من شابات الخيمة، بعضهن فنانات أو طالبات معاهد وثانويات، وبمشاركة من الشباب بتكوين فريق أسموه (فريق لتكن أجمل) قاموا بالتوجه متطوعين نحو عشرات المدارس لصبغها من الداخل وكذلك الجدران الخارجية ووضعوا عليها رسومات وشعارات تحيي انتفاضة تشرين وأهدافها، وانتقلت المبادرة للرسم على أرصفة ساحة الاحتجاج لرسم البهجة لتكون ساحة الاحتجاج بأبهى شكل، وبالطبع كانت تبرعات المواطنين وإدارات المدارس تغطي التكاليف المادية لهذه المبادرة.

وتواصلت في ذات الفترة تظاهرات طالبات وطلبة جامعة الكوفة وكلية التربية للبنات أيضا بشكل اسبوعي منتظم، منطلقين من بوابة الجامعة في شارع الكوفة، وبأعداد كبيرة جداً وبزيّهم الجامعي، يسيرون في منظر مُهيب جداً ويعبرون المجسر حاملين صور شهداء مجزرة مرقد الحكيم وهجوم 5 شباط، وعند وصولهم بحدود الساعة الواحدة ظهراً يكون الشباب في ساحة الاعتصام في استقبالهم، ليتوحد صوت شباب النجف على اختلافهم في هتافات تطالب بوطن، وحياة حرة كريمة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*سكرتيرة رابطة المرأة العراقية فرع النجف

  كتب بتأريخ :  الإثنين 08-11-2021     عدد القراء :  1080       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced