فائقة (ام علياء) ... عذابات متواصلة
بقلم : ماجدة الجبوري
العودة الى صفحة المقالات

فائقة علاوي مواليد 1970، تتوشح بالسواد من رأسها حتى أخمص قدميها، كاخواتها الارامل، او ممن فقدن اعزائهن. تسكن فائقة ريف المدحتية، ولدت في عائلة كبيرة، مكونة من اربعة اشقاء وست اخوات اضافة لوالديها. كل اخ منم قد أنجب ما بين 8- 10 اطفال، ليصبح عدد الاطفال، فقط، اكثر من اربعين طفلا، يعيشون، ويتعايشون في بيت واحد. "شاغولتهم" بالدرجة الاولى فائقة، تحش الحشيش وتجلب الماء من النهر بعد سير مسافة طويلة لارواء العائلة، وفي وقت المغرب تحلب الابقار.

في الارض تفلح الذرة، عباد الشمس والباذنجان. تسقي الزرع، وتجنيه. هذا لا يعني انها تعمل وحدها، ولكن اعتماد العائلة عليها بالمرتبة الاولى.

تقول فائقة: كنت فلاحة يعتمد عليها، أخرج من البيت مع خيوط الفجر الاولى، الى وقت الظهيرة اللافح هواؤه. اعمل كل شيء، ثم أعود الى البيت أطبخ وأخبز وأنظف، ثم تبدأ رحلة المساء ومهام اخرى.

لم تحظـَ فائقة الا بفرص قليلة للزواج. فشقيقها الأكبر المتزوج ولديه ثلاثة اولاد وخمس بنات، كان يشترط على "الخطّابة" ان يقدموا له امرأة يتزوجها مقابل الموافقة على زواج فائقة من تلك العائلة.

طموحي أن أتزوج في المدينة..

تقول فائقة بعد ان فقد شقيقي الحصول على زوجة ثانية، وافق وعائلتي على ارتباطي من أحد اقربائنا، الذي تقدم لخطبتي. لم يسمح لي اهلي برؤيته أبدا، وقالوا لي انه رجل طيب ومتوسط العمر وصحته جيدة ويسكن في المدينة، وافقت لاني كنت اطمح ان اتزوج في المدينة ولكن كنت اشعر بقلق، لاني سمعت من احدى قريباتي انه رجل كبير ومريض.

طلبت رؤيته، لكن اهلي استنكروا وتجاهلوا طلبي، وقالوا انه مناسب وخلص! ولم يـُعقد قراني في أيّة محكمة، بل عن طريق شيخ، عقد قراننا في بيت زوجي، ليلة زفافي (ليلة الدخلة).

أصبحت ممرضة

تفاجأت حين رأيته اول مرّة، قلت في نفسي: ما كنت لارتبط به لو اني رأيته من قبل، فهو يكبرني بـ"35 سنة"، حينها عرفت سبب رفض اهلي أن أراه خوفا من رفضي.

وتضيف فائقة بمرارة: المصيبة الكبرى هي اكتشافي في الايام الأولى لزواجنا انه مصاب بمرض خطير من خلال بقع الدم على ملابسه. بعد اجراء الفحوصات ظهر انه مريض بالسرطان.

تقول فائقة: اصبحت ممرضته، اعتني به، اقدم له الطعام والشراب، واعطيه الدواء بمواعيده. في المقابل بدأت بطني تظهر للعيان، انني حامل، اخذت الح عليه، وكذلك اولاده في مسألة عقد قراننا في المحكمة. ذهبنا الى المحكمة وكنت في شهري التاسع، موظف المحكمة هناك، وبخني بشدّة وقال انظري الى بطنك الكبير، كيف تريدين ان نعقد لك وانت على وشك الولادة اين كنت كل هذه الفترة؟ ألم تفكري في العواقب؟ ورفض اصدار وثيقة عقد القران.

المهم انجبت بنتاً اسميناها علياء، بعد اشهر من ولادتها، رحل الاب عنا، وتركني مع ابنتي بدون اية وثائق رسمية، ماعدا اعتراف الشيخ بزواجنا، وبعد معاملات، ورشوات كثيرة وكبيرة، استخرجت هوية احوال مدنية لابنتي. علياء لم تتعرف على والدها بل تعتقد ان شقيقها الاكبر والدها، وأشقاءها الاصغر منه، عمومتها. اما والدها الذي دفن فتسميه (جدي) اينما ذهبت مع امها.

مع ذلك فائقة قانعة بحياتها مع اولاد زوجها، تعاملهم بمثابة أولادها، لتكون بعيدة عن متاعب الريف المضنية.

أم علياء تناشد الخيّرين

لم تنتهِ حكاية ام علياء عند هذا الحد، بل اكتشفت مؤخرا ان علياء مصابة بفتحة في القلب، فمنذ فترة لوحظ انها تعاني من صعوبة في التنفس، وازرقاق في جسدها عند تعرضها للانفلونزا، وانها بحاجة الى عملية تجرى لها خارج العراق. ام علياء تبكي ايامها وعذاباتها المستمرة، وتندب حظها العاثر، فحتى صغيرتها لم ترِحها، وهي تنتظر الان من يساعدها في الحصول على فرصة علاج ابنتها الوحيدة، لانها لا تستطيع تحمل تكاليف السفر والعلاج.

  كتب بتأريخ :  الإثنين 02-08-2010     عدد القراء :  2108       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced