لكم أنتم أيها الشهداء الإبطال نوقد الشموع وننثر الورود الحمراء
بقلم : جبار العراقي
العودة الى صفحة المقالات

** سلاما على مثقل بالحديد ويشمخ كالقائد الظافر
كأن القيود على معصميه مفاتيح مستقبل زاهر

يطل شهر شباط من كل عام حاملا بين طياته ذكريات حزينة وأليمة في قلوب الشيوعيين العراقيين وأصدقائهم.
ذكريات رغم ألامها وأحزانها تجعل منهم أكثر قوة وشجاعة وتضحية وبسالة بمواصلة المسيرة النضالية الوطنية التي سلكوها من قبلهم رفاقهم الشهداء الأبطال، مضحين بأرواحهم من أجل الاستقلال والحرية وسعادة الإنسان العراقي.

في هذه الشهر وقبل واحد وستين عاما وبالتحديد في الرابع والخامس عشر منه تم تنفيذ حكم الإعدام من قبل حكومة نوري السعيد وبإيعاز من قبل أسيادهم البريطانيين بحق الرفاق الشهداء الخالدين الإبطال يوسف سلمان يوسف ( فهد ) و زكي بسيم ( حازم ) وحسين محمد الشبيبي ( صارم ) قادة الحزب الشيوعي العراقي الذين قادوا النضال الوطني سوية مع رفاق الحزب وأصدقائه من مختلف أطياف وشرائح المجتمع العراقي من أجل التحرر الوطني والاستقلال من هيمنة وسيطرة الاستعمار البريطاني والحكومات الرجعية التي كانت تابعة وذيل له والتاريخ ( مهما حرف ) فإنه لا ينسى مقولة الرفيق فهد داخل قاعة المحكمة عندما قال " إن سلاسلي مهما ثقلت، فإن سلاسل معاهدة 1930 أثقل ".
لقد لعب الحزب الشيوعي العراقي دورا فعالا في وثبة كانون الثاني عام 1948، التي أسقطت معاهدة بورتسموث بين بريطانيا والحكومة العراقية آنذاك.

أن التوقعات التي كان الاستعمار البريطاني وحكومة نوري السعيد العميلة، التي وضعوها في حساباتهم، بأن تنفيذ حكم الإعدام بحق الشهداء الأبطال قادة ومؤسسي الحزب الشيوعي سوف ينهي الحزب ونضاله الجماهيري من أجل التحرر والاستقلال الوطني، إلا أن العكس هو الذي حدث، وسيحتفل الحزب الشيوعي العراقي بميلاده السادس والسبعين، بعد أن لعب دورا فعالا في المشاركة في ثورة الرابع عشر من تموز عام 1958 وإسقاط حكومة نور السعيد، ورغم الضربة التي وجهة إليه في الثامن من شباط عام 1963 من قبل التحالف ألبعثي/ القومي/ الديني وحكومة عارف ثم نظام البعث الفاشي، فإن رفاق هذا الحزب وأصدقائه لازالوا يقدمون الضحايا من أجل الوطن ومن أجل عدالة اجتماعية للشعب العراقي بكل فئاته وانتماءاته.

أحني رأسي لكم يا من ملكتم نكران الذات ويا أصحاب المآثر والبطولات والتضحيات، سيبقى التأريخ يخلدكم وتذكر كل الأجيال مآثركم ومواقفكم البطولية، مضحين بأرواحكم الغالية من أجل الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية حقا أيها الشهداء الإبطال أنتم الشعلة الحمراء التي تنير لنا الطريق الذي سلكتموه من قبلنا، وكذلك أنتم العيون التي لازلنا نرى النور من خلالها، أن أرواحكم يا رفاقنا الشهداء الخالدين نجوم في أعالي السماء تتلألأ، ومن دمائكم الزكية التي ارتوت أرض العراق منها، تفتحت بذور المحبة ونثرت عطرها... عطر الإخاء والمحبة والمساواة لجميع أطياف الشعب العراقي، وهذا هو حزبكم أيها الشهداء الإبطال حزب الكادحين والمثقفين، حزب الشهداء الخالدين لازال شامخا يواصل مسيرته النضالية من أجل استرجاع السيادة الكاملة للوطن وحقوق أبنائه الذين تعرضوا إلى أبشع أساليب التعذيب والقتل الجماعي على أيادي عصابات البعث الفاشي المقبور التي وصلت العراق إلى ما نحن علية الآن، عراق محتل ومدمر اقتصاديا وثقافيا وفكريا، لكم أنتم أيها الشهداء نوقد الشموع وننثر الورود الحمراء لأرواحكم الطاهرة... المجد والخلود لشهداء الحزب الشيوعي العراقي وشهداء الحركة الوطنية.

** الشاعر الكبير محمد مهدي ألجواهري

النمسا – فيينا

  كتب بتأريخ :  الأحد 14-02-2010     عدد القراء :  2161       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced