الحزب .. شجرٌ نابتٌ في احشائنا ، ينمو نديا تحت اجفاننا ، يزهرُ بهيا في ارواحنا ويمنحنا أحاسيسا بسلطة الجمال في دواخلنا .. الحزب .. الهاطلُ اضواءا ، هادئةً ، لذيذةً ، مالحةً على اكواخنا .. درةُ الخيال الجميل في رؤوسنا ويقظة الفرح في عيوننا .. نافذةُ النسيم وكنز الفراديس .. سمفونيةٌ صادحة تبدد الفراغ في ليل العراق البهيم .. الحزب .. تعويذتنا الدائمة امام وسوسة الشياطين .. كوكبنا المشع بين المجرات .. زهرتنا التي يكتمل بها جمال الوطن .. الحزب .. نورسٌ يحلق قريبا فوق سقوف بيوتنا .. قيلولةُ قرويٍ متعبٍ تحت شجرة توت وارفة .. فرح الاطفال في زمن الطغيان والجنون .. ينابيعُ ثلجٍ وماء تتدفق في صحراء عتيدة .. حنينٌ عارم للمطر والضباب .. احلامُ البحارة بمنائر السفن ورقص الامواج على الشواطئ .. الحزب .. غضبٌ كبير في غابة البردي ، ثورةٌ مسلحة في الوديان والقمم .. تاريخٌ كاملٌ لايسكن في حقيبة ولايمكن اعتقاله في منعطف طارئ ولاتأكل منه اي حرب .. الحزب .. قصيدةٌ لها لحنٌ يغمر الروح باللؤلؤ والحنان وينتشر في كل ذرة في التراب وفي كل لحظة في الزمان .. الحزب .. اولئك العاشقين الذين رحلوا الى برية الموت مقتفين اثر الضوء لصباحات قادمة .. الحزب .. مثلي مزهر رغم الجراح