ظّلامةُ أمٍٍ على أبنها الشهيد الشيوعي
بقلم : هادي الخزاعي
العودة الى صفحة المقالات

كانت قبل ثلاث سنين تتمتع بكثير من الصحة والعافية التي تساعدها على حضور احتفالاً ليوم الشهيد الشيوعي التي دأبت ان تحضره كل عام ، هي وبناتها أخوات الشهيد ، لأنها ترى وبناتها في الموجودين من الحضور حضورا لولدها الشهيد ، الذي شهق آخر أنفاسه وهو يدافع عن الحزب والوطن على ذرى جبال كوردستان أثر هجوم للجندرمة الأتراك على أحد مواقع الأنصار الشيوعيين عام 1983 وبقي جثمانه الطاهر سبيا في العراء على احدى قمم الجبال المحاذية لتركيا .

لا أدري اذا كانت ستحضر والدة الشهيد (فكرت ) هذا العام أم لا ، فوضعها الصحي ساء الى حدود كبيرة ، الأمر الذي يجعل من وصولها الى مكان الأحتفاء بالشهداء الشيوعيين فيه كثير من المعاناة والصعوبات .

الشهيد فكرت الذي اختار هذا الأسم ليكون عنوانه في حركة الأنصار الشيوعيين العراقيين الذين حملوا السلاح لمقارعة الدكتاتورية الفاشية عام 1979 من القرن الماضي .
كان بلثغته المحببه حين يتكلم ، فأنه يكون كشمعة ونحن كالفراشات لا نرتحل عن سناه ، وسماع ما كان يقوله .
فحين يبدأ الحديث ، نصمت إنتباها لما سيقول ، فحديثه كان مفعما بالحب ، كان يتحدث عن كل شيء .
ففي حديثه عن أهله كنا نعيش في حلم يقضة طويل ، وكنا نسرح في احضان رؤانا ، فنكون كمن يصاب بهلوسة الشوق والمحبة للأم والأهل والأبناء، وكنا نسرج خيول عواطفنا فنرحل لأحضان الأهل ، عندما كان يتذكر امه بكل ذلك الحنان الطاغي حد الدموع .
وفي حديثه عن الحزب والتأريخ النضالي الذي يطرز صفحاته ، فأنه يوقد ألق الخطوات منذ بدايتها يوم 31 آذار عام 1934الى اللحظة التي كانت تتيه في فضاءات حديث الشهيد فكرت .
ونبقى صامتين وهو يتحدث عن الديانات ومن بينها عقيدته المندائية وكيف علمته ماذ يعني الأنسان ، فيكرر انه اثمن رأسمال في الوجود كما أعلنت الماركسية وقد زكتها أشباح الشيوعية وهي تجوب أوربا في اول البيانات .

ولا يقل حديثه عن الحب والحياة ، عن طراوة أحاديثه الأخرى ، فيستحضر الأنسان لينسج من تأريخه قصة الحضارة مطرزا هذا النسيج بالنوابغ ممن تخلدوا في الذاكرات ، فيستشهد ويمضي في حديثه يستشهد بما أثمر وأنتج هؤلاء للبشرية قاطبة من فكر وتجارب .

خلودك قائم يا رفيق الدرب الذي خر من بين أصابع الحياة والحزب ، أنت وسواك الكثيرون ، من الذين سقوا شجرة الحرية السرمدية في العراق والعالم بأنفاسهم الفواحة بأريج الخلود ، ستبقون خالدين في سفر النضال الذي لا يصدأ . وسيبقى حزبكم خالدا كخلودكم . وسيقى وفائكم لمسيرة الحزب سنا يسطع فوق هامات الباقين والآتين ممن تقلدوا ومن سيتقلدوا وشاح ما ضحيتم وأستشهدتم من اجله ... ( وطن حر وشعب سعيد ) .

ستبقى مظلوميتك يا ام الشهيد فكرت ومظلوميات بقية ذوي شهداء الحزب قائمة حتى ينصب لشهداء الحزب الشيوعي العراقي الذين دافعوا عن حاجات الناس وتطلباتهم الى لحظة شهادتهم ، نصبا يخترق الذاكرة ، وحين تقيم الدولة العراقية ذلك النصب الذي يقر بشهادتهم من اجل الوطن والناس ، سيتعافى ألم الأمهات والآباء والأخوات والزوجات والبنون . حتى ولو بعد الف عام .

  كتب بتأريخ :  الإثنين 15-02-2010     عدد القراء :  2151       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced