ألمانيا قد تصبح أول بلد تحكمه امرأتان.. وزيرة العمل أم لـ7 أولاد والمرشحة الأقوى لرئاسة الجمهورية
بقلم :
العودة الى صفحة المقالات

كولون (ألمانيا): ماجد الخطيب «الشرق الأوسط»
جمعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الكثير من الألقاب السياسية، فهي أول امرأة تشغل كرسي المستشارية، وأول مستشارة يتم انتخابها لدورتين متتاليتين، وأول شرقي في منصب المستشارية، وأول امرأة تقود حزب المحافظين المعروف بالحزب الديمقراطي المسيحي.
لكن إذا صدقت التكهنات حول رغبة التحالف الحاكم، بين الحزب الديمقراطي المسيحي والحزب الديمقراطي الحر (الليبرالي)، في ترشيح وزيرة العمل الاتحادية أورسولا فون دير لاين لمنصب رئيس الجمهورية، خلفا للرئيس المستقيل هورست كولر، فستكون لميركل منافسة جديدة على هذه الألقاب، ناهيك عن الحالة الفريدة التي ستنشأ عن اعتلاء سيدتين لمنصبي المستشارية ورئاسة الجمهورية، لأول مرة في تاريخ ألمانيا ما بعد الحرب.

وقالت مصادر من الائتلاف الحاكم المنتمي إلى يمين الوسط إن فون دير لاين هي المرشحة المفضلة لدى ميركل لخلافة كولر الذي سبب صدمة للبلاد بعد استقالته يوم الاثنين الماضي. وقال عدد من الصحف الألمانية الكبرى إن فون دير لاين هي الأوفر حظا في الحصول على الأصوات في الانتخابات التي تجرى لهذا المنصب الشرفي بصورة كبيرة، والتي من المقرر أن تكون بحلول 30 يونيو (حزيران) الحالي.

وتعد فون دير لاين (51 سنة) أول سيدة تقود وزارة العمل في الحزب الديمقراطي المسيحي، وهي أول ألمانية من جيلها تربي عائلة من 7 أطفال، كلهم من زوج واحد وليس بينهم من تم تبنيه، وسجلت، وتسجل، شعبية كبيرة تحسدها عليها ميركل نفسها. عدا عن ذلك، فقد تفوقت فون دير لاين كثيرا على بقية السياسيات، خصوصا على المستشارة ميركل، من ناحية شعبيتها كأم حقيقية لأطفالها وتستحق لقب «أم الأمة». ففي استطلاع أجراه معهد «امنيد» لصالح صحيفة «بيلد» الواسعة الانتشار قبل شهر، نالت وزيرة العمل فون دير لاين تأييد 43% لنيل لقب «أم الأمة»، ولم تتفوق عليها في اللقب سوى لاعبة التنس الشهيرة شتيفي غراف (45%). وتلتها بطلة العالم في التزلج على الجليد روزي ميرنماير 42%، ثم مغنية البوب المعروفة «نينا» 38%، وجاءت المستشارة ميركل في المرتبة السابعة محققة 34%.

وربما سيفلح ترشيح فون دير لاين في تقليل بعض هموم ميركل، وهموم التحالف الحاكم ببرلين عموما، بالنظر إلى الشعبية التي تحظى بها، ولإجماع الاتحاد الاجتماعي المسيحي، الحزب البافاري الشقيق للحزب الديمقراطي المسيحي، والحزب الليبرالي، على ترشيحها. وهو إجماع نادرا ما توافر للمستشارة «الحديدية» في تحالفها الحكومي الأخير مع الليبراليين.

وعدا عن أزمة اليورو، والانتقادات التي وجهتها أحزاب الحكومة والمعارضة على حد سواء، لطريقة ميركل في إدارة الأزمة، فقد جاءت استقالة رئيس الجمهورية كولر في وقت لا تملك فيه المستشارة ما يكفي من الوقت والجهد، لتحقيق إجماع جديد على مرشح واحد لمنصب الرئاسة. وهكذا تكون فون دير لاين عاملا لتحسين وحدة التحالف القائم.

قبلها، قدم نائب رئيس الحزب الديمقراطي المسيحي رولاند كوخ استقالته من جميع مناصبه وترك فراغا واضحا في ولاية هيسن التي تهدد الأوضاع بعودة الاشتراكيين إلى حكمها. وتعرض يورغن روتغرز، رئيس وزراء ولاية الراين الشمالي فيستفاليا، إلى خسارة موجعة في الانتخابات الأخيرة في الولاية مطلع مارس الماضي، وقد يضطر للتخلي عن منصبه لصالح تحالف الاشتراكي مع الخضر وحزب اليسار، أو لصالح تحالف الاشتراكيين والخضر والليبراليين، أو يضطر لدخول تحالف كبير مع الاشتراكيين سيخل كثيرا بأكثرية الحزب الديمقراطي المسيحي في المجلس الاتحادي.

ولا يبدو أن «صداع» استطلاعات الرأي سيكف عن مراودة رأس المستشارة مع بداية كل شهر، حيث يستعرض البارومتر السياسي نتائج استطلاعات الرأي التي يجريها. إذ نال الحزب الديمقراطي المسيحي حسب آخر الاستطلاعات 30% فقط من الأصوات، وهي أقل نسبة يحصل عليها منذ عام 2006. وتدل كل المؤشرات على أن التحالف الحاكم حاليا سيخسر الانتخابات لو جرت الآن، خصوصا أن الحزب الليبرالي يتعرض إلى خسائر مماثلة في الأصوات.

عموما هناك الكثير من العوامل تجعل طريق فون دير لاين إلى قصر الرئاسة (شلوس بيليفو) سالكا، فالتحالف الحاكم لا يزال يحتفظ بالأكثرية في البوندسرات (المجلس الاتحادي) وفي البوندستاج (البرلمان)، وسيكون انتخابها مضمونا تماما (أغلبية مطلقة) لو أن الحزب المسيحي نجح في البقاء في أي تحالف قد يحكم ولاية الراين الشمالي فيستفاليا.

ترشيح فون دير لاين سيضمن بعض أصوات البرلمانيات من الأحزاب المعارضة، خصوصا داخل الحزب الاشتراكي، كما أنه سيحرج الأخير الذي يصر على ترشيح شخصية من صفوفه، لإثبات الوجود لا أكثر، لأنه لا يملك الأكثرية التي تؤمن له انتخاب أحد لمنصب رئيس الجمهورية.

وعلى أي حال، عدا عن بعض المرشحين من الحزب الديمقراطي المسيحي، بينهم رئيس البرلمان الحالي نوربرت لامرت (64 سنة) ووزير العمل الأسبق نوربرت بلوم (74 سنة)، تبدو وزيرة العدل زابينة لويتزهايمر شنارينبيرغر (58 سنة) من الحزب الليبرالي، ثاني المرشحين بعد أورسولا فون دير لاين. وترشيح الأخيرة يدعمه الحزب الليبرالي بالطبع، لكنه ليس أكثر من دليل ثان على أن فترة الحكم القادمة في ألمانيا ستكون نسوية بحتة.

ولدت فون دير لاين (البريشت قبل الزواج) لعائلة ألمانية كانت تعيش بالقرب من بروكسل. والدها كان سياسيا معروفا في الحزب الديمقراطي المسيحي وتولى رئاسة الوزراء في ولاية سكسونيا السفلى (1976 - 1995). درست الاقتصاد في جامعتي غوتنغن ومونستر، كما درست في كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية، ثم درست الطب وأصبحت طبيبة منذ عام 1987. ونالت شهادة الدكتوراه في الطب عام 1991. متزوجة من الطبيب البروفيسور هايكو فون دير لاين منذ 1986. كانت وزيرة العمل والشؤون الاجتماعية في سكسونيا السفلى (2001 - 2005)، ووزيرة العائلة في حكومة ميركل الأولى (2005 - 2009)، ثم وزيرة للعمل في الحكومة الثانية (منذ 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2009). يذكر أن الراديو الغربي «إف دي آر» يبث منذ 7 أعوام برنامجا فكاهيا بعنوان «آل فون دير لاين» يسخر من السياسة والحكومة على لسان أطفال الوزيرة، الذين هم أطفال ألمانيا، ولم تحتج أورسولا مرة على البرنامج.

  كتب بتأريخ :  الخميس 03-06-2010     عدد القراء :  1911       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced