تشرينيات نجفية (تاسعة وأخيرة) كورونا وأفق الإنتفاضة الواعد
بقلم : سهاد الخطيب
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

بعد ظهور جائحة كورونا، وكانت أول إصابة في العراق في مدينة النجف، وإشتداد انتشارها أكثر وخاصة في بداية شهر آذار 2021، كان علينا التعامل مع وضع خطر جديد يتطلب منا الحذر عند الحضور الى خيمة المرأة ثورة، ومراجعة خطط نشاطاتنا.

من المؤكد، كان لوجود وباء كورونا تأثير سلبي على عموم الانتفاضة وعلى نشاطاتنا في الخيمة أيضاً، وبدأ تواجد الشباب في الساحة يقل، وإقتصر حضور الشباب بشكل متواصل على عدد محدود من الخيم، و بأعداد قليلة جداً.

ودائما تأتي المبادرات الطيبة في وقتها، فجاءتنا تبرعات من بعض الاصدقاء شملت أعداد من الكمامات وسوائل التعقيمات والكفوف، فكانت فرحة كبيرة لي عندما استلمت هذه المواد وجلبتها للساحة امام خيمتنا، وقمنا بتوزيع هذه المواد في أكياس أصغر، وتجولنا في ساحة الاعتصام لنوزعها على الخيم والشباب الموجودين.

كان يوماً حزيناً عندما تمت ازالة الخيم بعد ورود تهديدات باقتحامها والإعتداء على الموجودين فيها مثلما جرى في ساحة التحرير في بغداد وغيرها من ساحات الإعتصام، وبمبادرة من الشباب تم إزالة الخيم وتنظيف الساحة تماماً، وكانت آخر زيارة من قبل رابطة المرأة العراقية للشباب في الخيم بتاريخ 25 آيار 2020 لتهنئتهم بمناسبة العيد.

وبعد ان اضطررنا للإنقطاع عن الحضور الى الساحة، قررنا ان نحوّل نشاطنا الى شكل آخر في مواجهة وباء كورونا، فبدأنا وبتبرعات من نساء الخيمة ومن الأصدقاء، بعمل سلال غذائية في مقر الرابطة، ونوزعها لاحقاً بوجبات على العوائل المتضررة والمتعففة التي انقطعت اعمالها وأرزاقها في وقت كورونا، مستفيدين من معلومات المختارين في مناطق سكن كل واحدة منا، رغم صعوبات حظر التجوال الزمني والشامل لاحقاً.  

كان الحظر الشامل عائقاً بالنسبة لنا وللشباب ايضا، ومن المؤكد اننا نحن نحترم قرارات خلية الأزمة التي قررت ذلك، ولذلك تحولت نشاطاتنا الى شكل جديد وهو زيارة الكوادر الطبية التي هي في خط المواجهة الأول مع الوباء في أماكن عملهم وتقديم هدايا رمزية بأسم رابطة المرأة العراقية تعبيراً لوقوفنا الى جانبهم في واجبهم الصحي الكبير والمهم، ومن الهدايا ورود وألواح وشهادات تقدير، وشملت زياراتنا الى مركز الأورام في النجف، ومستشفى الفرات ومستشفى النجف في حي الصحة ومركز الاسعافات الأولية، وشجعنا على ذلك ردود الفعل الايجابية من الكوادر الصحية التي استقبلت مبادراتنا بشكل إيجابي ومُفرح.

من المهم التأكيد انه وخلال فترة تواجدنا في ساحة الاعتصام، لم تكن هناك ردود افعال معارضة لوجود خيمتنا وتواجد النساء في ساحةالإعتصام منذ بداية الانتفاضة، بل على العكس كانت جميع الخيم والشباب سنداً وعوناً لنا، وكانوا يبدون تعاوناً وتفاعلاً كبيريّن في كل فعالياتنا ونشاطاتنا، وكان الكثير من الشباب في نهاية كل فعالية وعندما نريد ان نذهب الى بيوتنا يتبرعون لتوصيل الشابات والنساء الى السيارات حتى يعودوا الى بيوتهم بأمان، كانوا يحافظون علينا كما لو انهم أولادنا وأخواننا وأهلنا في الساحة.

وبالطبع كانت لدينا مراعاة كاملة في كل نشاطاتنا وفعالياتنا للعادات والتقاليد، وأعطينا صورة مشرّفة للمرأة العراقية، بحيث شكل ذلك تشجيعاً لباقي العوائل أن يصطحبوا عوائلهم ونساءهم للمشاركة في فعالياتنا في الخيمة.  

أخيراً، رغم ان الثمن الذي قدمته الإنتفاضة كان كبيراً وغالياً جداً ونجحت في اسقاط الحكومة، ولكن لم تستطع تغيير البرلمان والدستور،وإزاحة الفاسدين واستعادة “وطن”، ولكن الفعاليات المتنوعة المطلبية في المحافظات، وفعاليات الذكرى الثانية للإنتفاضة ومشاركة العدد الهائل من الشباب فيها، يعني ان الإنتفاضة ستتجدد بشكل أو بآخر وذلك لأن اسباب ومقومات انطلاقتها لازالت قائمة.

تشرين لم تنته وانما هي بداية النضج السياسي والتعاون بين الأصوات المدنية والتشرينية في البرلمان القادم، مع أصوات الضغط الشعبي والحراك الجماهيري في الشارع، لتحقيق مطالب انتفاضة تشرين 2019، والبدء ببناء الدولة المدنية الديمقراطية على مبادئ القانون والعدالة الإجتماعية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* سكرتيرة رابطة المرأة العراقية في النجف

  كتب بتأريخ :  الخميس 18-11-2021     عدد القراء :  1185       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced