سلام عادل يتعدى كونه شهيداً بطلاً فهذا أمر مفروغ منه ولكن قيمته الحقيقية كقائد هي في مواهبه القيادية المتعددة، في مبادراتهالسياسية والتنظيمية وعقله الستراتيجي في التقاط الجوهري من الأشياء ونظرته البعيدة وقدرته على الاستفادة من الكفاءات والإمكانياتالتي حوله، هذا إلى جانب تمتعه بالثقافة العامة ومشاركته في الفعاليات الفنية.
فقبل ثورة تموز المجيدة بادر الشهيد سلام عادل إلى توحيد الحزب بعد أن كان يعاني من انشقاق خطير، وأعاد العلاقات مع الحركةالشيوعية العالمية،كما حاول بعد الثورة ضم وإشراك الكثير من القيادات التاريخية والشابةً إلى قوام اللجنة المركزية وهيئات الحزب الأخرى،دون إقصاء أو إلغاء أو تهميش بل بمشاركة واعية. والإعداد للكونفرس الثاني للحزب عام 1956 وإعداد وثائقه التي تُعد من أهم وأنضجوثائق الحزب، آخذين بنظر الاعتبار سياقها التاريخي. ثم جهود الرفيق في التحضير لقيام جبهة الإتحاد الوطني لعام 1957 وإقامة علاقةمع شبكة الضباط والجنود والأشراف على التنظيم العسكري والإعداد لثورة 14 تموز المجيدة بالتنسيق مع الضباط الأحرار.
وبعد الثورة، فقد كان الترويج لأهم شعارات الحزب بمبادرة ومشاركة سلام عادل وقيادة الحزب بحيث أصبحت قوة مادية في الشارعالعراقي. وتحققت هذه الشعارات على أرض الواقع مثل الخروج من حلف بغداد الاستعماري والتحرر من الاتفاقيات والمعاهدات الاسترقاقيةوالانسحاب من كتلة الإسترليني وقانون الإصلاح الزراعي واستعادة حقوقنا من شركات النفط الاحتكارية والانعطاف نحو المعسكر المعاديللامبريالية والمطالبة بالحريات العامة والخاصة وقانون الأحوال الشخصية هذا وغيرها من الانجازات. وكان للحزب الشيوعي العراقي بقيادةالخالد سلام عادل بصمته في كل تلك الانجازات.
لا يمكن الحديث عن سلام عادل دون التطرق إلى موقفه البطولي في التحقيق واستشهاده الاسطوري وشجاعته الهائلة التي واجه بهاالجلادين الفاشست وهم يمارسون معه كل ما أتقنوه من فنون التعذيب يفوق قدرة البشر، وأية كلمة يمكن أن تقال بحق هؤلاء البعثيينالوحوش وهم يتلذذون بقطع أوصاله أو ضغط عينه حتى تسيل دماً وتفقدا ماء البصر وكيف قطعوا أعصابه بالكلابتين أو كيف واصلوا ضربهعلى الرأس ختى لفظ أنفاسه دون أن يتفوه بشيء مما يريدوه، فتحول إلى أيقونة في صموده الاسطوري أما جلادوه فذهبوا إلى مزبلةالتاريخ.
المجد والخلود للقائد الفذ