المرأة صانعة تغيير بصوتها الانتخابي
بقلم : انتصار الميالي
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

من أثمن الحريات التي لم يكن فوزنا بها سهلا هي الحرية التي أعطتنا الحق في الكلام والتعبير علنا عن آرائنا.

ولعل أكثر الأصوات قدرة على فرض نفسها هو صوت المرأة التي التزمت الصمت في ما مضى، وما زالت حتى الآن احياناً. بينما حان للمرأة المؤمنة بحقوقها وواجباتها التعامل مع مجريات الحياة وعملية بناء الديمقراطية الصحيحة، بعيدا عن الضغط وسلب الرأي وتقييد حرية الاختيار، التي هي حق من حقوق كل امرأة عراقية.

وبما إن الإحصاءات تفيد بأن هناك أكثر من (8) ملايين امرأة عراقية ناخبة، مؤهلة للإدلاء بصوتها في الانتخابات القادمة لمجالس المحافظات، فقد يكون خيار كل منهن صعبا، لكنه ضروري ومهم. لكن القيم العليا للديمقراطية لا تتجلى في الإدلاء بالأصوات فقط، بل أيضا في شعور كل فرد في المجتمع، امرأة كان أو رجلا، بضرورة مشاركته في التخطيط والتفكير في صنع القرارات، لا ان يكون منّفذا لما يفكر به الآخرون وما يقررون بدلا عنه.

وقد اعطى القانون العراقي المرأة تمثيلا نسبيا لا يقل عن 25بالمائة. لكن القانون وحده لا يضمن حقوق المرأة، بل ان قناعة الرجل والمجتمع ككل بكفاءة المرأة وقدرتها هي الأهم، لا سيما وهي السند والشريك له في عملية البناء والتنمية. ومع أن العراق ممتثل قانونيا لجوهر المواثيق الدولية، إلا أن النساء لم يشكّلن بعد قوة فاعلة في العملية السياسية أو في أحزابهنّ، وما زلن غائبات عن المواقع القيادية.

ورغم العوامل التي تمنع المرأة من المشاركة بشكل تام في الحياة السياسية، نتيجة تأثير الثقافة السائدة وعدم مشاركة الرجل بالشكل المطلوب في دعم المرأة لتكون مؤثرة في إحداث التغيير، اضافة الى التقاليد العشائرية والدينية المتطرفة التي لعبت دورا سلبيا، فقد تم حصر دور المرأة في مجالات البيئة والصحة والتعليم وما شابه، فيما غُيبت أو أعطيت دورا شكلياً في مجالات مثل تسوية النزاعات، والامن، والسياسة المالية، وميزانية الدولة وغيرها.

وقد شاركت النساء العراقيات بنشاط في الدورات الانتخابية رغم التهديدات الأمنية الخطيرة لكل الناخبين، وأسهمت منظمات المجتمع المدني عبر برامج التوعية في زيادة مشاركتهن وحثهن على التصويت، مشاركةً في بناء عراق افضل.

ولأجل ضمان مساهمة حقيقية ونوعية للمرأة، لابد من تضافر الجهود والمزيد من حملات التوعية وبرامج التثقيف السياسي، لأزالة كل ما يعيق مشاركتها ولادراك ان النساء والرجال شركاء اساسيون في تحقيق التغيير الجذري والشامل، واعتماد آليات عمل تتيح للمرأة إعطاء رأيها بعيداً عن أية تأثيرات، لتمكينها من تبوء مواقع قيادية تتناسب وإمكانياتها وطاقاتها،  ومع قدراتها على الاسهام في عملية التطور والتقدم التي نحلم بها.

طريق الشعب

  كتب بتأريخ :  الجمعة 10-11-2023     عدد القراء :  846       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced