في الرابع عشر من تموز مرّت الذكرى الرابعة و الستين لقيام الثورة التي غيّرت وجه العراق
و قدمت الكثير من المنجزات للشعب العراقي رغم عمرها القصير ، و المؤامرات التي تعرضت لها .
فاتت ثورة تموز بتشريع قانون الأحوال الشخصية رقم (١٨٨ ) لسنة ١٩٥٩ الذي أعاد الإعتبار للمرأة العراقية التي كانت مسحوقة في جميع الأزمنة ما قبل الثورة ، و شكّل إصدار هذا القانون بُعداً إجتماعياً إضافياً لثورة تموز ، بإعتباره أول قانون مدني ينصف المرأة ، و يساويها مع الرجل بالميراث ، و ينظم العلاقات العائلية ، بعد أن كانت تخضع لشرائع و أعراف مختلفة لطوائف و أديان مختلفة.
كما أقرّ القانون شهادة المرأة و التي تعادل شهادة الرجل في المحكمة . و بذلك تعاملت الثورة مع المرأة كونها إنسانة لها كرامتها و شعورها بآدميتها ، و فُتح المجال أمامها لتلعب دورها الكامل في بناء الأسرة و المجتمع ، و مساواتها بأخيها الرجل في الحقوق و الواجبات .و أصبح هذا القانون أساساً لإقامة بناء العائلة العراقية في حقوقها الشرعية و القانونية .
في قانون الأحوال الشخصية رقم ( ١٨٨ ) المادة الثالثة رقم ( ٤) نصت : لا يجوز الزواج بأكثر من واحدة إلا بإذن القاضي ، و يشترط تحقق شرطين : الكفاية المادية للزوج و المصلحة المشروعة
المادة (٥) إذا لم يستطع أن يعدل فلا يجوز التعدد
أكد القانون أن يكون عقد الزواج في المحكمة و ليس خارجها ،و المتجاوز يعاقب بالحبس لمدة ثلاث سنوات او الغرامة أو كلاهما
بينما نجد اليوم الزواج بدون ضوابط و يسعون لإلغاء هذا القانون
أصدرت الثورة قانون الأحزاب و أجازتها و أجازت رابطة المرأة العراقية التي تأسست عام ١٩٥٢ و لكنها عملت بصورة سرية و كان إسمها رابطة الدفاع عن حقوق المرأة لغاية ثورة تموز حيث تغير الإسم إلى رابطة المرأة العراقية و بدأت العمل العلني ،
في العام ١٩٥٩ تم تعيين رئيسة الرابطة الدكتورة نزيهة الدليمي وزيرةً للبلديات كأول وزيرة في العراق و في الوطن العربي و المنطقة
فتحت رابطة المرأة العراقية فروعها في أقصى منطقة في العراق ، كما سُمح لها أن تفتح مراكزاً لمحو الأمية للنساء في العديد من المدن ، و بلغ تعداد النساء المنتسبات إلى الرابطة أكثر من (٤٥) ألف .
ساعدت الثورة على إشراك المرأة في تخطيط سياسة البلد ، و كان لها نشاط في المجال الدولي ، إذ خرجت بفضل الثورة من النطاق المحلي إلى العالم الخارجي و تمثل ذلك بالتمثيل الدولي ، حيث مثلت المرأة العراقية بلدها في إجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك ، و ساهمت في الدخول في الحقل السياسي ما سمح لها أن تتبوأ عدة مناصب وزارية في الحكومة مع أخذ مكانتها في التمثيل الدولي لبلادها في المؤتمرات العربية و العالمية
الف تحية لثورة ١٤ تموز في عيدها الرابع و الستين