في يوم الطفل العالمي يباد ملايين الاطفال في العالم رغم القوانين والمواثيق الوطنية والدولية
بقلم : سعاد خيري
العودة الى صفحة المقالات

تتعرض البشرية عموما والاطفال خصوصا في جميع انحاء العالم وبدرجات متفاوتة للاشعاعات النووية التي لا تعرف الحدود جراء التجارب النووية واستخدام الاسلحة النووية المتنوعة بما فيها المحرمة دوليا في الحروب العدوانية التي شنتها الولايات المتحدة واسرائيل وحلف الاطلسي في اوربا والشرق الاوسط، متحدية القوانين الدولية وقرارات الامم المتحدة ومجلس الامن. وحتى من خلال استخدام الطاقة النووية للاغراض السلمية وما يرافقها من اخطار كما حدث في محطة جرنوبل الروسية والعشرات قبلها وبعدها التي لم يعلن عنها، رغم كل القوانين والمواثيق الدولية والمنظمات التي انشئت لمراقبة تنفيذها وحمايتها من التشويه والاختراق والتجاوز. ويشكل اطفال العراق النموذج لمصير اطفال العالم، جراء هذه الاشعاعات التي يبقى تاثيرها المدمر لملايين السنين، اذا بقيت البشرية تعتمد فقط على النضال من اجل اصدار القوانين والمواثيق التي لم تحمي الشعب العراقي واطفاله من الحروب ولا من القصف الامريكي بمئات الاطنان من اليورانيوم المنضب، على دفعات متكررة . بدأت في حرب الخليج الثانية بحجة تحرير الكويت عام 1991 وحرب احتلاله بحجة تحريره من النظام الدكتاتوري وتحرير البشرية من اسلحة الدمار الشامل. فدمرته القوات الامريكية باسلحة الدمار الشامل دون ان تجد اثرا لامتلاكه لها. وعلى النطاق العالمي ورغم كل القوانين والمواثيق الدولية ولاسيما ما يخص الطفولة تفيد الاحصائيات الدولية عن تجنيد 400 الف طفل في 38 نقطة نزاع مسلح فضلا عن مئات الالاف من الاطفال المسجلين في جيوش ومليشيات، قتل منهم خلال عشر سنوات 5, 1 مليون والى وجود 5-6 مليون طفل معاق و 16 مليون يعاني من مشاكل نفسية وعصبية وعشرات الملايين من الاطفال المدمنين على المخدرات واتساع الاتجار بالاطفال وباعضائهم . ويبقى اطفال العراق في ظل الاحتلال الامريكي الخارق لكل القوانين والمواثيق الدولية والمتحدي لجميع منظماتها، وحكومته المنصبة لتنفيذ كل مخططاته في تركيع الشعب العراقي وسلب حيويته والتحكم بمصيره يشكل قعر المأساة التي تعيشها الطفولة . فامراض السرطان تعبث في كيان مئات الالاف منهم بغض النظر عن انتماءاتهم الطبقية او القومية والطائفية وتقتل عشرات الالاف سنويا فضلا عما تقتله من اجنة وتشوهه من اطفال. ونتيجة للحروب التي فرضتها على الشعب العراقي من خلال اداتها النظام الدكتاتوري وحرب احتلالها وتصاعد جميع اشكال ادامة القتل والتدمير من اعمال ارهابية وتفجيرات، قتل مليون ونصف عراقي شكل الاطفال 40% منهم، ومئات الالاف من المعاقين، فضلا عن تيتيم خمسة ملايين طفل وتشرد معظمهم في الشوارع عرضة لتجار الجريمة المنظمة من تجار الجنس واعضاء البشر والمخدرات فضلا عن المنظمات الارهابية التي تم الكشف عن بعض تنظيماتها ومراكزها لتجميع الاطفال بعد خطفهم وغسل ادمغتهم باطلاق اسم طيور الجنة عليهم واستخدامهم كادوات تفخيخ . وحرمان 30% من اطفال العراق من الدراسة بسبب تدمير المدارس وفقر العوئل . فاي مستقبل ينتظر للشعب العراقي الذي اصبح يشكل قمة الكارثة التي تنتظر عموم البشرية اذا لم تبادر المنظمات الاجتماعية لتحمل مسؤوليتها و الى تطوير وسائل واساليب كفاحها لانقاذ الطفولة في جميع انحاء العالم ولا سيما اطفال العراق.
واذ تتعمد وسائل الاعلام العالمية المحكومة باهداف اعداء البشرية من اشغال العالم بمختلف القضايا والمشاكل بل والكوارث فقد التزمت المنظمات الاجتماعية الوطنية والعالمية بتقليدها السنوي باقامة الاحتفالات لادخال البهجة على قلوب نسبة لا تزيد عن واحد من كل مليون من اطفال العالم في يومهم العالمي. وتفخر بما انجزته من قوانين ومواثيق دولية اصبحت حبرا على ورق، متجاهلة هول المخاطر التي تلم بعموم الطفولة دع عنك المبتلية شعوبها بالاحتلال والاعتداءات المستمرة والاستغلال الدائم.
لقد آن الاوان لان تاخذ هذه المنظمات الوطنية والعالمية على عاتقها مسؤولية انقاذ الطفولة على النطاق الوطني والعالمي بعد ان ثبت عجز كل انظمة الحكم في العالم والمنظمات الدولية عن انقاذ الطفولة بل وتسببها بماتعانية من كوارث حالية ومخاطر مستقبلية . واعتبار قضية انقاذ الطفولة في مقدمة المهمات الوطنية والانسانية وتصعيد كل اشكال الكفاح لتحريم كل اسلحة الابادة الشاملة ولا سيما النووية وتجريم منتجيها ومستخدميها وتحميلهم مسؤولية ازالة اثارها ومعالجة ضحاياها ، وتحريم كل اشكال الحروب والعدوان وتجريم مطلقيها ومعاقبتهم . وتطوير الكفاح لارغام حكوماتهم وبرلماناتهم على تنفيذ كل القوانين والمواثيق الدولية لضمان حقوق الاطفال وانقاذهم من جميع المخاطر المحدقة بانجازات واقعية متطورة، والمبادرة باقامة المنشآت لرعاية الطفولة وحمايتها بدعم وطني وعالمي ..

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 02-06-2010     عدد القراء :  2109       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced