الى روح زردشت الكلمة اخطر من الرصاصة
بقلم : ماجد فيادي
العودة الى صفحة المقالات

يعيش إقليم كردستان العراق أوضاع من الاستقرار الامني, تفوق في درجاتها ما يعيشه عموم العراق, مما يوحي بالأمل في انتعاش الديمقراطية وحرية التعبير خاصة الصحافة ونشاط منظمات المجتمع المدني, تعبيرا عن تفاعل المجتمع وما يطمح له من تغيير نحو الأفضل, فالأحزاب التي تقود الإقليم قد وصلت الى البرلمان بالانتخابات وبنسب عالية تليق بمجتمع يعرف من ينتخب, حتى نسبة المعارضة في البرلمان تعد جيدة بغض النظر عن تاريخها وتوجهاتها وأسباب وصولها, عمل هذه الاحزاب سلس على ساحة الإقليم ولا تواجه أعمال عنف فيما بينها, فهي ركنت الى السلم بعد أن خبرت فضل الديمقراطية والسلام عليها عقب تقاتل في الأمس القريب. إن التركيز على الاستقرار الامني في هذا المقال نابع من الفرق بين حالة الإقليم وما يعانيه باقي العراق, وانعكاسها على حركة المجتمع المدني والصحافة خاصة, هذا إذا ما قارنا بين دور بعض أحزاب البرلمان العراقي ودورها في إثارة الإرهاب عبر ممثليها في البرلمان, وأحزاب أخرى تعرقل تشريع قوانين توفر حالة الاستقرار والأمن مثل قانون حماية الصحفيين, وبين تشريعات برلمان الإقليم في هذا المجال. لكن سبب كتابة المقال يعود لحادثة غريبة جرت على ارض الإقليم وبملابسات مثيرة للجدل, باختطاف واختيال صحفي مبتدأ لا يزال طالب في الجامعة, حاول أن يعبر عن وجهة نظره فيما يجري على ارض الإقليم بأسلوب ساخر, يعتبر في عراق الأمس واليوم من المحرمات سياسيا واجتماعيا, انه الشهيد زردشت عثمان.
ربط زردشت في مقالاته قبل استشهاده وما سيؤول له مستقبله, نتيجة تهديدات تعرض لها من قبل أشخاص مجهولين, هذا ما وصلني من ترجمة لمقالات الشهيد وهي ركيكة تدل على مترجم كوردي بلغة عربية ضعيفة, لكنها لم تضعف محتوى المقالات, مما جعلنا نضع علامات استفهام على طريقة القتل التي مورست في ظل استقرار امني وسياسي لإقليم كردستان العراق, من علامات الاستفهام ما يلي
1. هل الإقليم يعاني حالة استقرار امني أم فوضى شأنه شأن باقي العراق؟
2. هل قتل زردشت ليس له علاقة بما كتبه, وتلميحاته كانت غير مبررة, جرى استغلالها لإثارة الفوضى في الإقليم؟ أم هي حقيقة؟
3. هل هذه الجهات لا تمتلك القدرة على تقبل النقد, أو تناولها بطريقة ساخرة, يدفعها الى استخدام إسلوب التصفية الجسدية للتعبير عن ذاتها؟ وهل هناك تجارب سابقة شبيه لحالة زردشت؟
4. هل هناك من بادر لقتل زردشت رغبة في التقرب من هذه الجهات؟ وهل هي ترحب بهذا التقرب والى أي حدود؟
5. هل ديمقراطية العراق تعاني من البدائية, في مجتمع لا يزال يؤمن بالعشائرية والعادات والتقاليد؟
6. هل للكلمة قوة اخطر من الرصاصة؟
من المؤكد أن مسؤولية حماية المواطنة والمواطن في الإقليم تقع على عاتق حكومته, والانتكاسة في الحالة الامنية تنعكس سلبا على أحزابها وضحيتها المواطنين, وحماية الصحفيين بغض النظر اتفقت مع طروحاتهم أو اختلفت مسؤولية الحكومة, واحترام الرأي الآخر لابد أن يبدأ من البرلمان والحكومة والأحزاب جميعا, ولابد لهذه الأطراف أن تقدم نموذج للمواطنين يؤسس لثقافة نحن في أمس الحاجة لها, أن لا مقدس سوى حريتك وحريتي, أما البحث عن الجناة وتقديمهم الى القضاء فهي مسؤولية الجهات الامنية, خاصة وزير أمن الإقليم ورئيس وزراء الحكومة, أما نشاط زملاء الشهيد ومنظمات المجتمع المدني التي خرجت في تظاهرات مطالبة بالكشف عن الجناة, تعني أن الإرهاب الذي تعرض له زردشت قبل وبعد قتله لم يؤثر في المجتمع الكردستاني, ونموذج زردشت يدل أن تأثير الكلمة اخطر من الرصاصة.

  كتب بتأريخ :  الخميس 13-05-2010     عدد القراء :  2113       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced