تبين في صفحة زيارة السيد السوداني لواشنطن.. سطور متخاصمة
بقلم : علي عرمش شوكت
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

لا نعيب على السيد السوداني بتصريحاته التي كانت معبرة عن قناعته وتوجهاته الشخصية إذا لم تكن ملزم بها من قبل الإطار التنسيقي. ولكن قد نلتفت صوب العثرات الدالة على توفر نسبة عالية من الغفلة لديه، التي لا تفارق سيره في أن يتأكد من موطئ خطواته من حيث المكان والزمان، فهي على الدوام تبدو مدونة بسطور متخاصمة ومتناقضة في الأغلب الاعم.. يحاول السيد رئيس وزراء العراق محمد السوداني، ان يشق طريقه والتغلب على العقبات الكأداء التي وضعت أمامه حينما استوزر. ومن المؤشرات التي تدعم قولنا: كانت قد تجسدت في تشكيل الوفد المرافق له. وهنا لا نحمله المسؤولية الكاملة عن الخطأ الفادح في ذلك. لأننا لم نعلم هل هو المسؤول عن اشراك حرامية وفاسدين في الوفد أم فرض عليه ذلك؟ لكي يتم تنظيف صفحاتهم الملوثة بالفساد والادانات القضائية.

ومن المعاينة لهذه الزيارة الى واشنطن نجد قد تعددت المناسبات والفرص للسيد السوداني لكي يبرم اتفاقيات ذات وزن اقتصادي وسياسي مهم، وجعل الجانب العسكري ثانوياً كما يبدو.. وخلالها كانت له كلمات كتبت ايضاً بسطور ممتلئة بمفارقات لها أثر على افاق مسيرته، فعندما يقول سنكتفي من استيراد الغاز كان متناسياً بان حكومته قد وقعت بالأمس القريب اتفاقاً للاستيراد الغاز مع إيران امده خمس سنوات وربما قابل للتمديد. وفي سطور أخرى قال سنحد من الديون الخارجية، وهو في ذات الوقت قد وقع على قرض بخمسين مليون دولار مع أحد المؤسسات الأمريكية. كما أثار" بروباكندا " صاخبة حول توجهه لتحويل العلاقة مع الولايات الامريكية من عسكرية الى علاقة اقتصادية وتنموية واعمار تطبيقاً للاتفاقية الاستراتيجية، غير انه في نهاية المطاف كان حاصل جهده اضافة هذه الاتفاقيات الجديدة التي تشكل عوامل داعمة للعلاقة العسكرية بحيث من غير الممكن ان تمضي بدون الترابط الوثيق بين كفتي التعاون الاقتصادي والعسكري. وبلا شك أن الادارة الأمريكية تفضل الجانب العسكري على الجوانب الاخرى لغايات غير مجهولة.. وخصوصاً في نهجها المضاد لايران.

واما ما حصل في الوضع السياسي والسيد السوداني مازال متمتعاً بفرص القاء الخطب، في عدد من الولايات وامام الجالية العراقية، وبذلك من جانبة حسن فعل، ولكن مع ذلك كانت العثرات تلازمه اذ أغفل ما قامت به الادارة الامريكية في مجلس الامن الدولي من استخدامها حق النقض " الفيتو " ضد قرار كان لصالح اقامة الدولة الفلسطينية، ولم تحصل لديه اية ردة فعل تذكر حوله. حتى شغفه بالخطابات لم يحفزه لكي يسخر واحدة منها لاستنكار الموقف الامريكي المخزي، الذي اضاف عاراً على هذا السلوك المرفوض عالمياً  لسياسة واشنطن ذات المعاير المزدوجة. لا بد لنا من ان نشير الى ان ثقافة التشجيع والتصفيق لاي نجاح في اداء الواجب، لا يساوي في السياسة سوى ذلك التصفيق لطفل تعلم كيف يدون او يقرأ الحرف الاول في ابجدية الالف باء .

ولنا قول أخير ان الدعم للسيد السوداني في ادائه لواجباته المرضي عنها الى حد ما في هذه الايام، لا يعتبر جزاءً لوصوله الى قمة في النجاح.. ولم يتم ذلك الا إذا عرّج على قطع دابر الفساد وتفكيكه لقيود المحاصصة عن الشعب العراقي وارساء قواعد الديمقراطية الحقيقة والعدالة الاجتماعية بدولة مدنية حضارية. حينها سيحصل على المساندة الشاملة من قبل الشعب العراقي .

  كتب بتأريخ :  الإثنين 22-04-2024     عدد القراء :  396       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced