حوار حول واقع المرأة العراقية في المرحلة الراهنة
بقلم : وفاء الربيعي
العودة الى صفحة المقالات

اليوم العالمي للمرأة مناسبة  تحتفل به نساء العالم اجمع , وانا اريد ان استغل هذه المناسبة لتهنئة نساء العالم  والمرأة العراقية
بشكل خاص متمنية لها العيش بامان وسلام في ظل مجتمع نطمح ان يسودة العدل والمساواة وتوفير فرص العمل والضمان الاجتماعي
والرعاية الصحية ,لها ولطفلها ولكل فئات المجتمع .
ارتأيت ان نتناول بعض الاراء بصدد واقع المرأة العراقية في المرحلة الراهنة فكان لقائي مع الاخت سُلاف رشيد
وسألتها عن رايها بواقع المرأة العراقية في المرحلة الراهنة
سُلاف
لا ريب من أن المرأة العراقية ،لازالت تعاني الكثير من المصاعب الحياتية،بكافة أشكالها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية،وأسباب ذلك كثيرة،يقف بالاساس منها إنهيار الدولة العراقية،وتردي الوضع الأمني،لهذا نسمع بالاحصائيات المخيفة عن عدد الأرامل وعدد المطلقات وعدد الأيتام ونسبة العوانس،كل هذا تعبير مكثف عن حالة التردي في وضع المرأة العراقية.
الانتخابات انجاز كبير حققه الشعب العراقي , بعد اربع دورات انتخابية ماالذي حققته القوائم المرشحة للشعب العراقي بشكل عام وللمرأة بشكل خاص
تجربة الانتخابات في العراق  الى الان لم تأخذ صفة الديمقراطية ,أي أنها لم تكن تجربة ديمقراطية ،والأسباب معروفة للجميع،بدءا من قانون الانتخابات رقم 16 المعدل وإنتهاءا بما يصاحب  مجرى عملية الانتخابات من التزوير الى أستخدام الاساليب المتخلفة في الدعاية الانتخابية والتي تسئ الى الموطن قبل أن تسئ الى الجهة التي تقوم بهذه الدعاية من توزيع البطانيات الى المدافئ النفطية الى الرشاوي المالية

انتشار الامية واظطهاد المرأة وارتباط الناس بالمراجع الدينية سواء قناعة او خوفا او مصلحة  .. في ظل هكذا ظروف هل تستطيع المرأة المرشحة ان تكسب الاصوات التي تؤهلها للمشاركة في البرلمان
نسبة  ال 25 بالمائة في البرلمان  هل انت مقتنعة بهذه النسبة ام تطمحين الى اكثر من ذلك
سُلاف
  اعتقد أن مساهمة المرأة في الانتخابات أو إقبالها لا تتناسب مع نسبة المرأة الان في المجتمع العراقي،هناك أكثر من احصائية تشير الى وصل نسبة النساء في المجتمع العراقي الى اكثر من 60% من تركيبة المجتمع،وعندما ننظر الى نسبة المشاركة في الانتخابات السابقة نلاحظ أنها لم تتجاوز الـ 60% من مجموع الطاقة التصويتية،وهذا يعني أن هناك أعدادا كبيرة من النساء لم تشارك في التصويت وخاصة في الريف العراقي، 
أنا شخصيا ضد (الكوتا) في البرلمان العراقي،لأنها تسئ الى المرأة بشكل مباشر،لماذ لا ندع النساء العراقيات يشاركن بكل ما يملكن من طاقة بعيدا عن هذا التحديد؟؟وإذا كانت نسبة النساء تشكل الأكثرية في المجتمع العراقي،لماذا أذن هذا التجاوز على حقهن في التركيب البرلماني،يفترض ان يتم انتخاب 60% من النساء،و40% من الرجال

العامل الموضوعي  والذاتي لكل  عملية تغيير  شيء اساسي ومهم جدا
فان توفر العامل الموضوعي لحصول المرأة على حقوقها هل هي مستعدة لتحمل هكذا
مسؤولية ,  هل تستطيع ان تثبت  وبجدارة انها اهل لهذه المسؤولية
سُلاف
انا ضد التميز في بناء المؤسسة التشريعية،أنا أؤمن من أن الكفاءة والقدرة على الخلق والأبداع هما المعيار للمجئ الى قبة البرلمان العراقي،وليكن كله نساء أو كله رجال.

التقيت الاخت صبيحة نور مرشحة قائمة اتحاد الشعب في الحلة وسألتها عن رأيها بواقع المرأة العراقية في المرحلة الراهنة , فهي ترى بأن

واقع المراة في المرحلة الراهنة هو واقع مرير..لاتزال المرأة العراقية تعاني الكثير من الاضطهاد والعنف الأجتماعي والأسري.. فهي لا تزال في سبات لذا علينا
                                                                         
لذا علينا توعيتها في كيفية المطالبة بحقوقها واخذ مكانها المناسب في المجتمع
وايضا توعيتها للتصويت لمن يحترم المرأة كأنسانه لها مشاركتها ومساواتها مع الرجل في الحياة
... منح صوتها لمن يحقق اهداف ومصالح المرأة العراقية لتغيير حالها ورفع المستوى الثقافي والسياسي
والأجتماعي لها
الانتخابات انجاز كبير حققه الشعب العراقي , بعد اربع دورات انتخابية ها الذي حققته القوائم المرشحة للشعب العراقي بشكل عام وللمرأة بشكل خاص
صبيحة
نعم الانتخابات انجاز كبير فأن الشعب العراقي كان يحلم بها وخاصة بعد انتهاء النظام الدكتاتوري...لقد عانينا طوال السنوات الماضية من ضعف كبير في الخدمات وان هذا الضعف اثر سلبيا على حياتنا وحتى اثر على واقعنا النفسي لذلك المواطن العراقي اصابه اليأس من الوعود الكاذبة... وان كل هذه الاخفاقات أثرت بشكل مباشر على واقع المرأة وخاصة من الناحية الاقتصادية وان القوائم الموجوده في البرلمان لم تقدم شي ملموس للمرأة سوى حقوق حبر على ورق لم تنفذ في واقع الحال..فالمرأة بقيت تعاني من العنف ضدها كأن يكون في مجال العمل والبيت , اما المرأة في الريف فلها معناتها وهي تعيش في واقع مرير وحزين

  انتشار الامية واظطهاد المرأة وارتباط الناس بالمراجع الدينية سواء قناعة او خوفا او مصلحة  .. في ظل هكذا ظروف هل تستطيع المرأة المرشحة ان تكسب الاصوات التي تؤهلها للمشاركة في البرلمان
نسبة  ال 25 بالمائة في البرلمان  هل انت مقتنعة بهذه النسبة ام تطمحين الى اكثر من ذلك 

صبيحة
  نعلم ان نسبة المرأة في العراق هي 60% اي ثلث المجتمع..واكيد نطمح ان يكون نسبة تمثيل المرأة في    البرلمان اكثر من 25% ولكن في الوقت الحاضر اعتقد ان نسبة 25% هي النسبة التي تضمن وصول المرأة الكفوءة وصاحبة الخبرة في المجال السياسي الى قمة البرلمان للدفاع عن المرأة واحترام حقوقها
ان انتشار الامية واضطهاد المرأة موجود وبشكل كبير في حياة المرأة العراقية وخاصة في الريف فهي لاتزال تعاني الكثير ومنها انعدام التعليم والذي تبلغ نسبته حوالي 90%..مع الاسف لم تتوفر ابسط المستلزمات الخدمية وايضا ضعف الوضع الاقتصادي لعب دور كبير في عدم اكمال المرأة تعليمها بالاضافة الى التقاليد الذي يسمح للرجل اكمال دراسته كونه رجل..لذا نلاحظ ان المرأة في الريف معدمة تماما.. فهي يقع عليها العبء الاكبر في المعيشه دون الرجل
ماهي المواضيع الاساسية التي ركزت عليها في حملتك الانتخابية
صبيحة
ركزت في حملتي الانتخابية على
1_ تأمين دور فعال للمرأة في مؤسسات الدولة وتعزيز مكانتها في المجتمع ..  والسعي الى سن قانون جديد للاحوال الشخصية يضمن احترام حقوقها والاهتمام بالنساء الارامل واطفالهن اليتامى
2_ كوني موظفة في وزارة الصناعة ..اسعى على الغاء قرار 150 لسنة 1987 وتفعيل دور نقابات العمال في مؤسسات الدولة..والعمل على اصدار قانون عمل جديد يضمن حق الطبقة العاملة
3_ نعلم ان الصناعة الوطنية في سبات خلال السبع سنوات الماضية ..لذا ساعمل على تأهيل المعامل ومؤسسات الدولة مع ادخال الخبرات في دورات خارج او داخل القطر لتطوير امكانياتها وكفائاتها.. مع استيراد مكائن جديده..وايضا الاهم هو تشجيع المواطن العراقي على الانتاج الوطني والابتعاد عن الانتاج الاجنبي الذي غزا السوق العراقي..علما ان تاهيل هذه المعامل  سيكون بحاجة الى ايادي عاملة جديده وبالتالي سيساعد على القضاء على البطالة .

اما نديمة طالب عبد فهي فتاة من ريف بابل حاصلة على الشهادة الابتدائية لم تكمل دراستها لعدم وجود مدرسة متوسطة او ثانوية هناك ,
سألتها من خلال احد الصديقات عن رأيها بواقع المرأة العراقية في المرحلة الراهنة اجابة قائلة

أن المرأة باعتبارها الجزء الاساسي والمحور الارتكازي للنواة لهذا المجتمع وهي الاسرة وان الحروب والمحن غيبت الرجل بسب القتل والتشريد والمعتقلات اصبحت المرأة تحمل الثقل الاكبر من المعاناة والمسؤولية في آن واحد وهذا الوضع القى على عاتقها كما هائلا من الواجبات وسلبها الكثير من حقوقها وهذا الواقع السيئ للمرأة يتجسد بصورة مضاعفة على المراةالريفية بصورة خاصة فالمراة في الريف تعيش معاناة كبيره جعل المرأة في تحدي دائم ومواجهه مستمرة مع الواقع الصعب الذي فرض عليها منذ عقود ولحد وقتنا الحاضر وبالرغم من التغير الجذري الذي حصل في العراق وسقوط الدكتاتورية ومجيء الحرية والعدل والديمقراطية والمساواة التي تحملها الشعارات يدعونا ان نسأل
هل هذه الحكومات المتعاقبة غيرت هذا الواقع السيء للمرأة , ان هذا التغير المتمثل بالحكومات السابقة لم يغير من واقع المرأة في الريف من اضطهاد وانعدام التعليم وفقدان الرعاية الصحية والاقتصادية والثقافية وغياب دور الدولة في الريف العراقي المهمل فنسبةال جهل بين النساء الريفيات كبيره وغياب الوعي الصحي بالاضافة الى رمي الحمل الاكبر من المعيشه على المراة

لذلك نطالب بتغير هذا الواقع الى واقع افضل للمرأة فهي تستحق الافضل فالمراة هي كل المجتمع وليس نصفه كما في المفهوم السابق فهي وان كانت نصفه فهي تنشيء النصف الثاني والمراة هي واجهه المجتمع وعلامة ودليل على مدى رقي ذلك المجتمع ما يدعوا لتأخذ دورها الكامل والصحيح فهي الان مهمشة وينظر اليها نظرة ضيقة بسبب الطابع العشائري والديني

نظرة ضيقة بسبب الطابع العشائري والديني اما ما يسمى بالكود هاو نسبة 25% فهي غير كافية نسبة للمرأة لانها تستحق الاكثر فنحن نطالب بالتمثيل الاكبر والاكثر للمرأة في البرلمان .



وايمانا مني بان المرأة بمفردها لا تستطيع الحصول على حقوقها بدون مساندة الرجل
لها في نضالها هذا فهو الاخ والحبيب والاب والابن والصديق والرفيق الذي يسعد لسعادتها
لذا كان لي حوار مع الدكتور صادق اطيمش الذي طالما قرأت له مواضيع عديدة عن المرأة
سألته عن رأيه بواقع المرأة العراقية في المرحلة الراهنة
اجاب الدكتور صادق قائلا

الحكم التسلطي القمعي الذي مارسته البعثفاشية على ربوع وطننا لأربعة عقود من الزمن ترك بصماته السوداء على جميع مفاصل حياة الشعب العراقي وبين مختلف طبقاته ومكوناته. ولم تكن المرأة العراقية بمنجى من هذا التسلط الذي عاشته بمختلف صنوفه في أقبية السجون تحت أجهزة التعذيب وأساليبه التي طالما أدت إلى الموت أو الشلل ، وفي ربوع المنافي ومن خلال عذاب وآلام فقد الأحبة وعِبر إجراءات التهميش والتغييب والإذلال التي تمارسها القوى التي تبرر ممارساتها المتخلفة هذه بالحجج الدينية والنزعة الأخلاقية التي أثبتت المعيشات الحقيقية لمثل هذه المعاملة للمرأة ومن يقوم عليها بأنها والدين والقيم والأخلاق الرفيعة على طرفي نقيض ، وهي لا تمثل إلا آراء حفنة من المتعصبين المستغلين للدين وليس الدين بتعاليمه الحقة الغير مؤولة تأويل فقهاء السلاطين .
وحينما آل النظام البعثفاشي إلى السقوط نهضت المرأة العراقية بعد كل هذه الأجواء القمعية التي عاشتها والتي لم تثن عزيمتها في مواصلة النضال مع كل فصائل الشعب العراقي . نهضت رافعةً لرايات الحرية والديمقراطية التي ناضلت من أجلها جنباً إلى جنب أخيها ورفيقها الرجل فأعطت بذلك الصورة الحقيقية لشخصيتها الفذة التي يحاول بعض المتخلفين طمسها اليوم بين خزعبلات الفكر المعادي للمرأة الذي لا يزال يرفع شعار الإنتقاص من المرأة والإستهانة بقدراتها والنيل حتى من إنسانيتها . لقد دأب هذا الفكر ، خاصة ذلك الذي تبرقع ببرقع الدين وأُجبر على الإعتراف ببعض حقوق المرأة العراقية التي أخذت هذا الإعتراف بشموخها وعلو شأنها وجسامة تضحياتها وقدرتها على الإبداع ، دأب على إغتنام أية فرصة تتيحها له السلطة السياسية التي تربع عليها بعد سقوط البعثفاشية لتقزيم هذا الإعتراف من خلال سحب بعض المكتسبات التي سبق وأن إنتزعتها المراة العراقية بناضلها وفي  مقدمتها قانون الأحوال الشخصية الذي جاءت به ثورة الرابع عشر من تموز المباركة . كما ظل هذا الفكر يسعى  حتى الوقت الحاضر إلى تهميش دور المرأة في العملية السياسية الجارية في وطننا بالرغم من تبجحه بين الحين والآخر بعكس ذلك ، مستنداً بكل ذلك على قوانين القرون الوسطى متجاهلاً الدور القيادي والريادي الذي تلعبه المرأة محلياً وعالمياً
ومما يؤسف له جداً هو مساهمة بعض العناصر النسائية في التنكر لدور بنات جنسها ووقوفها إلى جانب أعداء حريتها وحقوقها التي ينبغي ممارستها في مجتمعاتنا حتى ضمن تلك الخصوصيات التي يضعها البعض عائقاً امام ممارسة المرأة لدرها الطبيعي في المجتمع العراقي . ليس هناك من يريد القفز على التراث الإجتماعي والعادات الموروثة والتقاليد المتداولة في مجتمعنا . إلا أن الذي يجب ان يكون في القرن الحادي والعشرين من تاريخ البشرية هو دراسة هذا التراث وتمحيص هذه العادات واستجلاء هذه التقاليد بحيث يتم فرز الزَبَد منها ورميه خارج المنظومة الإجتماعية وجمع ما ينفع الناس وتثبيته ضمن الحياة اليومية ، وبعكس ذلك فإن مجتمعنا سيتحول إلى مجتمع تحكمه الأموات وتتحكم فيه قوانين الصحاري ، ويظل مراوحاً في مكانه أمام موكب البشرية الزاحفة إلى الأمام دوماً والتي لا تلتفت إلى المتخلفين . وهنا يجب ان تأخذ المرأة العراقية دورها الكامل وحقوقها المشروعة وواجباتها التي تساهم من خلالها ببناء العراق الجديد .
فإلى النضال الدؤوب والنشاط المستمر للمرأة العراقية أينما حلت في مفاصل الدولة المختلفة وفي كافة المؤسسات ألإجتماعية وعلى مختلف الأصعدة . ولا يسعنا في هذه المناسبة بالإحتفال بيوم المرأة العالمي إلا أن نؤكد على ضرورة تبني المرأة العراقية لمعطيات العملية السياسية الجديدة في العراق والتعامل معها من باب التكافؤ مع أخيها الرجل والنهوض بمستوى المنظمات النسائية الديمقراطية المهنية منها والإجتماعية بالمستوى الذي يدفع بالمرأة إلى مراكز الصدارة ومراتب القيادة دون أية عوائق قد يحاول البعض من النساء والرجال المتخلفين أن يضعوها أما تحقيق هذه الأهداف . وما على الرجل إلا ان يكون الدافع والمساعد والعامل على تحقيق ذلك من خلال الدعم اللامحدود الذي يجب عليه تقديمه ، خاصة في هذه الظروف التي يمر بها وطننا .
تحية أممية إلى المرأة في عيدها العالمي في الثامن من آذار وتحية لنضالها الدائم والثابت في سبيل إنتزاع حقوقها في كافة الميادين .
تحية  إلى المرأة العراقية المناضلة في هذا العيد الأغر ، التي لم تتوان يوماً عن خوض سوح النضال في سبيل وطنها وشعبها.
تحية إلى رابطة المرأة العراقية ، الرابطة التي قارعت أنظمة التسلط والجريمة.

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 09-03-2010     عدد القراء :  3128       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced