عين مرأة.. لا تقتلوا النساء الكفؤات علمياً
بقلم : انتصار الميالي
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

في زمن التقدم والتكنولوجيا والاهتمام بالكفاءات العلمية، يحدث إقصاء واضح ومتعمد للكفاءات العلمية بدلا من تشجيعها والاستفادة من كل الخبرات والامكانيات العلمية في رفع مستوى العراق ودعم نهضته علمياً بين البلدان المتقدمة.

عندما تتحمل امرأة صاحبة شهادة علمية من بلد متقدم كلفة العودة إلى الوطن بحثاً عن مكان تعمل من خلاله على دعم برامج الدولة في تحقيق النمو وزيادة الانتاج، تصطدم بواقع أليم يولد شعورا بالظلم والإقصاء الممنهج المتراكم سنينا فوق أخرى، وهي تطرق أبواب المسؤولين بحثاً عن عملٍ يليق بكفاءتها العلمية، فتموت أحلامها يوماً بعد يوم وهي تنتظر وعود المسؤولين،متحملةً روتينهم القاتل لأمل الحصول على عمل يجعلها مستقرة قادرة على إعالة نفسها وعائلتها.

لا يمكن للدولة النهوض وتحقيق التنمية والازدهار بدون الكفاءات العلمية وبضمنها النساء اللواتي يمتلكن العقول الجبارة، وعلى مر التاريخ لم يكن هناك سبيل سوى تقدير الكفاءات ووضعها في المكان المناسب، ليكون أهل الاختصاص في جميع المجالات متصدرين وقادة لهم كامل الصلاحيات، لا مرؤوسين مكبلين بالقيود تحت قيادة من هم ليسوا أهلا لها، ولا قدرة لديهم على مواكبة عملية التنمية ومهمات الإصلاح والتغيير الشاملة.

ان وجود النساء لا يزال محدوداً للغاية، خصوصاً منهن من يحملن شهادات من جامعات عالمية، وما زالت فرص حصولهن على لتوظيف كباحثات وخبيرات ضعيفة جدا، وتظل أقل بكثير من زملائهن الذكور. بالإضافة لذلك يعاني الكثير منهن بشكل مباشر من التمييز الجارح، في سياق كان دائماً كارهاً للمرأة ومليئاً بالتبجح الذكوري، علما إن الإقصاء الطويل والممنهج للنساء يجعلهن أقل فعالية وعطاء. وإن إبعاد ومحاصرة النساء الكفؤات، ليس حلا لمن يريد الخروج بالدولة من دوامة الفـشل، ويبقى المعيار هو اعتماد الكفاءات القادرة على النهوض بالبلد بدلا من الاعتماد على شخصيات غير مؤهلة أصلا لتبوء المناصب.

لقد أصبح ضروريا لبلادنا ان تجري رعاية وحماية الكفاءات العلمية من النساء، وتهيئة الأجواء الآمنة لهن، وشمولهن بامتيازات توفر لهن السكن والضمان، وإتاحة فرص العمل لاستقطابهن بدلا من الهجرة أو الضياع، ولابد من دمجهن واشراكهن في عملية البناء والمواقع المتقدمة ليقدمن النموذج الأفضل والأقدر على مواجهة التحديات بشتى أنواعها، وبهذا نكون قد ساهمنا في انتشال مختلف قطاعات التنمية من الضياع والسير نحو أفق واعد للوصول إلى التطور المنشود.

طريق الضعب

  كتب بتأريخ :  الخميس 11-05-2023     عدد القراء :  510       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced