أحزاب ولكن
بقلم : ماجد فيادي
العودة الى صفحة المقالات

قبل أن تنتهي الدورة الانتخابية السابقة, دخل البرلمان العراقي في الوقت الضائع بجولة من المناقشات والخلافات على قانون الانتخابات, وانتقلت حمى النقاشات والخلافات الى الشارع العراقي ومن قبله الى وسائل الإعلام, أطلق فيها العنان الى الخطب الرنانة, والوطنية الفريدة, والبكاء على وطن اسمه العراق. وفي ليلة وضحاها يتفق الجميع على إقرار قانون الانتخابات الذي فصل في دهاليز السفارة الأمريكية وإيرانية والسعودية, وكما اتفقوا عادوا واختلفوا على توفير الفرصة لحجب أو تسهيل دخول أتباع هذا الطرف أو ذاك مصوتين في الانتخابات, فعادت الكرة من جديد, تصريحات ونقاشات وبكاء على وطن اسمه العراق.

الغريب في تلك الأيام أن حيتان البرلمان كانوا متفقين على عدد من القضايا, منها تهميش أطراف دون أخرى, وقد أعلنوها صراحة أن الهدف هو تقليل التنوع في البرلمان, من اجل سهولة اتخاذ القرار, فكان تجاهل قانون الاحزاب على رأس القائمة, تبعه توزيع أصوات من لم يعبر العتبة الانتخابية على القوائم الفائزة, ثم تقسيم العراق الى عدة دوائر لتشتيت أصوات الأقلية السياسية, ولم تسلم منهم المكونات الأقل عددا من المسيحيين والازيديين والمندائيين, حتى حصروهم في دائرة ضيقة بمقاعد حددت سلفا, ويوم اختلفت مصالحهم, عطلها السيد الهاشمي, مضيفاً لمصالحه قضية توزيع الأصوات المتبقية لمن لم يعبر العتبة الانتخابية على صاحب أعلى الأصوات ممن لم يفوز, في محاولة لخلط الأوراق وتهديد مصالح الآخرين فيما لو تجاهلوا طلباته الأخرى, في النهاية جرى التوافق على مصالح الحيتان ومهدوا لالتهام الصغار, فكان لهم ما أرادوا من قانون انتخابي مفصل على مقاسهم.

في الأمس جرت الانتخابات بكل ما أثير حولها من شكوك مرفقة بأدلة تزوير, توجت بقرار المحكمة في إعادة العد والفرز اليدوي, الذي جرى الالتفاف عليه, عندما تجاهلوا مقارنة سجلات الناخبين مع عدد الأوراق في كل محطة, مما جعل قرار المحكمة مضيعة الوقت. مع هذا لم نجد ادعاءات الحيتان قد تحققت في ازدياد الانسجام بتقليل التنوع في البرلمان, بل بالعكس زاد الأمر تعقيداً, فما أهملوه بالأمس من قوانين ظهرت بقوة على الساحة مثل المحكمة الدستورية أم المحكمة الفدرالية وما مدى شرعيتها, هيئة المسائلة والعدالة وشرعيتها, مرشحي الانتخابات المشمولين بالاجتثاث, تفسير القائمة الأكبر في البرلمان, وقضايا أخرى, أدت كلها الى تعطيل تشكيل الحكومة الجديدة كل هذا الوقت, فهل نحن أمام عملية تضليل أحزاب تتستر خلف شعارات ووعود كاذبة.

يبدو أن الاحزاب الفائزة لا يهمها واقع الشعب العراقي المتخلف, ولا الزمن الضائع دون تطويره, ولا بقاء العراق تحت طائلة البند السابع, ولا محاولات دول الجوار بتعطيل الحياة في العراق, ولا الإرهاب وما يقوم به, ولا بقاء العراق تحت الاحتلال, ولا تعطيل تشريع قوانين أجلت من الدورة السابقة, ولا كل المعانات الناتجة عن تردي البنى التحتية, إن كل ما يهمهم مصالحهم الحزبية لا اكثر.

إن لم تستحي فافعل ما شئت     

  كتب بتأريخ :  الأحد 23-05-2010     عدد القراء :  2041       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced