لا للإستيطان..!
بقلم : باقر الفضلي
العودة الى صفحة المقالات

كلمتان لهما من القوة اللفظية بقدر ما لهما من القوة الفعلية والمادية ما يهز الجبال؛ فحين تقف منظمة الأمم المتحدة وكل المجتمع الدولي عاجزة من تنفيذ قراراتها بتحريم وإنهاء الإستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة بعد العام/1967، ومع إستمرار الصلف الإسرائيلي ورفضه لتنفيذ تلك القرارات، وجد الشعار المدوي (لا للإستيطان)، قوته الفعالة والمؤثرة على الأرض مباشرة، حينما أخذ الشعب الفلسطيني على عاتقه تنفيذ روح الشعار، وذلك بمقاطعته البضائع الأسرائيلية المنتجة من قبل المستوطنات الإسرائيلية اللاشرعية، التي أقامتها وحمتها الإدارة الإسرائيلية على أراضي الفلسطينين بعد إحتلالها للضفة الغربية عام/1967..!


إن مقاطعة البضائع المنتجة من داخل تلك المستوطنات اللاشرعية، من قبل الشعب الفلسطيني، قد عبر ويعبر بصدق، عن عزة هذا الشعب الأبي، وصموده المنقطع النظير، وهو يصارع أعتى قوة غاشمة، تحاول المس بكرامته وشموخه وتدنيس أراضيه؛ لقد أثبت وبشجاعة فائقة عن قوة تصميمه وإرادته التي لا تقهر، بأنه شعب لا يستسلم الى كل محاولات تركيعه وإذلاله أمام القوة الغاشمة، وبأنه شعب يمتلك من التقاليد الكريمة والإباء ما يوغر بهما صدور المحتلين حنقا، وهم يرون بأم العين إنسانية هذا الشعب، وهو لا يضمر أي عداء أو كراهية لأبناء أي شعب، ولكنه لم يستكن للذل ولن يستسلم أمام العدوان وسلب أراضيه؛ وهذا ما عبر عنه بصريح العبارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس علانية وبكل صراحة..!(*) 


لقد أثبت الشعب الفلسطيني على الأرض، بمقاطعته لمنتجات المستوطنات الإسرائيلية في أراضيه المحتلة، رغم كل قيود الإحتلال وإستبداده، إنما يقوم بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية البالغة/ 15 قراراً، والتي أدانت الإستيطان وأقرت بلا شرعيته ، ويؤكد وبالطرق السلمية، بأن ما يقدم عليه اليوم من مقاطعة لتلك المنتجات، إنما يصب في الشرعية الكفاحية لمقاومته لعدوان الإحتلال الإسرائيلي لأراضيه، وهي مقاومة تقرها الأعراف والشرائع الدولية، حيث تشكل تلك المستوطنات التي أقامتها وتقيمها إسرائيل على الأراضي الفلسطينية بعد عدوان عام/1967  شكلاً من أشكال الإحتلال، بل الإحتلال بعينه..!؟


أن أشكال مقاومة العدوان والإحتلال، بإعتبارها من الحقوق المشروعة للشعوب دوليا؛ لها من الأشكال والأنواع ما لا يمكن حصره أو تقييده في نوع أو شكل بعينه، وهي جميعها محكومة بطبيعة الظروف والمناسبات التي تحيطها في المكان والزمان المعين؛ فما تقوم به اليوم فرق المتطوعين من الشباب الفلسطيني بحث المواطنين الفلسطينيين على مقاطعة منتجات المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، إنما هو شكل من أشكال المقاومة السلمية والمشروعة، والتي تحضى بالدعم والتأييد، لما ستتركه من نتائج وتأثيرات فعالة وذات مغزى على تلك المستوطنات من جهة، وعلى إسرائيل كدولة من جهة أخرى، ليس فقط من الناحية الإقتصادية حسب، بل ما سيتركه ذلك من أثر نفسي فعال على سكان تلك المستوطنات، ومن تأثير مباشر وردود فعل سلبية على مجمل السياسة الإسرائيلية في مجال الإستيطان على الصعيد الدولي..!

إن مبادرة فرق المتطوعين من الشباب الفلسطيني، من جماعة (عهد الكرامة)، في حثها المواطنين الفلسطينيين لمقاطعة منتجات المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، تستحق كل الإكبار والدعم والتأييد مادياً ومعنويا، وهي تشكل تجربة نضالية في كفاح المقاومة السلمية الفعال، ودرساً لا يستهان به من دروس المقاومة الفلسطينية المناضلة..!

  كتب بتأريخ :  الأحد 23-05-2010     عدد القراء :  2032       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced