لو يتحقق الحلم
بقلم : سُلاف رشيد
العودة الى صفحة المقالات

اليوم نهضت من النوم مبكرة، وحالتي النفسية تتأرجح بين الفرح والخوف والقلق، فقد مرت على عينيَّ ليلة البارحة أحلامٌ في غاية من الغرابة والدهشة، وأنا أعرف ذاكرتي هشة، لهذا نهضت مبكرة كي أدونها، ولكنها هربت من بين تلافيف ذاكرتي، هروب أرنب في غابة ٍ. حاولت مرارا أن أستجمع ذاكرتي وأحلامها ولكن عبثا. فالكثير من هذه الأحلام قد تبخر وصعد إلى سماء غير مرئية.
ولكنَّ حلما واحدا من هذه الأحلام، أبى أن يغادر روحي وذاكرتي، أو في الحقيقة هو عصيٌ على النسيان، فقد مرت ساعات النهار وأنا أعيش تفاصيله، واشعر بنشوة من الفرح تحمل روحي بعيدا...بعيدا إلى هناك ..هناك حيث بيتنا، وبيتنا حيث بغداد، وبغداد حيث العراق.
لا أعرف كم الساعة، ربما كانت الخامسة صباحاً، حين سمعت طرقا على الباب، في الحقيقة لم يكن طرق مألوفا ً، كان يبدو مثل صوت المطر الهادئ حين يسقط على أوراق الأشجار، حدقت من خلف زجاج نافذة المطبخ، في محاولة لمعرف الطارق، لم أرَ شيئا، ولكن الطرق أستمر على منواله، طرقة واحدة، ثم طرقتين، بعد ذلك ثلاث طرقات أو هكذا كنت أسمعه، تك...تك تك...تك تك تك. فتحت باب المطبخ، ومشيت عبر الممر إلى الباب الخارجي، سألت منْ الطارق وأنا بمحاذاة الباب، فلم أستمع جوابا، فتحت الباب كي أقتل حالة الشك التي راودتني، عندما أنشلت يدي الماسكة بعروة الباب، وتلوى جسدي بهدوء واختنقت الصرخة في فمي، وفي لحظة شممت عطر ورد، ويد تمسح على شعري، فتحت عينيَّ ثانية، كان والدي بسترته الكحلية وربطة عنقه الحمراء، أبتسم لي وأشار إلى صف طويل من الواقفين خلفه، والجميع يحملون ورودا حمراء بأيديهم، سألته منْ هؤلاء، قال هؤلاء رفاقي، واليوم هو عيد الحب، لهذا جئنا نقدم للناس هذه الورود، لأننا نحبهم ..ومن يحب الناس عليه أن يزوهم في مثل هذا اليوم..ركضت من فرحي إلى داخل بيتنا..صرخت بأعلى صوتي ...ماما..ماما...عاد أبي..عاد أبي..لكن الصرخة اختنقت في حنجرتي.

  كتب بتأريخ :  السبت 13-02-2010     عدد القراء :  2247       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced