في حين يحتفل العالم بعيد ميلاد السيد المسيح، ويستقبل سنة ميلادية جديدة، يستمر جيش الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه السافر على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، مستخدما اكثر الأساليب الفاشية اجراما، مواصلا حربه العدوانية، فارضا حصارا جائرا، ومستخدما سلاح التجويع والتعطيش، في تحدٍ صلف للقانون الدولي الانساني، وعدم اكتراث بالرأي العام الدولي، الذي يحتج في تظاهرات شعبية ضخمة تشهدها عواصم عديدة في العالم أسبوعيا.
لم يوفر جيش الاحتلال الاستيطاني وسيلة بشعة الا واستخدمها، مجسدا فاشية تعدت همجيتها ما شهدته ماكنة حرب هتلر ونازيته. فقد قصف مدن قطاع غزة بمئات القنابل الضخمة، التي أدت الى هدم العمارات السكنية من اساساتها، وخلفت مئات حفر الارتطام التي يزيد قطر الواحدة منها على اثني عشر مترا، حسب رصد الأقمار الصناعية ووفق تحليل أجرته شركة الذكاء الاصطناعي الأميركية ( Synthetaic) لصالح شبكة CNN الإعلامية، وفيه اكدت أن “هذه القنابل أثقل أربع مرات من تلك التي أسقطتها الولايات المتحدة في الحرب على تنظيم “داعش” في مدينة الموصل بالعراق”.
فأي جريمة اشنع من القصف العشوائي الذي يحرّمه القانون الدولي الإنساني، ومن قصف المدنيين في بيوتهم التي لم تنعم يوما بالامان جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ احتلال فلسطين.
ومع كل هذا العدوان الهمجي الذي يتواصل على مدار الساعة منذ ما يقارب ثلاثة اشهر، ورغم عشرات الاف الشهداء والجرحى وعمليات النزوح في العراء تحت قسوة الطقس، وانعدام ابسط مستلزمات الحياة الأساسية، نشهد صمودا اسطوريا للشعب الفلسطيني البطل، ونتابع تصدي مقاومته الباسلة للعدوان الفاشي. جاعلة من حكومة (النتن ياهو) مسخرة عاجزة مهزوزة القرار، حيث لم تحقق الامن للمستوطنين، ولم تستطع القضاء على المقاومة واعتقال قادتها، مثلما ادعت، ولا الوصول الى أي رهينة احتجزتها المقاومة كما هدفت.
لقد فاقت جرائم الحرب التي اقترفتها إسرائيل ما قامت به أمريكا ضد الشعب الفيتنامي، عندما كان يخوض كفاحه المستميت من اجل التحرر من نير الاحتلال الأمريكي. وقد قال محقق جرائم الحرب السابق لدى الأمم المتحدة مارك غارلاسكو عن كثافة القصف الإسرائيلي على غزة في شهره الاول: “لم نشهد مثل هذا منذ حرب فيتنام”!
وعند استحضار هزيمة أمريكا امام مقاومة الشعب الفيتنامي، الذي استخدم بيئته المحلية خير استخدام واستدرج جيوش المحتلين واغرقهم في اوحال فيتنام، فانسحبوا اذلاء مكسورين .. ندرك ان انتصار الشعوب المكافحة من اجل الحرية والكرامة، لا يعيقه تفوق المحتل عسكريا وامتلاكه الأسلحة الحديثة، فإرادة التحرير هي الحاسمة، وهذا ما سيحققه شعب الجبارين الفلسطيني، حيث تبتلع رمال غزة الآليات العسكرية للمحتل، وتواصل المقاومة حصد حشود المعتدين. وما انسحاب قوات النخبة “لواء جولاني” من قطاع غزة بعد تكبدها خسائر كبيرة، وقتل عدد كبير من قادتها، الا مقدمة لانكسار جيش الاحتلال امام إرادة الشعب الفلسطيني، الذي اجاد في اكثر من مواجهة في استدراج ومحاصرة جيش الاحتلال بين انفاق غزة ورمالها.
وسنشهد بالتأكيد هزيمة جيش الاحتلال ذليلا مكسورا.
طريق الشعب