المرأة العاملة قوة إنتاجية مُعطلّة!
بقلم : انتصار الميالي
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

تلعب المرأة دوراً أساسياً في التنمية الإجتماعية والإقتصادية، ويرتبط تحرير المجتمع بتحرير المرأة، وتقدم البلد بتقدمها وبدعم مشاركتها في كافة مفاصل العمل والانتاج، حيث يعد الدور الأكبر للمرأة مؤشراً إيجابياً على تطور البلاد وتنمية اقتصادها.

وقد ساهمت العراقيات في العمل النقابي منذ خمسينيات القرن الماضي وانخرطن في قيادة اللجان النقابية، وكانت هناك وجوه عمالية بارزة خصوصاً بعد ثورة تموز 1958. كما شغلت قضية المرأة الحزب الشيوعي العراقي منذ تأسيسه وحتى الآن، ولقيت همومها وحقوقها اهتماماً استثنائياً في برنامجه وسياسته وتوجهاته.

وللأسف، يشير آخر تقرير لـ(سي وولد) في شباط 2024 إلى أن العراق يحتل المرتبة الأخيرة عالمياً في نشاط المرأة بسوق العمل، حيث بلغت نسبة مشاركة النساء في القوى العاملة 10.7 بالمائة فقط، وكان هناك 7 بالمائة من النساء عاملات من بين 13 مليون امرأة قادرة على العمل، مما يجعل العراق يحتل المرتبة 195 من بين 195 دولة.

كما تشير البيانات إلى أن هناك عوائق تمنع المرأة العراقية من الحصول على حقوق متساوية في العمل، رغم المجهودات التي تبذلها النساء، وبحسب البيانات فإن نسبة السكان العراقيين في سن العمل (15 سنة فأكثر) تبلغ حوالي 64 بالمائة، مما يعني وجود نحو 28 مليون شخص بسن العمل، ومن بينهم حوالي 13 مليون امرأة، واللاتي يعمل منهن فقط مليون واحدة، اي امرأة واحدة فقط من بين كل عشر عراقيات تحصل على عمل فعلا، في الوقت الذي تحتاج فيه الملايين منهن للحصول على دخل.

عقبات عديدة تمنع النساء العراقيات من المساعدة في إنقاذ الاقتصاد العراقي المتعثر، ولو استخدمت قوة المرأة كمحرك اقتصادي أساسي للحفاظ على تماسكه اقتصادياً وتنموياً، حيث تؤدي الكثيرات مهامهن أفضل من الرجال كونهن يظهرن التزاما وتفانيا أكبر، فضلا عن أن دعم الأسرة يعد عاملا أساسيا في مواصلتهن العمل رغم مخاطره المتعددة. وتسعى النساء للاعتماد على أنفسهن في جوانب الحياة، وخاصة في قطاع العمل، ليساعدن عائلاتهن في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها البلاد، وسط دعوات لتمكينهن اقتصادياً واجتماعياً وقانونياً وسياسياً وقيادياً أيضاً.

وتبدو حظوظ النساء في فرص العمل غير عادلة ولا منصفة، وإن توفرت الفرص تكون وفقاً لقيود وشروط تصل لعزل الكفاءات ومحاربتها، وهذا خلل كون المنظومة قائمة على المحاصصة والمحسوبية، ولا بد من إعادة النظر بالمؤسسات لتكون رصينة.

ومع ذلك، لا تيأس النساء العراقيات من محاولات الانخراط في مهن صعبة يحتكرها الرجال، وسط التحديات ونظرة المجتمع الذكورية لهن، وهذا يحتاج للتعامل مع العادات ومعالجة المفاهيم الخاطئة لتمكين القوى العاملة النسائية بدلا من تعطيلها.

عرض مقالات: إنتصار الميالي

  كتب بتأريخ :  الخميس 02-05-2024     عدد القراء :  333       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced