الحصان الفائز في الانتخابات
بقلم : عدنان حسين
العودة الى صفحة المقالات

العراقيةيتعامل المراقبون والمحللون الرصينون، بحذر شديد، مع ما يتسرب من معلومات ونتائج أوّلية عمّن فاز وعمّن خسر.. تقدّم أو تأخر، في الانتخابات البرلمانية العراقية. هذا الحذر وراءه إدراك بأن هذه الانتخابات لن تسفر عن فوز كاسح أو نصر مؤزر لأحد، إسلاميا بعمامة، أو من دونها كان، أو علمانيا .. عربيا أو كرديا.
لكنني أستطيع مراهنة الجميع، من دون شك، أو تردد أو تهيّب، على ائتلاف واحد بعينه، باعتباره الخارج من «المولد» الانتخابي بقدر الحمّص بأكمله.. ائتلاف لا يشبه الائتلافات الأخرى كلها، التي حتى قبل أن تنتهي العملية الاقتراعية، أعلن كل واحد منها أنه الحصان المكتسح في السباق الانتخابي.. ائتلاف يضم في صفوفه العرب والكرد والتركمان والآشوريين والكلدان والأرمن.. المسلمين والمسيحيين والصابئة والأزيديين والعلويين واليهود والبهائيين والعلمانيين والملحدين.
الشعب العراقي هو الذي خرج من هذه الانتخابات، كما التي سبقتها، فائزا أول ومنتصرا كبيرا.. فالقاعديون والبعثيون الصداميون حذَّروه وتوعدوه وهددوه و«أعلنوا» حظرا للتجوال (!) في يوم الانتخابات.. بل إنهم نفّذوا تهديداتهم بقصف مراكز انتخابية ومناطق سكنية عشوائيا بقذائف الهاون، وأوقعوا بضعة عشرات من الضحايا، قتلى وجرحى، وقد تحدّاهم هذا الشعب المؤتلف، وذهب 12 مليونا منه إلى صناديق الاقتراع، لا لينتخبوا ممثليهم إلى البرلمان فقط، بل للتصويت ضد الإرهاب.. ضد العودة الى الدكتاتورية.. من أجل الحياة الحرة المرفهة التي لن تكون إلا بالديمقراطية وبمزيد من الديمقراطية.
في يوم الانتخابات تَسجّل اندحار آخر كبير للإرهابيين القاعديين والصداميين والميليشياويين الذين لا يريدون أن يتأسس في العراق نظام ديمقراطي.
وأيا كان الذي ستُعلن المفوضية العليا للانتخابات، بعد أيام، أنه سيحل أولا أو ثانيا أو... خامسا في انتخابات السابع من مارس (آذار) 2010، فإنهم جميعا لا يستحقون الربح ولا الفوز.. قبل الانتخابات أو أثناءها، وبعدها أيضا، أثبتت الطبقة السياسية الحاكمة في بغداد أن الشعب العراقي يستحق قيادة أفضل منها. فمن الواضح أنه لا أحد من هذه الطبقة أظهر العزم على عدم ادعاء الفوز قبل الإعلان الرسمي عن ذلك، وعلى قبول الخسارة إذا ما خسر.. الكل يدّعي الفوز الكاسح الآن، استعدادا لعمل «شوشرة» للتغطية على خسارته، أو نتائجه المتواضعة، عندما يتبين أنه قد خسر فعلا، أو لم يحقق النتائج التي يحلم بها.
نعم، العراقيون الذين تحدّوا الإرهابيين واندفعوا الى مراكز الانتخاب يرقصون على وقع التفجيرات، كما لو كانوا ذاهبين الى عرس يستحقون قيادات أفضل من قياداتهم الحالية التي لا تقدّر تضحياتهم حق قدرها.. يستحقون قيادات تؤمّن للشعب الانتخابات النزيهة، وتضع الخطط السليمة لتعزيز الأمن وانطلاق الإعمار، وتعمل النهار والليل لتنفيذ هذه الخطط.. قيادات تهتم بخبز الناس ومائهم الصالح للزراعة، والآخر الصالح للشرب، وكهربائهم وصحتهم وتعليمهم وزراعتهم وصناعتهم.. قيادات غير فاسدة ولا تركض وراء الامتيازات.. قيادات متشبعة بالمبادئ الوطنية.. وشرط هذا الأول بالطبع ألا تُدار الدولة بالأسلوب والمبادئ التي أديرت بها في السنوات الفائتة والقائمة على المحاصصة الطائفية والحزبية.

  كتب بتأريخ :  الخميس 11-03-2010     عدد القراء :  2153       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced