عاش الدستور ..
بقلم : عباس الحداد
العودة الى صفحة المقالات

بعد صبر، ومعاناة طويلة . خرجت جموع الشعب العراقي،فرحة ،ترفع الأعلام ،وتصدح بالزغاريد ، تبارك ميلاد دستورها الدائم ،الدستور الذي ضمن حقنا بالعيش ،والعمل ،والعبادات ،والانتماء،والتجمع .

ولكأننا نتجمع، ونسير في تظاهرة تتوجه إلى ساحة الاحتفالات ،ننثر الزهور،وماء الورد على وجوه الشهداء ،والسجناء السياسيين ،والمغتربين ،والمرحلين قسرا،والمغيبين بدهاليز الأمن العامة ،والمخابرات . يتقدمنا الأطفال الذين استعروا بهجمات الأنفال ،والغازات السامة . هاتفين بزهو لدستورنا الذي انتظرناه طويلا .مرددين بحماس بضعا من نصوصه التي حفظت لنا ماء الوجه من العز،والكرامة ،والكبرياء ،وأهم من ذلك كله إننا بتنا ولأول مرة في حياتنا نشعر إننا كبقية الخلق لنا دستور ،نعيش،ونحيا بظله .

عاش الدستور الذي أنصف من ضحوا بحياتهم ،وعائلاتهم ، وأوصلوا ساستنا الذين انتخبناهم بإرادتنا إلى التمدد على كراسيهم بكل راحة ،ودعة .

الكراسي المطعمة باللؤلؤ،والياقوت الملون، تحت حراسة مشددة برجال يبدون قساة القلوب ،والأيدي .

ونحن نصرخ ملء حناجرنا : صبرا أهل السواد ،فما زال بالعمر بقية .

وتمر أربع سنوات عجاف .

ونرى رأي العين ،والقلب معا .أن بعض ساستنا المحترمين ،راح يتجرأ على دستورنا الذي باركه الشعب .

تفسر فقراة قسرا ،وتذهب مئات الآلاف من الأصوات إلى غير مستحقيها ،وتعطل فقرة هنا ، وتشطب أخريات .

ماذا قلت ؟ على ماذا يتجرؤون ؟

وفي ساحة الاحتفالات ذاتها التي شهدت فرحتنا ، يرتفع نحيب الشهداء ،وتصفن الأرامل ، ويتعثر شهيد ،ويتغرب مغترب ثانية ،وتعلو تصريحات رنانة ،وتتوعد السن بتفجيرات تبدأ ولا تنتهي ،وتسيل دماء ،وتقرع طبول الحرب، وتنضج مخاوفنا المزمنة .

ونحن نلوك الصبر.

ترى هل يطول صبر العراقيين ؟

ماذا تروّن ؟

  كتب بتأريخ :  الإثنين 09-08-2010     عدد القراء :  1960       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced