سياسة واشنطن لا حياء بالعدوان .. وقف الحرب لصالح التطبيع
بقلم : علي عرمش شوكت
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

تتميز سياسة البيت الابيض الامريكي بعدوانيتها المتوحشة، حتى وان رفعت شعار الدفاع عن اصدقائها او بالاحرى صنيعاتها، كما هو حالها ازاء اوكرانيا اداتها المتأمرة. او مساندة العدوان الإسرائيلي في غزة الصامدة. ففي كلا الحالتين لا تخرج عن كونها شرا ملوّنا، مرة مصبوغة بطلاء دفاع مموه، شبيه بالبطيخ الصيفي، لونه الخارجي أخضر ولكن داخله أحمر يعكس جوهرها. وفي نوبة اخرى منزوعة الجلد عارية كأنها تقول: لا حياء بالعدوان.

لا نذهب بعيداً إذا ما رصدنا متتبعين ايقاع السياسة الامريكية في الشرق الاوسط وطفحها السام وبخاصة ازاء العدوان الإسرائيلي على غزة، سيصل اي منصف الى اقرار بأنها ذات وجه واحد وان تنكرت " بطاقية خفاء " كما يقال. وليس هذا فحسب بل في منعطفات معينة اخرى تجاهر وتكشر عن انيابها وتهدد داعية الى الاصطفاف على رصيفها مع كونه منصة للعدوان ليس الا. وقد تجلى ذلك بابشع صوره في حرب السابع من اكتوبر.. حيث غدا وزير خارجيتها " بلنكن " مبعوثاً متجولاً لتبليغ الدول المعنية العربية تحديداً بعدم التحرك ضد اسرائيل، تحت زعم عدم توسع الحرب. كما وجهت رسائل تنطوى على عواقب وخيمة اذا ما تم التدخل لصالح الشعب الفلسطيني. وللأسف الشديد قد تمت الاستجابة، او بالأحرى الخشية من تلك العواقب الموعودة.

لقد انتاب الادارة الامريكية شعور بجعل الدول العربية وحتى إيران رافعة الراية الاعلى لتحرير القدس تحت السيطرة. غير ان الاخيرة لم يفتها الامر لتبرر سكوتها فلعبتها بحنكة، عندما تحرك الحوثيون في اليمن الذين ادوا دوراً مؤثراً يحسب له، ويعطي عذراً معيناً عن حالة التحفظ الذي اصاب البعض ازاء مذابح غزة.. ولكن الجميع لم يلتفت الى مراحل الغضب المصاعدة من لدن الشعوب العربية  وشعوب العالم تحديداً الغربي، وحتى داخل الكيان الصهيوني .. وفي هذا المنحنى تبدلت وجهة الدعم الامريكي خشية من اتساع المعارضة الى ان تضغط على حكوماتها لتشكل زخماً مقاوماً للمصالح الامريكية، وخشية ايضاً من حصول ربيع عربي جديد وانتفاضات على غرار انتفاضة تشرين العراقية.

وبعد ان رفعت الادارة الامريكية حق الفيتو لافشال قرار مجلس الامن الداعي لايقاف الحرب، لكنها وبدافع من مجساتها المنذرة بالكارثة عليها وعلى الكيان الصهيوني، والتهاب الشرق الاوسط برمته، صارت تسخّر كل ما بجعبتها من احابيل، قد تجلت بالتحذيرمن النوايا الاسرائيلية لاجتياح مدينة رفح.. وحتى مقترحها الاخير الى مجلس الامن بخصوص وقف الحرب كان مبعث للسخرية لكونه يخلو من المصداقية والجد للدعوة بوقف الحرب في غزة.. وكانها تشارك بمسرحية مسموح الاداء على خشبة مسرحها خارج نصوصها. غير ان المتغير الحاصل في مجلس الامن الجديد اليوم 25 / اذار بوقف الحرب الفوري قد قطع الطريق على نوايا واشنطن الخبيثة المتمثلة باستثمار وقف العدوان لصالح التطبيع.

كان الموقف الامريكي ازاء حرب غزة لم يبتعد عن استغلال ضعف موقف الحكام العرب. فسلكت مساراً سياسياً خطيراً مؤداه تجيير وقف الحرب لصالح التطبيع مع اسرائيل. صارفة الانظارعن المقترح العربي الداعي الى حل الدولتين الذي يتناسب طرحه في مستجدات هذه المرحلة. وقد اخذ بعض المتهالكين الجدد بالتيمم بغية السجود على قبلة التطبيع الجهنمية، ليتخذوا منها محراباً سياسياً يؤدون فيه طاعتهم بلا حدود. غير ان ذلك لن يكون الا سراباً طالما هنالك وعي متزايد لدى شعوبنا العربية، وكذلك ارتفاع مناسيب الغضب التي تعد من اهم الممهدات لمقاومة الهيمنة الامريكية.

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 27-03-2024     عدد القراء :  225       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced