يا قـــوم... أيــــن المفر؟
بقلم : شمس الاصيل
العودة الى صفحة المقالات

مضيت أقطع الدقائق مسرعاً تملأني غبطة الفرح والبهجة ..لأني مسرعاً لتغطية معرضاً للفن التشكيلي شارك فيه عشرون فناناً وفنانة من أروع ما أبدع فيه وطني الكبير في حضارته والعميق في تأريخه والقوي في فنه وأدبه وثقافته ، المكان: المتحف الوطني العراقي ، الزمان: الساعة العاشرة من يوم خميس دون تأريخ مكتوب لأني بقدر ما عزمت على تخليد هذه الدقائق في مخيلتي وعلى صفحات الصحف والمواقع الالكترونية بقدر ما قررت أن امحوه من مخيلتي ولا يظهر له شيء أو صدى جمالي ، فالمصاب أكبر وفي الأهوال والشدائد من الصعب أن تتذوق طعم الجمال وسحر الأنامل ، دخلت في الوقت المحدد ، فمن الصعب أن تخلف موعداً كهذا الموعد ، فكم سمعت وقرأت أن الفن التشكيلي العراقي لذي هو الآن له صدى وجمهور ومتابعين بشغف في أوربا بل هنالك لوحات بيعت بأسعار رائعة ، بل وبل وبل هنالك الكثير من الرسامين من أحتظنتهم أوربا لفنهن وإبداعهم فهناك يكبر الإبداع وهنا يذبح المبدعون ، بدأت الجولة وكل شيء حولي يصافحني لأنك حينما تحب الحياة تحبك الحياة وكل ما حولك وحينما تغطيك الابتسامة تفتح لك القلوب أبوابها المغلقة في مدن الخوف والشك ، معي كانت رسامة تقطر صوراً رائعة في كل شيء
تعاملت مع الأشياء من حولها  كما تعامل القيثارة ، نتحاور ونسأل كل ما حولنا مما يخلد تأريخ هذا الوطن كم نحن ننتمي لوطن يستحق أن نفتخر ونصدح بكل قوة }عراقي أنا {، لكن هيهات أن تدوم الأوقات السعيدة وهيهات أن تدوم نشوتك التي عنوانها أنك تنتمي لهذا الوطن ، دموع وآهات وحسرات واستغاثة ، لماذا أيتها الشابة الأنيقة ماذا دهاك؟ هل رحل عزيز على قلبك هل فقدتي  شيئاَ يستحق كل هذه الدموع لماذا توقدين ألف دمعة حينما تقولين  الآه ، كبر الفضول عندي ونسيت كل ما حولي من فن ولا أجعل نفسي مقدساً هنا أو ملائكيا ولكن لكل من يحمل إنسانية الموقف كفيل بأن ينسيك ما حولك وكل الغبطة التي ملأتك ، ما بك أيتها العراقية رفيقة الحزن والوداع والألم ، جميلة كانت هذه المرأة لكن الحزن سلب منها كل عنفوانها وبهجة شبابها ، ما بك، لا شيء لكن كل شيء ،تنهدت وأكملت الكلام ، ماذا أقول وأين أولي وجهي !!!!!!!!!! ، أين نذهب وكيف نعمل وبأي وسيلة نبدع ، كنت موظفة في دائرة ما ، الدائرة بيتي وكل من فيها زملائي وأخوتي ، ولكن من الصعب أن تجد سعادة تدوم وليس هنالك من يفسدها ، كثرت مضايقات مديري حتى مللت كل شيء وكرهت أي شيء يذكرني في يوم غد لأني سأذهب إلى دائرتي ...حاولت معه أثرت فيه كل نخوة وكل غيرة وبقايا ما تبقى من الشرف في ضميره ، ولا من جدوى ، وأخيراً مللت حتى الضجر حد الدموع حد أني كرهت حروف جمعها }رجال { ، طلبت النقل إلى دائرة أخرى وبعد جهد جهيد وتوعدٌ ووعيد حصلت على النقل ، ووجدت أمامي ثلاث نساء يعانين نفس ما كنت أعاني ولكن بطرق و }دروب { غير الطرق الملتوية التي كانت تعمل من طرف مديري معي ، مرت الأيام وأنا أعيش هدوء وترقب خوف وأمل طموح يصاحبه قلق يساورني لعل هذا الذئب سينتقم مني ، عله سيسلط علي ذئب آخر ، لعله يختطفني ، ومثلي زميلاتي ، لم يحصل أي شيء مما آرقني في نومي وحرمني من أي شعور بالأمان لأشهر طويلة ، ولكن الأدهى من ذلك والأمر ، أني وجدت ذئباً آخر يلاحقني ومثلي

الكثيرات فمرة بالأغراء ومرة بالابتزاز ومرة بالتحايل ومرة بالتبلي ، ومرة ومرة وهل من مرة لا أجد فيها من يساومني على
عملي الذي أن تركته يعني الانتحار في زمان لا شيء فيه سوى المال له ثمن ، كبيرة هي المأساة  وكبيرة هي المصيبة ومتغلغل هو الجهل ، لماذا نحن الشرقيون ليس كمثلنا شيء ، نطالب ونتشدق بأن المرأة إنسان ويجب أنصافها ونجبرها قسراً على القبول بنا، أهي غابة أم هو وطن ، أهي إنسانية أم صراع الوحوش ، أهي امرأة أم آلة ، لماذا نبحث عن من تعيننا في ظروفنا الصعبة أي امرأة موظفة ونحن نحارب المرأة العاملة ، لماذا نفتش حتى في ذاكرة زوجاتنا ونحن ليس لشغفنا في العلاقات الغير مشروعة حد ، لماذا من تصر على أن تكون إمراة وإنسانة نساومها على عملها الذي حلمت فيه حتى انه صار في يوماً ما مستحيل ، لماذا أن ابتسمت إمراة لأحد الذئاب قال وآمن ونشر الخبر أنها وقعت في غرامه أو أنها تريد غاية أخرى أذن لا تضيع الفرصة بسرعة أسمعها الكلمات الجارحة وكن جريئا معها ، كن جريئاً في }باصات{ النقل الذي ثلاث أرباع زبائنه من النساء التي تجاهد من أجل توفير لقمة العيش وتعاني مر الطرق واٌلحر القاتل من اجل توفير الفرق بين أن تستقل }باص{ كبير وبين أن تأجر تكسي ، كن جريئاً وأنت تمزح مع رفاقك بأ سخف الكلمات وأقلها حياءاً وأكثرها  وقاحة في معرفة حدود الآخرين، لماذا نثبت يوماً بعد يوم أننا شعوب لا تمنح الحرية ، والحرية معنا أنما هي انتهاك لحدود الآخرين ؟؟؟ لماذا نجبر زميلتنا في العمل أن تلعن اليوم الذي دخلت فيه هذا المكان وتلعن الزمن الذي حلمت فيه أن تحصل على الوظيفة والشهادة العليا لتخدم وطنها ، لماذا مثل من ذكرت الملايين ، لماذا تصيح وآآآآآآآآآ  ألف معتصماه مِنْ  أخيها وأبن عراقها  فكلاهما أخويها وكلاهما عراقيان وكلاهما معتصماه ولكن فرق بين معتصماه الأول ومعتصماه الذئب، فمعصماه المستغاث به من بلاد الرجال والغيرة والشهامة والتغيير والحضارة والكتابة والعجلة والزراعة وحمو رابي وأبن أبي طالب }علي { عليه السلام ورضي الله عنه،  فمتى يعرف الإنسان أنه بالفكر والأدب والعلم والمعرفة والتقدم والسلوك الإنساني يكون إنسانا .

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 23-03-2010     عدد القراء :  2295       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced