اليوم الثالث من كانون الاول هو اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة، والذي أعلن عنه عام 1993 لتعزيز فهم القضايا ذات العلاقة بالإعاقة، ولتحريك الجهود الداعمة لحصول ذوي الاحتياجات الخاصة على حقوقهم الكاملة، ولتمكين الأشخاص من ذوى الهمم الذين هم بحاجة لارادة سياسية داعمة ومساندة، تحرص على خلق مناخ ملائم لهم وعلى تضافر جهود كافة شرائح المجتمع من مؤسسات تنفيذية وتشريعية ومنظمات مجتمع مدني، عبر برامج تهدف لزيادة فهم قضايا الإعاقة والعمل على حلها.
كل المؤتمرات ركزت على حقوق المعاقين في التعليم، ومنها مؤتمر سيريلانكا 1994، ومنتدى داكار 2000، ومؤتمر اليونسكو الإقليمى للتربية في الدول العربية - بيروت 2001 حول إدماج ذوى الاحتياجات الخاصة من التلاميذ في التعليم النظامي.
اما وثيقة مؤتمر اليونسكو الإقليمي للتربية بالدول العربية، فركزت على “إدماج ذوى الاحتياجات الخاصة والمعاقين في التعليم النظامي”، وهي ترى أن مفهوم الدمج أو التضمين أو الاحتواء هو وسيلة لتحقيق غايات تعيد للمدرسة وظيفتها الاجتماعية، وتؤكد مبدأ التنوع والاستجابة لاحتياجات المجتمع، كما تؤدي إلى تحسين التعليم المدرسي والتوسع في نطاق التحاق المتعلمين وزيادة مشاركتهم، والإقلال من فرص استبعاد أي طفل من دخول المدرسة العادية.
نص مشروع العقد العربي للمعوقين (2004) على “ العمل لحصول الطفل المعوق على كافة الحقوق والخدمات أسوة بأقرانه من الأطفال وإزالة جميع العقبات التي تحول دون تنفيذ ذلك، وضمان فرص متكافئة للتربية والتعليم لجميع الأشخاص المعوقين وبجميع الصفوف النظامية في المؤسسات التربوية والتعليمية, وفي مؤسسات خاصة في حالة عدم قدرتهم على الاندماج أو التحصيل المناسب.
عندنا في العراق هناك حاجة لتطبيق نظام تعليم لذوي الهمم وشمول كافة الأطفال المتأثرين منذ الولادة وحتى بلوغهم سن العشرين، ومنحهم الحَق في الذهاب إلى المدارس المُتخصصة والحصول على دَعم المُختَصين، وانشاء مدارس تتخصص بأنواع معينة من الدروس التعليمية والسلوكية. كذلك تقديم المساعدة من جانب المُعلمين المؤَهلَين لذوي الهمم، ودَمجهم في البرامج العادية للفصل الدراسي. ومن ضمن المجالات المشمولة بالمساعدة مشاكل تعلم القراءة والكتابة والرياضيات، بالإضافة للقضايا السلوكية المتعلقة بالتركيز والتَحفيز، وزيادة الاهتمام بتلقي بعض الأطفال علاجاً يتعلق باضطرابات النطق واللغة، وبتطور الحركة والتنسيق والتوازن.
الأطفال الموهوبون من ذوي الهمم لا يحظون بالأولوية، فلابد من تعبئة الموارد والعمل المشترك مع المنظمات المحلية والدولية لمعالجة الثغرات وتأمين الرعاية للأشخاص الأكثر هشاشة. وأن من نسميهم بذوي الهمم نتسبب بجعلهم ضحايا لأكثر من مرة أثناء فترة الازمات والحروب، وصعوبة الوصول لمكان آمن يوفر الحماية لهم، وضعف الحصول على الخدمات الخاصة التي يحتاجون اليها. ودَعمهم يعتمد على التوجيه والارشاد، وإعطائهم المَزيد من التمارين أو المهام التي يؤدونها، وتوظيف قدراتهم وطاقاتهم لتحقيق التقدم والمساهمة في تنمية البلد.